قبل أيام إحتفلنا بيوم الأم كذكرى سنوية يحتفي بها العالم أجمع واستذكرت على الفور مقولة أمي العظيمة عندما كنت طالبة بالصف الرابع وطلبت منها كتابة موضوع تعبير عن فصل الربيع لترد قائلة (إنحتي بالصخر وما تطلبي مني أكتب حرف) وبالفعل أنا لهذا الوقت أنحت الصخور وأهوى الجبال حتى غدوت كاتبة إبداعية ودودة كتب والداعم هنا أمي

لنعود للوراء قليلاً دعونا نتخيل جميعاً أننا في حصة دراسية وتحديداً في حصة التعبير هل وضّح لكم يوماً ما أستاذ التعبير ما مفهوم التعبير وكيف تتم كتابته؟ وهل أثنى على أحدٍ منكم بكتابته؟ هل فكّر هذا الأستاذ يوماً ما أن يضع الأفكار على السبورة ويناقش بصوت عالٍ؟

 عن نفسي أتذكر أنه عندما كان يطلب الأستاذ مهمة متعلقة في كتابة تعبير، كان بعض الطلاب يقضون وقتهم على صفحات الإنترنت وفي النهاية يقومون بالنسخ واللصق من عمهم (جوجل). وهناك من لا يكترث لأمره أصلاً ومنهم من يقتني صحيفة أو كتاب ثم يقتبس منه. أنا هنا لست ضد الإقتباس لكن لماذا لا نبدع نحن ؟ ونتعلم أساسيات الكتابة الإبداعية وهنا أسأل نفسي هل ترون أنَّ الموهبة تدّرس أم هي فطرة ؟ 

ذات مرة قرأت أن الموهوب يصّنف من ذوي الإحتياجات الخاصّة كونه ينظر له بصفة غريبة في المجتمع وذو عقلٍ مفكر هل تتفقون ثم هل يتم تشجيع الموهوب أصلاً؟

 في المدرسة التي درست بها كنت أهوى الإذاعة جداً وما زلت، أتذكر أنني كنت أقدمها بطريقة مشجعة وصوت جميل وبكلماتي أحب هذا الفن لكن المدرسة لم تولي إهتمام شديد لموهبتي. أذكر أنَّ المرات التي تكرّمت بها تعد على الأصابع. والهدية كانت إما علبة هندسة أو شهادة! لكن لماذا لا يقومون بمسابقات مع مدارس أخرى وغيرها من الأمور التي تنمي إبداع الطلبة ومواهبهم.

 أرى أن المدرسة ليست بيئة حاضنة للمواهب وعلى الموهوب أن يبحث عن مؤسسات أخرى تتولاه وهذا بالفعل ما حدث معي كنت دوماً أبحث عن مؤسسات وحلقات نقاش تعطني مساحة لأنطلق ولا يقتصر الأمر على الكتابة بل أيضاً الغناء والرياضة والرقص والدبكة .

وأنتم... هل ترون أن المدرسة المؤسسة الأولى التي ينشاً بها الطفل وعليها أن توليه إهتمام بمواهبه أم أن هذا ليس من شأنها وعليه أن يبحث كيفما يشاء عن مراكز أخرى ؟ وما هي تجاربكم التي خضتوها بمدراسكم وأعطتكم مجالاً للتعبير عن مواهبكم؟