طرقٌ مبتورة..
على عُجالةٍ مِنْ أمرك، الشاهد الأول كان قلمك المنزوع، ثُمَّ توتر كلماتك المصفوفة فوق الورق؛ ذهبت وتركت مرسالك الدائم في توقيتكَ الأحب، خَطَر في ذهني طيفك الرنّان وأنتَ تخطو إلى خارج الدرب، كعادة كل مَنْ في عُجالةٍ مِنْ أمرهم، كان خطُكَ مهزوزًا وأنت تقول:
بصرف النظر عن هذا التوقيت، وبلا اكتراث لعلمكِ بـ أنَّ الوقت قد حان لمُغادرتي، وبحق ودَّاعة ضحكتك الآن؛ لا أعلم إلى أي حدٍ سيكون غيابي، الوضع هُنا مُبّتذل، لا شيء على ما يرام؛ السر الأعظم هُنا هو وجودكِ وما دون ذلك عدم..
هكذا بخطٍ مهزوزٍ تركت لي تلك الكلمات، هُنا الكثير مِنْ المُتسعِ لك وأنت تعلمُ ذلك، ورغم ودَّاعة الأيام في حضورك إلا أنني غير مُستاءة مِنْ ذهابك، وأقصد كل القصد أنَّ أقول: ذهابك، لأنني على يقينٍ تام مِنْ عودتك..
الحبّرُ البُني يليقُ بخطك المرتعش كثيرًا، والطرقٌ المستقيمة تليقُ بخطواتك حد السماء، ودعوات العجائز تنبعثُ مِنْ قلوبهم على هيئةِ كلمات نقيّة كي تُصيب قلبك بالنعيم، وأنت في حضرةِ الكثير ساطعًا مِثل النجوم، وأنا لا شيء يُعنيني سوى أنَّ تكون بخير.
تمر الساعات وتعود أنت، يضحكُ قلبي وأنا أقول: ما البيت سوى حضورك وضحكك وطيفك وودّاعة كلماتك، ما البيت إلا أكوام مِنْ الظلام في غيابك، تتحدث عن يومك ورحابة لحظاتك فيسكن قلبي ويطمئن..
#فاطمة_شجيع