ترددت كثيرًا قبل كتابة هذهِ السطور لانها ستغضب من يقرأه ويعرف أنها موجهة له؛ وهناك أحتملان.. أن اُضرب، لأن يهمهم بالطبع ألا يفتضح أمرهم.. أو لن يقرؤو ولن يحدث شيئًا مما يدور في مُخيلتي.

كُل من أعمل معهم يتعاطون كل ما يندرج تحت مصنف "مخدرات".

هم أناسٌ كثيرون داخل جسد واحد؛ يملكون الذكاء والغباء في الوقت ذاته.. دائمًا غاضبون فمثلًا أن قولت لهم : «مرحبً»

يردون: «بأبعد عنا في هذا الوقت فانحن لم نصطبح بعد ومازلنا علىّ لحم عقولنا» -أهُناك عقلً من الاساس؟-.. وبعد ان يصطبحو يقولٌ «أِبعد عنا لاننا لسة مصطبحين وماطيرلناش الدماغ».. مستعدون ان يقتلوك في إي وقت وإي مكان ودون مقدمات والسبب هو البِرشام وأن أردت ان تموت أسيء لهم أثناء تأثيره عليهم.. وايضًا البِرشام والأفيول يجعلهم هائجين جنسيًا وهم لا يملكون أناث لممارسة الجنس، ولا يوجد حل سواء مضاجعة الوسادة.

بعد انتهاء العمل يجلسون محدقين بشاشة هواتفهم يحملون أفلام تعري بنهم، يذهبٌ لبيوتهم ليصبُّ الحيوانات المنوية علي الوسادة.. يحضرون للعمل بنصف وعي و عضلات مدمرة جاهزة لأن تُهشم بريشة نعامة.. أنهم مغيبون بمبلغ يبلُغ الىّ أنك تظل تصيح لهم وهم بِجانبك لا يسمعون.. يأخذون الراتب من أيد المدير؛ ليخرج لي أيد ملك السعادة -حسب قولهم-

شعاءرهم: الجهل هو القوة.

الضمير قبل لفافة التبغ المحشوة وبعدهَ يموت الضمير وتموت أنسانيتنه.

متلازمة الشاي ولفافة التبغ، أن شربُ لفافة التبغ دون كوبً من الشاي فلاّ فائدة ولن تبلغ نشوة الكيف الىّ أقصي حد.

وأن أشتكي أحدٌ منهم من أرتفاع سعر المخدر يقولٌ له: «اللي عاجبه الكحل يتكحل.. اللي مش معاه مايلزموش».

«أنا عمري ما أشتري ابدًا، يعزمُ عليا ماشي». "أهيء هاهاهاهاها" وهذا الشعار كانُ يقولونه اناسٌ جُدد معنا في العمل، وكان هناك شخصٌ واحدً فقط هو من يتعاطة بجانب هؤلاء الذين لا يشترو، وبسبب هذا الشخص وألحاحه علي هؤلاء جعلهم مثله وبدأو يشترو بأسعار تدريجية من منخفضة الىّ أعلىّ، والآن أصبحو خُبراء في الشراء، دائمًا أسالهم كم ثمن هذهِ؟ يردُ: « والله دي ب... بس أحنا ضحكنا عليه وأخدناه ب... في كل يوم يظنون أنهم هم من ضحكُ علىّ التاجر بينما هم المضحوك عليهم. رائعون هؤلاء التجار، بأستطعتهم أن يبيعو لنا بالسعر الذي يروق لهم، فقط كل ما عليهم فعله هو أن يقولُ لي الزبون أن هذهِ القطعة تسوي ٢٠٠ جنيه، والزبون بكل تلقائية «طب وليا أنا» فيرُد «طاب خلاص هذهِ القطعة ب١٨٠جنيه لأجلك، وهيا ثمنها الحقيقي ٨٠ جنيه.

أعلان "أنت أقوي من المخدرات" بمثابة نكتة لهم.

