المشاعر تتضارب الآن في نفسي وأنا أتطلع إلى التجهيزات الضخمة التي تقوم بها شركة Space-X بقيادة الإنسان الفذ إيلون ماسك Elone Musk. إيلون ماسك يحتاج إلى مقال تفصيلي حتى نتحدث عن هذا الرجل الذي صنع الكثير من التغييرات التي تشهدها البشرية الآن.

تغييرات على مستوى عام – كالحدث الذي سنشاهده بعد لحظات – وتغييرات على مستوى فردي قد تمسك أنت شخصيًا. بعد نحو ساعة من الآن (في تمام 10.45 م بتوقيت القاهرة، 6 فبراير/شباط 2018) سينطلق أكبر صاروخ فضاء في العالم Falcon Heavy .. إطلاق فعلي وليس تجريبي، مهمته أن يصل إلى المريخ، وتمهيد الطريق لإخوته – من الصواريخ التالية – حتى يتم استعمار المريخ بشكل منظم، وتنظيم رحلات سياحية إليه في المستقبل .. القريب جدًا كما هو واضح. في مقال سابق لي على الفيسبوك كتبت عن إيلون ماسك، وعن حلمه في استعمار المريخ، والعقبات التي كانت تواجهه، والتقنيات التي استخدمها لمعالجة هذه العقبات. يُقال أنه استخدم الجرافين في تصنيع حاويات الوقود في الصاروخ بشكل قلل الوزن إلى حد كبير (اقرأ معلومات مختصرة عن الجرافين في هذا الرابط:

https://goo.gl/RPQQLs).

بالمناسبة، هذه المعلومة غير مؤكدة بعد، لأني لم أقم بعمل بحث مناسب عنها. هذا الصاروخ يعتبر ثورة حقيقية في عالم صناعة صواريخ الفضاء بسبب تكلفته المنخفضة. 90 مليون دولار فقط.

ستعرف أن تكلفته منخفضة، حينما تعرف أن الصاروخ التالي له في التكلفة – والذي يعتبر المنافس الوحيد له الآن – يتكلف 422 مليون دولار، ولن يتم إنتاجه قبل 2020، وأقصد به بالطبع صاروخ شركة United Launch Alliance. أما الحلول الأخرى، فتصل إلى مليارات وليست بجودة صواريخ Space-X الثورية. يكفي أن تعلم أن صواريخ ماسك هي الأولى والوحيدة – حتى الآن – القابلة لإعادة الاستخدام. شاهد الفيديو التعريفي Animation لقناة سبيس إكس الرسمية على اليوتيوب على الرابط التالي:

أما عن المواصفات الفنية للصاروخ، فهي ثورية كذلك. الصاروخ لديه القدرة على حمل 17 طن ونقلهم إلى المريخ، وسيعمل بـ 27 محرك يشتعلون في نفس اللحظة. استعن بخيالك، وانظر ما يمكن حمله في هذا الصاروخ مع حمولة قدرها 17 طن. الطريف في الأمر أن الشركة تقول بأن التكلفة ستقل بالتأكيد حينما يتم إنشاء خط إنتاج كامل لتلك الصواريخ في المستقبل، حسب حاجة السوق السياحي الفضائي حينها. أي أن السياحة الفضائية لكوكب المريخ لن تكون خيالًا بعد الآن. لقد بدأت في التحقق، وسيراها العالم، وربما يجربها بعضنا يومًا ما. شاهد البث المباشر الآن من على موقع سبيس إكس Space-X الرسمي:

 

http://www.spacex.com/webcast

كنت أود الحديث عن حالنا – نحن العرب – الآن، ولكن آثرت الصمت.