‏‏يبكي الواحد منَّا بُكاءًا حقيقيًّا لوحشتهِ الشديدة في هذا الزَّمان ، فينفطرُ قلبهِ ، وتحترقُ عيناه لأنّه في زمنٍ كهذا ، يُحيط بهِ المُنكر في كل مكان، ويُيسَّر له الحرام ، ويُصعَّب عليه الحلال..

فيجلس المرءُ باكيًا يحتضن المُصحف و يُردِّد : 

" الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ

 وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا "

 رغم تقصيره في الحِفظ والمراجعة، وعدم اتقانهِ لمخارج الحروف ، وضياع الوِرد أحيانًا منهُ ، والعيبِ في التِّلاوة..

رغم كثرة ذنوبه ، وقلّة حسناته يظلّ يرى أن القُرآن هو الشيء الوحيد الَّذي يهوِّن عليه موت رسول الله..

 وحدتهِ ،ووحشتهِ، وغُربتهِ..

فالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ.. ولم يتركهُ بلا دليلٍ . ولا رفيق.

الحمدلله الذي جعل لنا شيء نآوي إليه بعد رسول الله.. شيءٌ منهُ يُحبُّنا رغم تقصيرنا .. ونُحبه"))