كثيرا من الأحيان نتعرض في حياتنا لمواقف نسكت فيها ثم عند مرور الوقت تأتي على بالنا خواطر و حسرة و نتمنى لو نرجع بالزمن لكي نغير ذلك الصمت بكلام يبدو لنا هو الأنسب لذلك الموقف. كأن يحدث لك موقف في مكان عام تحس فيه ببعض الاهانة لكنك لا تقول شيء ثم عندما تذهب الى المنزل تتذكر الموقف و تتحسر اااه ليتني قلت لذلك الشخص كذا اااه لو يرجع بي الزمن.
في بعض الأحيان يحدث العكس أننا نكون مع انسان قريب مثلا و ننفعل فنقول كلام في حالة هيستيرية لا يعبر عنا لكنه يجرح الشخص الاخر ثم بعد هدوئنا نندم و نتحسر اااه ليتني لم أتكلم بشيء و لم أتفوه بأي كلمة.
كلا الموقفين حدث لنا جميعا من دون استثناء و عند التأمل مع الحالتين نرى كيف أن العقل البشري صعب الفهم، ففي كلنا الحالتين نندم و نتحسر لكن أي الندمين أشد؟
في غالب الأحيان يكون ندم الكلام و الانفعال أشد بشديد من ألم الصمت، فالصمت على الموقف قد يراودك لأيام لكن بما أنه ليس لديه أي أثر على أي انسان اخر سنتجاهله و نكمل حياتنا لكن الكلام له وقع أكبر يشعرنا بالندم أكبر و قد يؤثر على علاقاتنا بالناس و مع أقرب الناس إلينا.
قصة توضح أن الكلام يحدث وقع و يترك أثر و يجعلك تندم أكثر من صمتك
متمرد في روسيا في أوائل القرن ال19 'ريلييف' حكم عليه بالاعدام شنقا، يوم تنفيد الحكم لما ربط عنقه في الحبل لكي يشنق عند تعليقه انقطع الحبل، هنا في ذلك الوقت كان هذا يعتبر قدر و دليل براءة المتهم و منه يتم العفو عن المتهم، لكن المتمرد ريلييف قال " هوو أترون في روسيا لا يستطيعون فعل أي شيء جيد ، حتى مجرد حبل ينقطع", هذا التصريح أثار غضب الملك و أصدر أمر " هيا نثبت لريفيليف العكس" و تم اعادة الإعدام لكن هذه المرة الحبل بقي ثابت و لم ينقطع. هنا كلام ريلييف كلفه أكثر بكثير من أي أحد منا، كلفه حياته.
ما رأيك أنت حسب تجاربك في الحياة أي الندمين آلمك اكثر و في المستقبل عند حدوث موقف هل تتكلم أو تصمت؟