منذ بدأ العام الدراسي وأنا يروق لي كثيرًا كتابة انْطِباعي عن المدرسة الجديدة ، لكنه الكسل ورأي دائمًا في كل لحظاتي التي تطلب بذل مجهود و في كل مرة أحاول كتابة السطور.
صديقٌ لي يسخرُ مِنها ويلقبه بِلكلية ، بسبب كثرة المباني وضخامة حجمُه ، مبنى يضم الأناث ومبنى يضم الذكور ندرس فيه النظري واربع مباني للعملي.
وحمدًا لله أن الأناث لها مبنى منفصل فلولاّ هذا لكانت الذكور ثارت عليهن وصبُّ مابداخلهن من نشوة.
تعليمات صارمة في مدرسة متدنية ، يجب حضور الطابور في الساعة السابعة وأربعون دقيقة ، وأن تأخرتُ عن ذاك الموعد فَابيتي أولى بي.
يجب أن أحضر كل يوم ولا اُغادر قبل الواحدة ظهرً وإلا سيتم فصلي ، وأنحرم من مدرسة ليست بمدرسة.
أقضي ٥ ساعات في الا شيء ، حقيقي لا شيء سوء الهراء والتخاطب مع أناسٌ ريفيين ، يرتدون ملابس مهترئة؛ غير مُعاصرة.
ولا يملكون فكر ، تحكمهم غرائزهم ، يصحو من النوم يبحثون عن أكل غير صالح أن يؤكل ويرمينه في بطونهم ، ويأتون ويلقىُ السبابات علي أنفسهن بسبب انتفاخ البطن ، يفكرون في الجنس ليلً نهارًا للحد الذي يبلغ مبلغً يستطيع أن يدمر خلاية العقل بأكملِهّ، يشاهدون أفلام تعري داخل المنشاة التعليمي؛ ويعتقدون أن بفعلهم هذا رجال.
يعتقدون أن الضحك أمام الانثي عارً كبيرً.
عندما اتحدث معهم ينبهرون بقدرتي العظيمة علي فهم أشياء تفوق تصورات ذهنهم ، وهذا بالطبع يحدث لانهن جهلاء بما اتحدث عنه فيعتقدون أنني افضل مافي تلك المدرسة ويهتفوت بي ويمشون ورأي أينما ذهبت - كأنني عسل نحل - لكنه مثلما قلت سابقًا ، أن تحدث أمامك شخص عن شيء تجهله فهو يبدو لك وكأنه ملك زمانه ، لكنه في الحقيقة هوا ليس الافضل كما يبدو لك، بل كل ما في الأمر أنك غبي وتجهل تلك الأشياء.
وفي روايةً أخري، كُنت أجلسُ أنا وأربع أشخاص أخرون بعد أنتهاء العمل في أضاءة خافتة / صوت موسيقي هدىء / والجميع يدخن التبغ المحشو بإستثناء أنا.
مِنهم شخص نعرف جميعًا أنه مثلي الجنس ونكره ما يفعله ومن يقترب منه ينفر ويبعد "أن كان أقترب بغرض الصداقة" لذلك تراه في الصباح مع أحد والمساء مع أحد وأوقات يكون العمل كثير فتراه مع شخص كل ساعة.
جميلٌ حسب معايير الأناث ، ولكن انا أراه أنثي ولكن عضوه التناسلي ذكري ، شعره طويل وكثيف نعومته تقترب من الحرير قليلً؛ طوله متوسط ، كوامه كيرفي ، عيناه خضروتان واسعتان ، بشرته شبيها بمثل تلك التي في الأطفال الصغار ، كُلنا كُنا جالسين بشكلً طبيعي إلا هوا. مستلقي فوق الأريكه بشكلً معكوس ، ظهره للسقف وصدره للأرض ومعرضهّ لنا ، مُنتظر من يُداعبه له ، فعدل عن ما كان عليه وبدأ يتحدث عن ذاك وانذاك عندما كان بالكويت بصوت الأناث.
