بطريقة غير مباشرة تعني لم يقلك الدرس في وجهك , بل اكتسبته من طريقة تصرفهم و تعاملهم في الحياة
ما هو افضل درس تعلمته من والديك (بطريقة غير مباشرة)
تعلمت احترام الزوجين لبعضهما حتى أمام الأولاد
توفي والدي - رحمه الله وجزاه عني وعن إخوتي خير الجزاء - وكان عمري 13
لا أذكر خلال عمري أني سمعت أبي ينادي أمي باسمها ولا هي كذلك
كان يناديها بـ أم عبدو وتناديه أبو عبدو هذا أمامنا فما بالكم أمام الناس
رأيت أن هذا أبسط مثال يدلل على عملية الاحترام فإن كان الاحترام في هذا فهو في غيره أولى
ولا أذكر أنهما كانا يتشاجران أو أحدهم يعلو صوته على الآخر ، نعم ربما كان يتخاصمان ولكن كان ذلك بصمت دون أن نشعر ، ما كنت أشعر به أن المزاح يقف فقط ، حينها كنت أعرف أن هناك زعل قد حصل بسبب مسألة ما .
التوكل على الله و تسليم الامر اليه في كل شيئ ..
و ان كل شيئ في يد الله لذالك لا تضع توقعات و تستمع إلى كلام الناس حول خطورة او ميزات عمل امر ما ..
فكل شيئ بيد الله و الامر مكتوب و مقدر عند الله في اللوح المحفوظ من الازل البعيد إلى يوم القيامة ..
و ايضاً تعلمت كم يقال في العامية ايضاً [ اللي إله عمر، ما بتقتله شدّة ] اي المقدر عليه عند الله ان يعيش لن يموت و لو اجتمع اهل الارض كلهم على ان يقتلوه او كان في ارض المعركة! و خصوصاً في الاحداث التي مرت على بلدي سوريا نسئل الله ان يفرج عنا كربتنا هذه الجملة الوحيدة التي ذكرتها لكم و ايماني بقضاء الله و قدره هي التي تصبرني و تقل الخوف فيني من التقدم و الدخول و الخروج من المنزل و ممارسة حياتي و انشطتي خارج المنزل و عدم القلق من حدوث اي شيئ و إن حدث لن القي اللوم على ما يحدث في البلد لأن هذا ما قدر لي ان اعيش و ان لم امت في هذا السبب فحتمتاً سأسقط بدون ان يمسني اي شيئ فهذا مقدر عند الله في الزمان و المكان ..
هذا ما تعلمته من والدي حفظهم الله :) ..
بالنسبة لي اهم درس تعلمته من دون ان اعلم انني تعلمته الا حديثا هو
معاملة الناس كبشر من دون تفرقة , اي لا احقرمن شخص او ارفع من قدره
بسبب لون جلدة او عمله او دينه او جنس او جنسية
الكثير من الأشياء من بينها:
كلنا بشر.. لا تمّيز بينهم على أي أساس، سواء كان ديني أو عرقي أو طبقي
لا تقتنع بالآراء المخالفة دون بحث وتشكيك
الفاشلون، يحسبون أن كل العالم فاشل مثلهم
عبّر عن وجهة نظرك ولا تكن ذليلا
لا أحد معصوم من الخطأ
لا تتعالى على الآخرين
لا أحد يملك الحقيقة المطلقة
لا تُعطي أحكامـًا مسبقة
أبلغ رد على النقطة الأولى مما طرحت هو قوله تعالى : {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ، مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} ، وقوله تعالى {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ } ، وقوله {أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ}
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " أوثق عرى الإيمان : الحب في الله ، والبغض في الله "
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والواجب موالاة أولياء الله المتقين من جميع الأصناف، وبغض الكفار والمنافقين من جميع الأصناف، والفاسق الملِِّي يُعطى من الموالاة بقدر إيمانه، ويعطى من المعاداة بقدر فسقه.اهـ
هذا هو التعامل الإلهي مع المسلمين وبالطبع تعامله سبحانه وتعالى مع المؤمنين به وبنبيه غير تعامله مع الكافرين الجاحدين.
أما نحن كمسلمين، ففي الأمور الدنيوية لا يوجد أي نص يبيح التفرقة في التعامل بين المسلمين وغيرهم، بل ما داموا يعيشون سوية في مجتمع واحد فعليهم أن يتعايشوا ويتواصلوا دون تفرقة وهم سواء أمام القانون.
الحب في الله والبغض في الله، والموالاة والتبرؤ، كلها تكون لأفعال الكافرين والمنافقين واعتقاداتهم، وليس لهم كأشخاص مجردين، لا دخل للموالاة في إعطاء الفرد غير المسلم حقه في المحكمة مثلاً، ولا يجب عليّ كمسلم صاحب عمل أن أقتطع من راتب الموظف غير المسلم عندي بحجة أنه أدنى درجة من الموظف المسلم، ولا أن أمنع عنه ترقية أو وظيفة يستحقها دون غيره بحجة أن المسلم مُقدّم (وإن كان غير كفؤ!).
كل هذا لا يمنع من أنني أكره اعتقاد غير المسلم هذا في الله عز وجل، ولا يمكن أن أوافقه على أي من أفكاره العقائدية!
ولكن المشكلة في بعض ممن يطرحون فكرة (عدم التمييز الديني)، أنهم ينتقدون مثلاً القوانين الجنائية أو المدنية أو الإقتصادية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية التي يتم تطبيقها في مجال ما، ويدّعون أنها موجهة ضد الأقليات غير المسلمة، والإشكال هنا أن تلك القوانين هي كبقية القوانين، يتم تطبيقها على المسلم وعلى غير المسلم، إذن أين التفرقة هنا؟ المسلم يعتبرها قوانين وفي نفس الوقت شعيرة إسلامية، وغير المسلم يعتبرها قانون فقط، إذن فهي قانون يسري على الجميع!
التعليقات