مشكلة المجتمع المشرقي المحافظ والمجتمع المغاربي المنفتح!

هناك مقولة لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه تقول: اعرف الحق تعرف أهله، وفي قول آخر: نحن نعرف الرجال بالحق، ولا نعرف الحق بالرجال.

وعليه، فإن الصواب والحق نعرفه من شرع الله، ولا نعرفه بناء على ثقافة مجتمع ما، ولا نقول أن هذا صواب أو جائز لمجرد أنه صدر من مسلم مشرقي كان أو مغاربي.

وثقافة المجتمع مالم تعود إلى أصول ثابتة وأعني بذلك الدين تحديدا، فإنها عرضة للتغيير والتبديل، ولايمكن الاستناد إليها في تبرير السلوك.

ولو رجعنا إلى ثقافة المجتمع كمصدر يستند إليه، فهل كانت ثقافة المجتمع -مشرقيا كان أو مغربيا- تقبل التبرج قبل مائة عام؟!

حتى في المسيحية واليهودية ستجد الدعوة إلى الستر والاحتشام، ولو نظرنا إلى الأفلام الأجنبية التي تمثل حقب تاريخية قديمة ستجد أن لباس النساء في الغرب كان ثوبا طويلا ساترا بأكمام طويلة، و بغطاء للرأس أيضا.

ليست مشكلة، وان كان الاختلاف يسبب مشكلة، فاختصرها لك الله عز وجل بالقرأن الكريم في قوله ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ).

لا أخي المسألة ليست في المجتمع المشرقي أو المغربي

ففي بلد يعتبر محافظا بشدة تجد هناك أشخاص يتبنوا العلمانية

وفي بلد هو بلد إسلامي ولكن المجتمع بصفته العامة علماني تجد من هم أشد الناس التزاما وتقوى

لا يوجد مشكلة عندما يكون الأمر خلافي بمعنى لن نناقش مسألة هل يجب على المرأة أن تغطي وجهها أم لا لأن الأمر خلافي

ولكن لم نسمع عن رأي واحد يقول أنه يجوز للمرأة أن تكشف ساقيها إلا من أولاءك الذين لا يلتزمون بشرع الله

فكثرة الحرام لا تجعل منه حلالا

لو ترك الحكم للعقل لوجدنا آلاف الأحكام المختلفة بل ربما وجدت العقل الواحد يحكم بشيء وبعد قليل يحكم بشيء آخر

فالعقل البشري يبقى محدود ومقيدا بما لديه من معلومات ولا يستطيع إطلاق أحكام صحيحة تصلح لجميع البشر

فهذا لا يستطيع أن يقوم به إلا من خلق البشر وخلق عقولهم فهو الذي يمتلك القدرة على اصدار الأحكام التي تصلح لهم على اختلاف أجناسهم وفي كل الأماكن وكل الأزمنة

وحتى يخرجنا الله من أمثال هذه الاختلافات اصدر حكمه بقوله :

( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا )

الأحزاب (36) -

فالخيار ليس لعقلي ولعقلك عندما يتعلق الأمر بحكم قضاه الله ورسوله

كلامك خاطئ تماما وأستغرب كيف وصلت لهذا الإستنتاج !! ، ممكن كنت تقول مدينتي في تونس وليس المجتمع المغاربي لأن 90 بالمئة منه يرى أن المرأة التي تلبس شورت !! متبرجة ولا أعتقد أنها يمكنها أن تمشي في الشارع بحرية ، أخي ممكن الامر يختلف في تونس الله أعلم لكني أتكلم عن 95 بالمئة من الجزائر

هناك أمور أقرها الشرع والمسلم ملزم بالإيمان بها حتى وإن كان لايطبقها ، يعني يوجد كثير من النساء متبرجات يعلمون أنهم يرتكبون شي محرم في الإسلام ويدعون أن يهديهم الله يوما ما ، فليس مقبول أن يأني شخص الأن ويقول أن الخمر عادي في ثقافتنا ونحن نشربه و نبيعه للسياح وليس محرم عندنا لماذا التشدد عندكم ؟؟ ليس عندكم حرية شخصية ؟؟

تحياتي

هذا ليس انفتاح، بل تخلف وسيأتي يوم وستجنون فيه ثماره.

