أيها الغريب، أيهاالمرابط على حدود عالمه مترقباً بحذر الخطوة الحاسمة بين الهجرة والعودة، وبين هذاوذاك تسن المخاطر سيوفها، هه بربك يالحماقة قراراتك الأخيرة، ثمة تراجع لكن لاهكذا تورد الإبل كما تريد لحياتك، عليك العودة فذاتك تحتاجك، عُد فهذا وقتٌ أفضل للعودة، عالمك خلفك يناديك، ولما لا وأنت الأنيس لكل ما فيه من كتبٍ وبحار وقهوةمرارتها ذكريات العابرين وأصوات روز وجوليا الملازمان لجوارحك ورسائلهما العتابيه الملازمةلسمعك ولقبك وأحلامك، ما بك؟! أراك تركض زاحفاً للأمام وقد أصابك ما أصابك؛والعجيب أنك لم تتخطى ثلثي الحدود بعد، أتدري المسافة بين مفصليك اللذان يحتضنانك في ليالي البرد!؛ هم أكبر من أكبر احتواء ستجده في عالمهم، ستحتويك الأشواك ياصديقي، يالنظرة سلامك المشفقة وهو يراقبك على بعد أقدام للوراء وأنت تحذر الالتفات إليه بل تخاف بل أراك جَبُنت؛ كشخص يرحل فجاه وبلا مبرر عمن وهبه قلبٌ ظمأن وحياةمثيره؛ لما! لأن ذاته الأنانية والشهوانية اعتادت النكران والركوض وراء خيالٍ مبهم ومشئوم، لا عليك أراهن أنك سترى مثل هذا كثيراً في عالمهم؛ أو عالمك الجديد أوالمؤقت... لأني لم أعهد عنك السذاجة قط.