ما هي مميزات وعيوب التعليم الازهري مقارنه بالتعليم العام؟

أجيبك من واقع خبرتي المهنية وأيضا خبرتي الأسرية كوالد لبنات في المدارس الأزهرية وهن على مشارف الجامعة.

فقد عمل معي في فريق العمل العديد من خريجي الجامعات الازهرية وفي الحقيقة مهاراتهم المهنية والعلمية وأيضا مهارات التواصل كانت رائعة جدا ومميزة مقارنة بباقي أعضاء فريق العمل من خريجي الجامعات الأخرى الحكومية.

فإن دراسة العديد من المواد الشرعية خلال سنوا الدراسة بجانب المواد العلمية تفتح للطالب أفاقا واسعة ومدارك مختلفة بعكس تلك التي في التعليم الحكومي، وهنا أنا لا أتحدث عن الدين أو الأخلاق ولكن أتحدث عن المدارك العامة، فهو في الحقيقة أمر ملاحظ على خريجي الجامعات الأزهرية.

ولكن كما ذكر بعض إخواني وأخواتي هنا فإن تطوير الذات بالتعلم المستمر بات أمرا ملحا سواء أكان الطالب في التعليم الأزهري أم الحكومي وذلك لعلة ما في نظم التعليم الحالية من عدم مواكبتها لمتطلبات سوق العمل الحقيقي. إلا بعض الجامعات الدولية باهظة الثمن التي بالفعل تقوم بالتدريس بأحدث النظريات العلمية وتعتمد على البحث العلمي والإقناع وتنمية مهارات التواصل، فخريجو هذه الجامعات هم بحق من أفضل الكوادر في سوق العمل.

ولكن لو قارنا التعليم الأزهري بالتعليم الحكومي فأرى أن التعليم الأزهري له ميزات لا يمكن تغافلها كما ذكرت بالإضافة طبعا للجو العام للمدارس والجامعات الأزهرية من الاهتمام بالعلوم الشرعية والقرآن الكريم.

نظرا لأني أزهري فأنصحك بأن تدعها تكمل في التعليم الأزهري، وسأقول لك لماذا حتي لا أكون متحيزل لدراستي:

اولا: التعليم الازهري ليس كما ذكرت، لكن المشكله هي في قلة التوظيف في الأزهر.

ثانيا: التعليم الازهري يحافظ علي الاخلاق اكثر من التعليم العام، نظرا لدراسة بعض المواد الشرعية، وعدم الاختلاط بين الشباب والبنات.

ثالثا: التعليم الازهري ليس كما يظن البعض انه تعليم جامد ومتعسف، بل هو تعليم مرن، فيه مختلف المجالات التي تريد أن تلحق ابنتك بها.

رابعا: تكاليف التعليم الأزهري أقل بكثير من التعليم العام.

اسمح لي أن ابدى رأيي كأحد خريجي جامعة الأزهر وأعمل الآن بالتسويق وهو خارج مجال الدراسة بالجامعة

لنكن متفقين أنه وإن كانت مخاوفك في محلها إلا أن الوضع الآن يدعو للتعلم الذاتي وليس الجامعي، بمعني الكل سواء أزهري أو غيره لابد أن يتعلم خارج الإطار الجامعي والأكاديمي حتي يصير متاح لسوق العمل، وكل المجالات مفتوحة للجميع، والدليل علي ذلك هناك مئات الآلاف من خريجين الجامعات لا يعملون، فإذاً ليست المشكلة بالأزهر، وبالتالي مخاوفك أصبحت غير موضع.

أري أن أجمل ميزة استفدت منها بالأزهر هي أني لدي معرفة بأمور كثيرة من أمور ديني، حتي وإن قصرت فيظل لدي يقين بالصواب والخطأ وفق أسس دينية، وهذه ميزة نحتاجها جميعاً، لذا لا تخف أخي الكريم وتوكل علي الله واترك أولادك في التعليم الأزهري، وعلمهم انت كيف يتعلمون.