أنا لا أتفق معك باتاتا أخي عماد، أنا من الجزائر وأرى أن الجارتين تونس والمغرب بلدين يكثر فيها العري والاباحية بسبب اعتماد الدوليتن على السياحة في تحصيل لقمة العيش، وحضن للنظام العلماني والبعد عن الدين للأسف وكأنه ليس بلد إسلامي !! أنا لن ألوم الشعبين، ولكني ألوم النظام الحاكم الذي أفسد الدوليتن وفتح الأبواب لتجار العرض.

كما أن هذا الفسق لا يوجد في المغرب الكبير فقط، بل كل الدول تعتمد على السياحة، مشرقية كانت ام مغاربية.

فالظواهر التي ذكرتها أي مسلم عاقل يراها تبرجا واباحية.

تعال في زيارة للجزائر وسترى أن المجتمع مازال محافظ الى حد ما

ردود المغاربيين على الموضوع تثبت خطأ تعميم صفة "المنفتح" على المجتمع المغاربي. حسب مفهوم الانفتاح الذي طرحته وحاولت شرحه بالأمثلة المذكورة.

استخدام صيغة مجتمع منفتح وانفتاح وندها المجتمع المنغلق والرجعي هذه كلمات جذب وكراهية للحق وتحقير للنفور منها

التفرقة خطأ قاتل، بدايةً، مجتمعاتنا العربية كلها من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي هي مجتمعات نخر السوس فيها وتحولت إلى هياكل مفككة، ولا فرق بين شرق وغرب أو شمال وجنوب في ذلك، الجميع مصاب بنفس الوباء.

دوائر الحكم العربية كلها علمانية علمانية مطلقة ولا تمت للدين الحنيف بصلة (حتى وإن كان لها شيوخ دين ومفتين يُحيكون لها الفتاوى فيحيلون ما يرتكبون من حرمات إلى فضائل وكل ما يمنعون عن الشعوب من مباحات إلى جرائم)، وأغلب الدول العربية تدخل في ميزانياتها المداخيل المحرمة (من سياحة العري ومن الخمور ومن القمار ومن ربا البنوك التجارية ومن غيرها من مصادر الدخل المحرمة شرعًا)، وكذلك فإن أغلبية أنظمة الحكم العربية تتآمر على العرب والمسلمين في كل مكان وتفتح خزائنها بكل سخاء لقتل أي أمل لأي مواطن عربي في أن يعيش حرًا كريمًا وأن يتحكم في مصيره وفي تسيير حياته.

لا فرق بين الشرق والغرب في الفساد فكلنا قد تدمرت أخلاقنا وذهبت خشيتنا من الله عز وجل إلا من رحم الله.

أما ما طرحته عن مفاهيم (التشدد والإنفتاح) فهي بصراحة غير مفهومة، شريعة الإسلام يا أخي لا تفرق بين مسلم في الصين ومسلم في العراق ومسلم في المغرب ومسلم في سورينام في الأحكام العامة، ولا يوجد قرآن كريم شرقي وآخر غربي، ولا سنة نبوية مخصصة لأهل الحجاز وأخرى لأهل الشام وثالثة لأهل اليمن ورابعة لأهل العراق وخامسة لأهل لمصر وسادسة لأهل السوادن وسابعة لأهل المغرب العربي وثامنة لما وراء النهر وووووو وهلم جر!!

لا يمكن أن نستورد فرنسيين أو انجليز لتفسير القرآن الكريم أو لتعليمنا القيم التي يجب أن نسير عليها، العلوم الشرعية لها أسس ومبادئ ولها جامعات يتخرج من بعضها (وبالمناسبة قد نخر في تلك الجامعات جميعها السوس أيضًا ومُيع فيها الدين بعلمانية أو بانبطاحية) شيوخ أجلاء أفنوا أعمارهم في دراسة واقع المجتمع الإسلامي ويتحملون وحدهم دون غيرهم مسؤولية الإفتاء لهذا المجتمع.

