المهن الأكثر بريقا ،كالطب والمحاماة ، لماذا هي كذلك؟

بالعالم العربي الطب له دخل ثابت وكبير ومضمون ودراسته صعبة ومعدلات كلية الطب عاليه والناس مقسمة المليات لقمة ووسط وقاع وتعتقد ان القمة هم الافضل والاحسن واناس رائعون ةعظيمون وذو طبقة راقية وعالية

الهندسة نفس الطب

المحاماة مالها معنى بالعالم العربي لان ما في قانون مثال بسبط اذا تقتل واحد تدفع دية لاهله فقط

بس بالعالم الغربي تعتبر من ضمن عشر مهن من حيث الدخل

بصراحة أخي نحن هنا في السودان الكل يريد دخول مجال الطب

الطب اصبح موضة، الكل يتفاخر بأنه طبيب

الوالدين يريدون من ابنائهم أن يصبحوا اطباء ليفخروا بهم

نظرة المجتمع للطبيب وكأنه الشخص الأفضل والأفهم والأذكى

لكن عزيزي لو نظرنا قليلاً في الواقع ستجد بأن معظم الإطباء هنا في السودان دخلهم الشهري ضعيف جداً

معظمهم يتقاضى دخل شهري بمتوسط 2000 جنيه ما يعادل(40$) تقريباً ، وقليل منهم من يتجاوز ذلك

نعم صدق أو لا تصدق

في حين أنك تستطيع أن تأخذ مثل هذا المرتب أو اكثر في أي وظيفة اخرى

بل حتى السائقون ومن يعملون في النقل والتوصيل يستطيعون أن يحصلوا على اضعاف هذا المبلغ

تخيل مع أخي لو اردت دراسة الطب ستدخل جامعة وستدفع ما لا يقل 70 إلى 90 الف جنيه سنوياً

دون ان تنسى المصاريف اليومية

في حين أنك عندما ستتخرج وتعمل كطبيب يكون دخلك السنوي 24000 جنيه ياإلهي!!

أي انك ستحتاج للعمل ل 3 أو 4 سنوات حتى تدفع مصروف سنة واحدة للكلية !! ياإلهي!!

والمشكلة الكبرى انه بسبب كثرة الأطباء في السودان فإنك إن اردت زيادة فقد يقولون لك مع السلامة

هناك مئات وربما الآف الأطباء غيرك على استعداد تام لأخذ وظيفتك

تخيل أن الطبيب لا يستطيع حتى إيجار منزل أو شراء سيارة

لا يستطيع حتى الترفيه أو التسوق ؟!!

ومع ذلك وللأسف الشديد الجميع لا زال يريد أن يصبح طبيباً

لماذا؟ لا اعلم ؟! ولكن ربما الكثير منهم لديهم آمل في العمل في الخارج

بالرغم من أن هناك فرص اخرى ايضاً لغير الأطباء للعمل في الخارج

كل ما في الأمر هو أن المجتمع زرع فكرة الطب في العقول بأنها وظيفة الأحلام

وأنها الوظيفة الأفضل

وأن الطبيب هو الشخص الأكثر مثالية

وأن الطبيب لا يضاهيه احد

وأنك لو اصبحت طبيباً سترتاح وستحصل على وظيفة تضمن لك مستقبلك

والجميع سينظر إليك بإحترام وووو إلخ....

نعم هي كذلك بالنسبة للمواطن العربي، لسبب منطقي واحد، هي حل لأكبر مشكلة يراها وهي الهجرة.

دعني أتحدث عن تخصصي الشخصي وهو الطب، في بلدي الطب يحتاج 6 سنوات من الدراسة الجامعية وسنة إمتياز وهي أكبر فترة من فترات الدراسة لأجل الباكلوريوس في البلاد، ومع ذلك مرتب الطبيب المتخرج حديثا والذي يشتغل 184 ساعة شهريا في القطاع العام هو 650 دينار (500 دولار بسعر البنك المركزي أو 125 دولار بسعر السوق السوداء) (مع ملاحظة أن القطاع الخاص يضمن مرتبات أعلى ويوجد الكثير من الأطباء يعمل عمل في القطاع العام وآخر في الخاص)، علما بأنني طالب طب في السنة الجامعية الأخيرة وأعمل حاليا في عمل جانبي في مجال خارجه حوالي 70 ساعة شهريا فقط مقابل 1000 دينار، ولكن الطب هو الأفضل في نظر الناس في بلادي بسبب أنها الكلية الوحيدة التي يخرج منها الطالب بمخرجات دراسية كما في دول الخارج، وكثير من الأطباء يجتازون إمتحانات الزمالة والتي تؤهلك للعمل في الدولة التي تقيمها بسهولة، فمثلا إن تخرجت من كلية حاسبات أو هندسة في بلادي ولم تقم بتطوير ذاتك اثناء دراستك، مخرجاتك الدراسية ستكون ضعيفة للغاية ويستحيل أن تنافس على الإطلاق في دول أخرى، بينما الأطباء يقومون بذلك بسهولة، لأن التوظيف بها مركزي وتتحكم به النقابات حتى في أكثر الدول رأسمالية كالولايات المتحدة.

لا أعلم إن كان في كل البلدان, ولكن أظن بشكل أساسي أن مهنتي الطب والمحاماة ترتبط كثيراً (وخصوصاً بعد تحصيل الخبرة والسمعة الجيدة) بأن الطلب يصبح من الآخرين (وذوي الأموال, وعلية القوم, وكبرى الشركات) لهذا المختص, بدلاً من العكس

مثلاً طبيب متميّز ولو كان في مستشفى حكومي وراتبه فيه سيء ولكن بعد فترة تجد أن كبرى المستشفيات الخاصة (والتي يملكها الأثرياء, أو تستقطبهم) ترغب في على خدمات هذا الطبيب, ولو أعطوه ضعفي أو ثلاثة أضعاف مرتبه السابق (ليس حباً فيه, ولكنه سيجلب لها أضعاف ما دفعت), فلذلك دائماً ماتجد مستشفى متميّز في عيادات الباطنة, أو الأسنان, او الجلدية وخلافه..

وبالطبع هذا في مجال المحاماة أوضح

أما النقطة الأخرى فهي إمكانية الجمع بين التوظف لدى أكثر من جهة في وقت واحد, أو حتى فتح عمل خاص

النقطة الأخيرة والأهم ألا وهي الطمع, نعم الطمع, فقد يكون عموم المهندسين أو المبرمجين, او المتخصصيين في أي مجال يحصلون على عوائد مادية أكثر من عموم المحامين والأطباء, ولكن 1-2% من نخبة هذين المجالين يكسبون أكثر مما يكسب رئيس الحكومة وكافة وزرائه ههههههههههههههه, وهذا ما قد يغري الكثير بأنهم سيصبحون يوماً من هؤلاء القلة

أظن ذلك