رأيت الكثيرين يشتكون من شعور الوحدة. ومررت به شخصيا (لا زلت أتعامل معه من وقت لآخر). وأعلم كيف يشعر من يعاني منه. أتحدث عن الوحدة الشعورية وليس العزلة الاختيارية.

لكن حقا هل نقوم بجهد كاف لفهم وحدتنا وتجاوزها؟ عودة هذا الشعور في حياتي مؤخرا وبقوة جعلني أبحث عن مواضيع مفيدة حوله. ربما تساعد في فهمه أو تقدم خطوات لتجاوزه. وبالفعل وجدت مقالا أظنه أفضل ما عثرت عليه يعرض خطوات عملية لفهم هذه الحالة والعمل على تخطيها. والأمر ليس بسيطا. فهو يتطلب جهدا وعملا والتزاما.

كنت متخوفة من نشر المقال. تخوفي كان نابعا من خيبة ظن محتملة بعد نشره. فبقدر ما أعجبني وتحمست له، توقعت أن يلق إقبالا كبيرا، بقدر ما كنت خائفة من تخييب ظني في حالة لم ينجح المقال. وبالفعل هذا ما حصل.

كتبت هذا المنشور لأن صديقة لي أثارت انتباهي حول نقطة مهمة لم ألحظها. قالت أن المقال يقدم عناصر مهمة في فهم الوحدة والعمل على تجاوزها. لكن لن يرى هذه العناصر إلا من فهم جوهر معاناته، وعى بها، وحاول تجاوزها.

ربما لهذا توقعت الكثير من المقال. فمروري بشعور الوحدة القوي في الآونة الأخيرة جعلني أبحث وأعمل على فهم حالتي. لكن هذا لا يعني أن كل من يعاني قد يكون وصل للوعي بحالته وفهمها.

أرجو ألا يفهم من منشوري هذا محاولة للترويج لشيء ما. فليست لدي فائدة من وراء ذلك. هذا المنشور هو بالأحرى تساؤل حول جديتنا في بعض ما ندعي الرغبة في تحقيقه. نريد بلوغ نقطة ما، لكن أفعالنا ونوايانا قد لا تكون جدية تماما لبلوغ ما نزعم أننا نريده.