الدين ليس مقعد على جانب الطريق نجلس فيه بعض الوقت ثم نتركه ونتابع سيرنا في هذه الحياة، الدين هو السيارة التي تقلنا في هذه الحياة وبدونه فلا هدف منها، يقول تعالى: { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } (الأنعام/ 17).

أتمنى لو أن الواقع يمكن وصفه بهذه السهولة، سنقسم كل شيء إلى تصنيفات محددة ولن نحتاج لأي استثناءات.

الشرق المحافظ يتضمن الإمارات وعمان والبحرين والكويت، وهذه دول محافظة وغير محافظة! إذا ذهبت إلى دبي سترى مناطق غير محافظة بل ومناطق تجعل المرء يتسائل إن كان في بلد عربي مسلم أم في بلد أوروبي، وفي الدول التي ذكرتها سابقاً هناك أناس يعيشون بطريقة مختلفة عما وصفت، الخمار مثلاً لا تلبسه كثير من النساء هنا وفي دول أخرى، بل هناك نساء لا يلبسن الحجاب من الأساس وهن خليجيات من "الشرق المحافظ" وهناك كثيرون لا يرون مشكلة في التحدث مع النساء سواء في أرض الواقع أو في الإنترنت لكن لعلك تقصد ما يسمى بالصداقة بين الجنسين وهذا أمر آخر يحتاج لتفصيل.

وفي المغرب المنفتح كما تقول لدي ما يكفي من الأمثلة على وجود محافظين بل متشددين.

كل ما أريد أن أقوله أن الموضوع ليس بهذه البساطة، والتعميم خطأ في التفكير ينبغي تجنبه، بشكل عام هناك مجتمعات عربية محافظة وأخرى منفتحة وأخرى بين الوصفين، حتى في المجتمع الواحد هناك مناطق محافظة وأخرى منفتحة، هذا واقع علينا التعايش معه وليس مشكلة تحتاج لحل.

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته :)

موضوع آثارني جداً أولاً لأني مغاربي، أو بالأخص مغربي من المملكة المغربية الشريفة، أرض الأولياء و الشرفاء، و العلماء، معقل الأندلس و أرقى الحضارات الإسلامية، و إرجع للتاريخ لترى أن للحديث بقية ..

ما يهمني من كل ماسبق، أن هناك إعتقاداً خاطئاً جداً، و هو أن الدول المغاربية (و بالأخص المغرب الجزائر تونس) بلدان تعيش نوعاً من الميوعة و التفتح الغربي الذي لا يمث لنا بصلة، أؤكد لكم إخواني في الله أن هته البلدان و خلافاً لكاتب الموضوع هي أكثر البلدان حفاظاً على دينها و عقيدتها، و لعل التقرير الأخير الذي نشر بواسطة منظمة أمريكية مرموقة وضع المغرب على رأس هرم الدول التي لا تعرف تنوعاً دينياً، المذهب السني المالكي فقط، مع أقلية يهودية نعتز بها كمغاربة، و لاحظ أني كتبت يهودية و ليس صهيونية لكي لا ننزلق لموضوع آخر.

على العموم ما يقوله الأخ حول الإختلاط و التحدث بين الذكر و الأنثى .. أظن أنه أصبح في جميع الدول الإسلامية، فلا يعقل أن نهمل نصف المجتمع و لكن في حدود، حيث لا ضرر و لا ضرار، و الله المستعان.

ببساطة العادات الغبية لذلك تراهم يؤيدون الاختلاط في مكان و يعارضونه في مكان آخر

مثلاً يؤيدون الاختلاط في الجامعات و الأسواق و الدوائر الحكومية يعارضونه في المدارس

أما فيما يتعلق بالملابس فهي تعود لعقيدة الشخص و مدى التزامه بعقيدته