قال:جلست مع أحد أخصائيين النفس وسألني "اُخيرك أن تكون عامل نظافة في مكتبة أو تكون صاحب المكتبة " قال هذا الكلام وسألنا لو كنتُ مكاني ماذا تخترُ؟
- جاوباً وقُولًّ"صاحب المكتبة"
وجاء هوا برد لم يكن متوقع، وقال بنبرة رجالية بعض الشيء "أنتُم غلط ، أخترت عامل النظافة"
وبعد قوله هذا الكل هلل وسبابات تنهال عليه أنت غبيٌ ، أنت تفكيرك مثل البقر أللخ
ورغم كل هذا تحدث معهم بهدوء وقال "أنتم البقر والأغبياء .. لأن ماقولته للأخصائي هذا ثبت ذكائي. انتم اخرجتم سُبابكم عليّ بدون أن تعرفُ ردي، لمّ أخترت عامل النظافة"
قال هذا والكل في حالة غذيان نَدمون علي هذا النقاش
"أختار عامل النظافة لانه يملك طموحً وقادرً علي الارتقاء وأن يصبح صاحب المكتبة وهذا هوا النجاح بدلًا من أن أكون صاحب مكتبات! ماذا أستفيد أن أصبحت صاحب مكتبات لن أكون سعيد بالطبع"
أنهَى كلامه هذا والكل مذهول بقدرته علي التفكير بهذا الشكل وبدلًا من السبابات ، أعطوه لفافة تبغ وسقفُ له وقالُ له أنك شخص رائع.
دار هذا كله وانا أستمع لهم فقط لم أفتح فمي قط، وظللت صامت صوتيًا وعقليًا كذلك ومرت الجلسة بمرور الكرام وها هيا ذا تأتي بذاكرتي واحلله والأحظ أنني كُنت غبيًا في هذه اللحظات، وأقتنعت بما قاله هذا ال... لإن بأختياره هذا لن ينجح قط ولن يكون قادرً علىّ أمتلاك قلمً مهشمً وليس مكتبة، الفقراء لا يستخدمون العقل، ذكاءهم في الحضيض، هذه الأفكار التي تحدث به ليست افكار عاملين نظافة ولا يجرؤن علي أن يفكرُ بهذا، يحترقون أن علمُ هذهِ الأمور وانهم قادرون علي أن يصبحو أصحاب مكتبات وما يمنعهم من هذا هوا الجهل، مثلما أحترقُ أنا عندما أتذكر انني اضعت مليارات الثواني في اللهو واتباع سلوكيات وشهوات لن تُجدي نفعً.
وهُناك أيضًا أناسٌ تحت مُسمىّ "مُدَرسين" لكن في الحقيقة ذلك منصب عالي عليهن والمناصب التي أعتقد بانها تولأم هؤلاء هيا - بيع البطاطا المسلوق علي الرصيف - واتمني أن يفعلن هذا قبل أنتهاء موسم البطاطا. من المفترض أن لا يقولُ ألفاظ قبيحة بهذا الشكل ، لكنهن أن لم يقولُ مثل تلك الكلمات فلاّ مكان لهم وسط الطلاب فأنا أعذرهن.
يدخلُ الفصل ومن المفترض أن ندرس المنهج لكن مايحدث غير هذا تمامً ، يدخل بوجه مشمئز من وجوُهنا ويلقي السلام بصوت غليظ : "أهلًا"
والكل لا ينتبه لوجوده أساسًا ، فيصرخ ويقول : أنت يا ... منك ليه أكتم الصوت، يعني جايين من غير كشكول ولا كتاب وربنا ما أنا محضر حد ياروح أمهاتكُ.
وهكذا تكون الحصة مع كل مدرس ، لا يشرح ولا نحن نأتي بأدوات ، تذكرت مدرسة اللغة الأنجليزية ، في أول يوم
قالت: "ماذا تعرفون عن اللغة"
قالت هذا بوجه بشوس يملاأهُ الآمل ولكن بعد ثواني من قول هذه الكلمات ادراكت اننا لا نملك عقلً.
وأخيرًا وقف شخص تحدث بكلمات مقتضبة لا تفهم منه شيء لكن المدرسة فهمت وقالت له حلو جدًا / كويس / برافو عليك ، وأتضح لي انه كان يقول :انا اعرف abc لكن القراءة والكتابة لا.
عند قضاء الحاجه لا تستطيع ان تقضيه داخل الحمامات لانه ذات رائحة قادرة علي ان تفتك بأنفك، مياه لا تعمل، أبواب لا تُغلق، الروث يملىء كل ركن؛ لا أعرف لمّ.
التعليقات