حسنًا دعينا من المشاعر المفرطة ولنستخدم القليل من المنطق، الآن نحن في دولة ما ولنسميها "بلاد الواق واق" في تلك البلاد هنالك أغلبية تعبد الههم "الواق الأعظم" وأنت مسلمة، وهذه الأغلبية تأتي في شهر ما وتمنع تناول اللحم وتفرض عقوبات قاسية على من يأكل اللحم لأنك هكذا تهينين معتقداتهم، هل ستكونين سعيدة في ذلك البلد؟ تعالي معي نتخيل أمرًا آخر، لنفترض أن في بلاد الواق واق 12 طائفة تصوم في شهر من شهور السنة، منهم المسلمون، هكذا لدينا صيام طوال السنة، ونفترض أن كل طائفة لإيمانهم الشديد يغلقون مطاعمهم في نهار شهر الصيام خاصتهم، هل سنجبر ال11 طائفة الأخرى على اغلاق مطامعهم أيضًا؟ اذًا لن تكون هنالك مطاعم أصلًأ، ونفس الأمر بالنسبة للإفطار، فهل سنجبر 11 طائفة على ألا يفطروا نهارًا للأبد؟ هل تبدو لك الفكرة منطقية؟ نفس الأمر ينطبق على واقعنا.
في رأيي المتواضع الاسلام علاقة تسليم بين العبد وربه، أنت تصوم لأنك مؤمن وتريد اتباع أوامر الله، وان لم تصم لك عقابك عند الله، لكن الله لم يأمر أبدًا بأي سلطة دنيوية على عبادات الناس، أتجبرين الناس على العبادة؟ هل ترين أن إجبارهم على العبادة هو الفعل الصحيح؟ وضع قوانين لاغلاق المحال وقت الصلاة هو ما سيجعل الناس يصلون بايمان وخشوع؟ أم سيجعلهم يصلون صلاة شكلية؟ بالتأكيد الاجابة أنه لا فرق، فالصلاة علاقة بين العبد وربه ولا تفرق اذا ما وضع قانون بشري يجبر الفرد على عملها أم لا، فبدون النية لا قيمة للعمل، واجبار الناس يلغي النية ويلغي جزاء العمل أصلًا، نفس منطقك هذا يستخدمه الدواعش ممن يرون ضرورة ادخال الناس إلى الاسلام، فهم سيفرضون قوانينًا تضيق على غير المسلم لاجباره على دخول الاسلام، مثل ما ترين أنت فرض قوانين لمنع الافطار العلني في رمضان واغلاق المحال وقت الصلاة وهو ما يعد اجبارًا على الصيام علنًا والصلاة، سيفعل الدواعش نفس الأمر عندما يجبرون الفتيات غير المسلمات على عدم الخروج من منازلهن مثلًا بدون حجاب، ونفرض الآن الحجاب كقانون لأنني أرى أنه من صحيح الدين ويعطي الهوية الدينية المطموسة، أترين كم هذا التفكير خاطئ؟
أولًا أعتقد أنك متفقة معي في حق غير المسلم في الافطار في رمضان، والا سيكون من العدل أن نمنع المسلمين من العمل يوم السبت لأنه محرم العمل فيه لدى اليهود كما محرم الافطار في رمضان نهارا لدى المسلمين، ومحرم مثلا العمل وقت الصلاة، ولو تختلفين معي في هذه النقطة فهذه تعد اشكالية كبيرة صراحة، وأعتقد في المقابل أنك كمسلمة تتكلمين عن المسلمين الذين يدعون للافطار نهارا، أولًا لا أعتقد أن هنالك مسلمين يدعون للافطار نهارا بل مسلمين يدعون لحق الغير في الافطار في رمضان، وأن هذا الفعل شخصي تماما -سواء كان فعل الصيام او الافطار-، ولا أفهم حقا لماذا تعترضين على شخصية الدين، فالدين شخصي فعلا، أنا أصوم لنفسي وأصلي لنفسي فالدين لا يأمرني باجبار الاخرين على الصيام والصلاة، فاغلب أوامر الشرع شخصية يفعلها المسلم بمحض ارادته وليس بتدخل خارجي من حاكم أو غيره، ولكن هنالك مبادئ في الدين الاسلامي موجهة لأجل الصالح العام حتى العلمانيون يؤمنون بتلك المبادئ الاسلامية.
سماحنا اليوم للافطار علنا في شهر رمضان قطعا لن يقف عندها .. قطعا! ....انتقاص مستمر لكل ماهو ظاهر في الاسلام الذي بالنتيجه
أولًا هذا الاستنتاج من كيسك، ثانيًا ما الظاهر من الاسلام بالنسبة اليك؟ أود بعض الشرح ولا أود شعاراتًا عامة، الانتقاص الحقيقي يحدث اذا منعت شخصًا من أداء عبادته كمنعه من الصلاة او الصيام، ولكن لا انتقاص في اعطاء الحرية لذلك الشخصي يفعل ما يشاء، فلا إكراه في الدين، والله حب يتبع أوامر الله ويصوم ويصلي فله الجزاء، لم يحب سوف يعاقبه الله على فعلته.
بعد مدة تصبح الصلاة علنا على المكرفون مزعجه فيتم الاذان فقط على المكبرات والباقي داخل المسجد .. بعد ذلك الله العالم ماذا ! وكله بامارتنا وتحت اعيننا.
