بالأمس أبتدأنا أول درس في علم النفس ،الأستاذ حدثتا عن مدارس علم النفس كلها أو أغلبها تدرس النفس البشرية في حالة ضعفها وتوجد مدرسة واحدة لعلم النفس الإيجابي ،كذلك الدراسات حدثت كلها أو جلها في الغرب رغم أن ضروفهم مختلفة عن ضروفنا و الأعراض التي تصيبهم مختلفة تماما عما يصيبنا...
هل هناك مراجع مختصة و مساقات غير أكاديمية يمكننا أن نتبعها بخلاف الطرح الأكاديمي في بلداننا العربية؟
هل هناك دورات على اليوتيوب تنصحون بها؟
أنا لدي رأي مخالف ربما لأغلب الآراء وهو ما أؤمن به حاليا.. وهو أنّ جلّ الدراسات النفسية على النفس البشرية مبالغ فيها جدا!!
كيف ذلك؟ سأشرح بتبسيط واختصار.. تخيل معي أنّ شخصا ما توفي له إبن أو أخ أو صديق عزيز.. في القرن 15 ماذا كان ليفعل؟ نعم "يحزن، يبكي، يفقد الطاقة والحافز لشهر أو شهرين أو أكثر.. وهكذا"
ماذا تكون ردة فعل المحيطين به؟ الجواب: عادية، أي أنهم سيدعمونه وسيتركون له مجالا ليحزن ويُعبر عما بداخله وقد يكتب هو شعرا يرثوا فيه محبوبه الذي مات أو يبني نصبا ما تكريما له أو يقوم بالتصدق عليه بشكل دوري.. وهكذا
ثم ماذا؟
ثم تستمر الحياة!! نعم لأننا في النهاية كلنا سنموت فقط الإختلاف فيمن يسبق من..
حسنا لنأتي للقرن الـ21 الحالي.. لو حدث نفس الشيئ ماذا كان ليحصل برأيك؟ سأخبرك..
سيقوم الأطباء بتحليل ردة فعل الذي مات له عزيز عليه ثم يُشخصونه بما يسمى "اضطراب ما بعد الصدمة" ثم يُوصلون فيقولون لديك "اكتئاب حاد مؤقت" ثم أنت مصاب "بالهشاشة النفسية" ثم أنت "شخصية اعتمادية لأنك حزنت كثيرا مثلا في حال وفاة زوج عن زوجته وتركها تصارع الحياة" .. وهكذا!! فهل تتخيل مقدار كل هذه الأمراض والاضطرابات التي تم وصف هذا الشخص بها؟؟
ثم ماذا؟ الجواب: تناول الدواء إليك هذا وهذا وهذا.. حتى يؤمن ذلك الشخص أنه مريض حقا وأنه غير طبيعي وأنه لم يكن عليه أن يحزن أو يتخذ ردة فعل ما متطرفة على موت عزيز له!!
قارن وأخبرني برأيك؟ هل أنا مخطئ؟
أوافقك الرأي ،كما أنني لمحت أن الدراسات النفسية تمت على غربيين وفق قواعدهم و نظرتهم للحياة...كذلك يدخل الجانب التجاري للطب فأغلب المقالات تقول أن أغلب الناس مرضى نفسيين بينما هم أسوياء فالنفس متقلبة كما تلغي عوامل كثيرة مثل الواعز الدين وغيرها من العوامل المتدخلة في حياة الإنسان
نعم بالنسبة لاختلاف أنماط العيش فهي لا تأخذ بعين الإعتبار فمعروف أن العربي الذي نشأ في الأحياء الشعبية وفي ضيق من العيش ومستواه المادي منخفض وتعليمه أقل جودة.. يكون إنسانا عاديا غير مصاب بأي عقد نفسية ولا أمراض بل تجده بشوشا اجتماعيا..
عكس الأوروبي الذي نشأ في يُسرٍ من العيش ومستواه المادي جيد وقوانين بلده متقدمة ومطبقة حقا.. لكن من المفارقات تجده مصابا بأمراض نفسية كثيرة وعقد نفسية وتجده يُتابع عند الطبيب النفسي ويشرب الخمر بكثرة لينسى همومه ومشاكله! التي إن قُورنت بمشاكل العربي لم تُعتبر مشاكلا أصلا..
لذا هذا من المفارقات العجيبة التي لا يتحدث عنها الأطباء كثيرا بل تجدهم يُعممون قواعد استنتجوها من تجارب في بلاد الغرب على الدول العربية والهندية والتركية!!
يتدخل الكفر و الإيمان و درجة القرب من الله و الحياة المادية...هي علوم جديدة وليست ضاربة في القدم ،كما أننا لم نقم بالعدد الكافي من الدراسات التي تخصنا و تخص مجتمعاتنا و شعوبنا ...
التعليقات