أنا مُراهق، وحولي مراهقون، ونحن في سِني اثبات الذات، واثارة الإعجاب، وهذا ليس عيبًا، إنما هو ما يُضفي على أيّام الصِبا تلك الحلاوة! لهذا لو جلستُ في الصفِّ الثالث مثلًا، وفي ذلك المُدرج حسناء القدِّ، وفي المُدرّج الآخر هيفاء الكشح، فهل أتوقّع من نفسي أن ألطِّخ يدي بحبر القلم، وأدوِّن الملاحظات وراء الأستاذ المدرِّس! بالطبع لا، سأقول يا رجل تصبَّر، في البيت لطِّخ يدك ما شئت حبرًا، ماذا تقول علينا حسناء وهيفاء الآن!

وكما أعرف، حسناء وهيفاء لن يُتابعا لطخات الحبر على يديك، فهما منشغلتان أيضًا بذات المعضلة، هل سيقول علينا حمزة أنّ بعض الملاحظات أهّم من الذوق والبرستيج!

برأيي أن الجلوس في الصفِّ الأول دائمًا هو أنسب مكان وذلك لأسباب عدّة:

1- أنت أقرب على المُحاضر، ستكون أكثر تشجعا للسؤال عن موضوع المحاضرة عمّا لو كنت في نهاية المدرّج. الأمر يكون بشكل عفوي أيضًا، هل جرَّبت شعور أن تلتفت القاعة كلّها على السائل في نهاية المدرج؟!

2- ستكون أقرب لالتقاط الإشارات من المحاضر، عن الموضوعات والأسئلة المهمة.

3- ستكون أكثر تركيزًا! ليس فقط لأنّك في البداية، بل لأنَّك حَرجًا لن تكون قادرًا على فعل الأشياء التي كنت ستفعلها عادة في المدرج الأخير: التثاؤب، تصفح الهاتف، الحديث مع صديق.

4- والأهم من ذلك كلّه: لن تتحرَّج من كتابة الملاحظات عندما تكون بعيدًا عن أنظار هيفاء وحسناء.