أولًا، لا أنا ولا أنت نحتاج لأن يسمع السائر على بعد 100 متر صوت الشيخ الذي يصلي بنا، تعالي نفكر قليلًا، الان لدي في منطقتي 5 مساجد قريبة من بعضها البعض نسبيا، حرفيا اثنين منهما لا يبعدان عن بعض 5 منازل مثلًا، فهنالك مشكلة أساسا في الأذان وهي أنهما "يلغوشان" على بعضهما البعض، ولكن الاذان قصير ويمكن تفادي المشكلة ممن يؤذن وكل منهما يخفض صوت الميكروفون قليلًا، فتخيلي كم سيكون الوضع كارثيا عندما يصليان في نفس الوقت بالميكروفون وبصوت عالي، وبالمصري "ابقي قابليني لو حد من المصلين في المسجدين عرف يصلي"، أضف لذلك ايفي المسكينة التي تصلي في المنزل القريب من المسجد ولا تستطيع التركيز على الايات التي تقرأها بسبب صوت الشيخ الذي يقاطعها، هذا هراء محض.
اي دعاء للنصر او اي دعاء لتحسن الاحوال لن يستجاب لاننا خذلنا انفسنا اولا وجلبنا البلاء على اطفالنا الذين نلوم الله بما يُفعل بهم .. هذا البلاء لن يتوقف حتى نكون صادقين مع انفسنا ونعيش النموذج الانسب لنا .. كأمة مسلمة وشعوب مسلمة النموذج الغربي لايناسبنا وسنبقى في انفصام مستمر وصراع أليم إلى أن ننفصل تماما اما عن اسلامنا او عن اتباعنا لما يخالف طبيعتنا .
ومن الأحمق الذي يدعي أن النموذج الغربي يمثلنا، نحن مختلفون تماما ثقافيا عن الغرب، عاداتنا وتقاليدنا مختلفة وكذلك فهمنا لأدياننا، ونحن أيضًا مختلفون عن بعضنا البعض في أمر قليلة أبسطها اللغة، وحتى من أصول الفقه التي قد لا يعترف بها البعض ولكن تأثيرها واضح ألا وهي العادة، ويمكنك فتح أي كتاب في علم أصول الفقه لتتأكدي بنفسك، فمحاولة أخذ النموذج الغربي عن ظهر قلب وتطبيقه محاولة فاشلة، وأنا مع محاولة التوصل لنموذج فكري وسياسي يوافق معتقداتنا وعاداتنا ولكن في نفس الوقت لا يكن مليئًا بالتراهات والشعارات الرنانة.
المطالبة ليست فقط بالسماح بافطار علن المطالبة بشكل تدريجي ستمحو هوية الشهر وقدسيته تخيلو فقط ماسيكون عليه رمضان بعد كل ذلك الانتقاص ؟
الانتقاص في عقلك فقط يا عزيزتي، اسألي المهاجرين بالخارج، حيث الافطار العلني مسموح، وستدرين كيف يزدادون تمسكًا بدينهم أكثر من بعض من يعدون مسلمين في الداخل.
لو استمررنا كجيل بفعل مافعلته الاجيال السابقة فسنتسبب للاجيال القادمة بمعاناة أكبر من تلك التي نعيشها الآن وبمشاكل أضعاف ما نواجهه الآن والله
ماذا فعلت الأجيال السابقة؟ ولما لا تلتفتين للأجيال الأسبق ممن دعوا لحرمة الخروج على الحاكم الظالم؟
ونحن تركنا ديننا خلفنا لما فشلنا في تطبيقه ولما كنا أضعف من أن نقف باختلافنا في وجه عالم يريد ان يكون متشابها تماما ليسهل إدارته !!
ولما فشلنا في رأيك؟ لأننا مثلًا مثلًا لم نفهمه؟ لما ترين اننا مختلفون لهذه الدرجة؟ لا والله لا يوجد اختلاف الا في عقول البعض.
ولكن ان أسمع أن اجواء الشهر الكريم وقدسيته ذهبت مع الرياح هكذا تسليما من المسلمين فهذا في نظري انتقاص متعمد من المسلمين للاسلام بالنسبة لي ماحدث نموذج للاسلام المنقوص .
ما أجواء الشهر الكريم وكيف تعرفينها وعلام تستندين على أنها أنتهت؟ لن أقبل بمثل ذلك الكلام العاطفي الجميل.
ابسط مثال الحجاب وكيف تغير كثيييييرا ليصبح "عصري" أكثر هذه الاخيرة التي لاتعني اكثر من "متقبل أكثر من العالم الغربي
يبدو أنك ستعترضين عندما تكتشفين أنني لا أرى الحجاب فرضًا دينيًا ولكن لا أعترض عليه قيد أنملة، وانا موافق عليه تمامًا، ولا أعتقد أن شخصًا عاقلًا سيتعرض على أن يغطي أحدهم رأسه، هو بذات نفسه قد يرتدي طاقية يوما ما.
لا أحد ينكر أهمية الدين الا لو كان أحمقًا، وأي مؤمن يضه دينه رقم واحد ويجب أن يحافظ عليه، ويسير بمبدأ "لكم دينكم ولي دين"، ولا أعرف مثقفًا عاقلًا واحدًا وإن كان علمانيًا يرفض الدين الا الغربيين، بينما المثقفون العلمانيون العرب -معلوماتي عنهم متوقفة عند ما قبل الالفية الحالية- هم من أكثر الناس تدينًا وغيرة على دينهم، ومنهم فرج فودة إن أردت اسمًا للبحث.
التعليقات