أنا من الجزائر ولست من مصر، لكن لو كنت مصرية لاخترت الدراسة الأزهرية، صراحة عندي العديد من الزميلات الدارسات في الأزهر بالإضافة للأخلاق والدين تجد نظرتهن لحياة تختلف، الحياة هي رسالة وهدف على عكس الأخريات التي الحياة بالنسبة لهن لبس وتجمل أكثر من محاولة احداث تأثير.

الناس بطبيعة الحال سيجيبونك مباشرةً بالتوجّه للتعليم الأزهري، لإنّهم وبما أنّهم لن يضعوا أنفسهم مكانك مادياً سيجعلون الأمور أسهل وبالتالي يحكموا فقط على سمعة الجامعة وأهميتها، سيقولون لك بأنّ التعليم الأزهري سيضمن لك تعليم رائع يتماشى جداً مع أخلاقنا ومبادئ ديننا، ولكنهم لن يذكروا لك بالضرورة أنّ هُناك الكثير من الهيئات الاعتبارية الخاصة والشركات تميل إلى قبول شخص يأتي من خلفية أكاديمية لجامعة خاصّة أجنبية مثلاً أو حديثة ولو تقع في مصر على حساب أكاديمي بشهادة أزهرية، هذا الأمر سيء ولكنّهُ واقع، في الحقيقة وبنظرة مباشرة للأمور وبعيون تبتغي الربح المادي فقط سوف تنتبه بأنّ أقل شهادة تضمن لك فرص التوظيف هي الشهادة الأزهرية بناءً على مخاوف من الناس (معظمها غير مبرر) أو نظرات طبقية (معظمها سيء) أو تفضيلات كثيرة (معظمها مبني على افتراضات غير صحيحة) ولذلك لتجنّب هذه الأمور برأيي أن تنسجم في جامعة لا تحمل أي انتماء، أما إذا كنت غير مهتم جداً بهذا الأمر بالنسبة لابنتك، غير مهتم بالفرصة الوظيفية وتريد الشهادة وعندك خطّة واضحة لها فالتعليم الأزهري هنا يصبح الأفضل لإنّهُ يكمّل لك الأمور بجو ديني داعم مألوف ومفيد لك ولها بالمقام الأول.

طالما أن القرار مصيري فأنا أنصحكم أن تكون النصائح المسداة هنا بمثابة استشارة وليس لها الكلمة الفصل. فمن خلال وصفكم الكريم فإن التعلم في الأزهر هو أمر متوارث وتلقائي في عائلتكم، وطالما أن هذا يدخل في صلب ثقافتكم وفكركم فما الخطأ من اختيار التعليم في الأزهر خاصة أنه يحمل نوعية تعليم جيدة جدا؟ ولكن من المهم في هذه الحالة الأخذ بعين الاعتبار أن القبول الوظيفي في الخارج لتلميذ الأزهر يكون ذو احتمالات ضئيلة مقارنى بباقي خريجي الجامعات الأخرى فقط بسبب ارتباطها بالتعليم الديني. ومن هنا فإن الحكم الوحيد في هذه الحالة هو تطلعاتكم وأهدافكم والرؤية التي تمتلكونها نحو التعليم.

انا لست ازهريا ودرست في التعليم العام, الان اصبح سني 23 واستغرب كثيرا لما لم يدخلني ابي المدارس الازهرية.

فحاليا اعاني كثيرا مع الامور الدينية, فاجد الكثير من الصعوبات في تعلمها واجد الكثير من الاشياء الخاطئة التي افعلها في حياتي اليومية المتعلقة بالدين, ودائما ما انوي ايجاد معاهد او دورات خاصة تستطيع اعطائي تلك العلوم.

وفي الوقت الحالي فان الشهادات لم تعد بنفس الاهمية السابقة, يمكن للشخص ان يعمل سواء بشهادة او حتى بغير شهادة جامعية حتى.

بالتالي رايي الشخصي ان تدخلها تعليما ازهريا, تتعلم منه العلوم الدينية والدنيوية التي تجعلها مستعدة للحاية, ورزقها الخاص بعملها ياتي من الله عز وجل.