 في كل مرة يتاعطون يجبرونني علىّ أن اتعاطة معهم وبالطبع ارفض؛ لكنّي اعتقد أني اتعطاه معهم لأن دُخان التبغ كثيف ويتسلل لأنفك غصبًا عنك؛ فأبعد عنهُ، فحسبي الله ونعمّ الوكيل.

سُبابات دائما علي اليوم الذي شربوا فيه هذهِ الأشياء.

عند تعاطي هذهِ المخدرات يجب أن يكونُ بعيدًا عن أعين الناس كفأر مذعور في حُجرهّ.. يكونُ في رهبة لمن حولهم فيختلسُ النظرات علىّ ذاك وانذاك، وكأنهم قطة تُراقبك من بعيد مُنتظرة أن تبتعد عن قطعة لحمك وتأتي هيا لتأخُذهّ وتأكُلهّ في مكانً آخر بنهم وخوفً شديد من أن تراهّ، عندما أرا هذا السلوك منهم ينقطع قلبي عليهم وتزداد شفقتي لهؤلاء الشهوانيين.

-تساءلهم لماذا تتعطونه ؟

يقولٌ : من أجل أن تصبح ملك في هذا الزمان.. العيشة صعبة فَبنهرب منها.. لاننا غير عائشين - ليس لهم دنيا ويختارون أيضًا أن لا يكون لهم اخرة بتاعطيهم لهذهِ المخدرات "والله أعلم" -يتعطونهّ من أجل السعادة الوهمية، فمثلًا أن رأو ذُبابة تُضاعج ذُبابة أخري قبل التعاطي لا يضحكون ويمر المشهد أمام أعينهم مِرار الكرام، وبعد التعاطي يصيحون لمن حولهم بإن يَرو هذا المشهد العظيم ويضحكون بشكلً هيستري.

حَكي لي شخصً أنهم جلسوا علي طاولة في فَرحً شعبي مليء بالمحرمات وأثناء تناولهم هذهِ المحرمات بنهم وبِكُثرة شديدة لانها مجانية، رأو نحلة هبطت من السماء ألىّ الطاولة فَوجهُّ أليها دُخان التبغ المحشو فأصبحت نحله مسطوله بغير وعي نهائيًا ولا تؤدي وظائفها بشكلً سليم، ظلت ساكنة مكانها ربما لانها في نشوةِ سعادة أو أنها ماتت!، وبعد بضعة دقائق تحاول أن تطير لا تعرف فَيوجهُّ بعض الدُخان لها فتسقط مرةٌ أخري وانتهي الأمر الىّ أن ماتت. هؤلاء قاموا بعمل دراسة "تأثير الحشيش علي النحل" ولكنهم لم يسجلُهّ.

وفي روايةً أخري، قام عالم غريبِ الأطوار يُسمي"peter witt" بجلب بضعة عناكب، واعطاءهم جرعة مكثفة من الكوكايين وهذا المخدر أقل خطرًا من الحشيش.

العناكب كانت تلف خيوطهّ بشكلً مُختلف علي حسب نوع المخدر.

فَمعني هذا أن هؤلاء المُدمنين تكون سلوكياتهم وتفكيرهم بأكملُهّ تحت تصرف المخدر.

وأيضًا عالم أخري أتَى بمجموعة قرود ووضعهم في أقفاص وقام بصنع ماكينة لها ذراع عند شده يأخذون جرعة من الحشيش، لصق شيءً يؤكل علي الذراع ليعرفوه.

ثمَ تركهم لمدة سبعة وعشرون أسبوع يشدُ الذراع كما يُريدون.

النتائج كارثية وبشعة، عندما علمُ طريقة أخذ المخدر لم يرحمُ أنفسهم ظلو يتعاطون الىّ أن ينهكٌ وينامون، كانُ بيرفضٌ الأكل ويتوهمون بهلاوس سمعية وبصرية فيصيحٌ طوال اليوم، وقطعُ جلدهم بأظفرهم.

وبعد ٣٠ يومً بدا يموت قردً تلو الآخر  الىّ أن انتهي ال٢٧ اسبوع .