طلب العلم من أجل العلم ،هل يؤدي في النهاية إلى كسب الكثير المال؟

أعتقد ذلك، التمويل جانب مهم في العملية التعليمية، ولو كان بشكل بسيط، حتى تلك المؤسسات التي تُعفي طلابها تماماً من الرسوم الدراسية، يكون هناك جهة ممولة لرواتب الأكاديمين والخدمات.

حتى نفسك إن أقمت مؤسسة بنهج العلم من أجل العلم ستحتاج إلى ما يسندها كي تقوم وتصبح مؤسسة ككل، ربما يكون لديك المال بالفعل وربما تطلب رسوم رمزية من الطلبة.

لكن لديّ سؤال، إن كان هدفنا العلم من أجل العلم كم من الوقت تعتقد أن الشخص سيصمد تجاه فكرته هذه.

في كتابة قرأته مؤخراً كان هناك طالب علم كما وصفته تماماً كان يبحث عن العلم من أجل العلم والفكر والفلسفة، لكنه كان مقتدر مالياً فوالده من أشهر القضاة، رفض والده تعليمه الفلسفة، وأصرّ على تخريجه من مدرسة الأطباء، مارس الشاب مهنة الطبيب حتى جاء ذلك اليوم الذي أنقذ فيها حياة قاتل في زمن الثورة البرتغالية، فنقم عليه الناس، هو كان يؤدي واجبه وينقذ حياة إنسان، لكن الناس لم تفهم هذا لارتباطها العاطفي الناقم بأفعال ذلك القاتل.

انعكف الشاب في منزله يطلب العلم من أجل العلم، توقفت مهنته وحياته كطبيب وأخذ يقتات على ما تركه له والده من ثروات، برأيك لو كان شخص آخر ولم تكن هناك ثروة يعيش منها، ما الذي كان سيفعله في علمه هذا؟

الأمر ليس رهينا بمصر أو ألمانيا، هو أزمة مجتمع، رغم أننا تطورنا لا تزال الطبقية في المدارس، والأغنياء هم المضمون لهم تعليم مرموق وإعداد صحيح، في حين أبناء الشعب يندحرون في المدارس دون تعليم كريم ..

وفي الأخير نقول لما الدول العربية ليست متقدمة، أوليس التعليم نهضة الأمم؟

كانت مصر في مصاف الدول الأولى، والتي يزور كل طلاب العالم جامعاتها، وأيضا سوريا التي ازدهر تعليمها، فقد كانت تخطط لأول مرة في العالم لأن تطلق منهاجا تدريسيا خاصا مائة مائة عربي، ودون أي مساعدة أو اقتباس من مناهج غربية ، لكن الحرب أنهت كل الأحلام للأسف ..

أين هم وأين نحن من التطور، ونحن نهمل التعليم، لن نصل لهم أبدا، أول خطوة للتغيير بالفعل نحن نهملها