انا استفد كثيرا من هذا المقالة وأتمني أن يستفيد منها الجميع
كيف تجيد فن التركيز فى زمن المشتتات؟!
Posted on 23 أغسطس,2014 by Mohamed Ibrahim
قد يمضى بالعمر الكثير دون إنجاز شيء واحد فاعل فى حياتك، ربما تحب أكثر من شيء وتعطى بعض الوقت لهذا وبعض لهذا وإذا سألت نفسك فى آخر المطاف ما الذى أجيده فلن تجد شيئاً، فقد شتت نفسك بدون طائل، الموضوع لا يتعلق بك أو بى بل إنها مشكلة قديمة وعميقة من لم يبحث عنها على حل فلن ينجز شيئاً، التشتت مما كنت أعانيه جداً، فتارة أتعلم على برنامج س ثم يعجبنى موضوع آخر فاهتم به واترك الاول وفجأة يظهر ص وهكذا.
loop غير منتهى، والـ loop فى البرمجة ما لم تجد له شرط يكسره، فربما يصبح نهائى ويتعطل البرنامج كله، هكذا هى حياتنا اليوم، خصوصاً اليوم، بعد ظهور الفيسبوك وتويتر وجوجل بلس ولنكدإن، بعد ظهور الواتس آب والفايبر، الإيميل والشات، تخيل نفسك تريد إنهاء قراءة كتيب من 50 صفحة على جهازك فى ظل وجودك أونلاين على الفيسبوك وفتح شات وعدد الألسنة التى بالمتصفح والتى كلما نظرت لواحدة منهم تصرخ “أقرأنى”، البعض قد يطلق على العصر الذى نعيشه عصر المعلومات، لكن بحق هو عصر المشتتات.
الإدمـــــان
ستلاحظ بعض منشورات أصدقائك على الفيسبوك بعزمهم على غلق حساباتهم نهائياً، فنصيحة لا تعلق ولا تبدى إهتماماً لأنهم عادة سيعودون، فما الحكاية وما السر؟! كل الحكاية أن هذه التقنيات أصبحت إدماناً بمعنى الكلمة، وإذا لم تصدقنى أبحث عن معنى كلمة الإدمان بالقاموس وطبقها على ماتجده، أنظر فى المترو أو المواصلات العامة كم واحداً يحمل هاتفاً ذكياً ينقر عليه، كم مرة جلست مع أحد ووجدت نفس الشيئ، أحياناً أشعر أن الحياة فقدت قيمتها، أننا فى كابوس لا نستيقظ منه، أصبحنا نخدم التقنية وليست هى التى تخدمنا، أصبح درباً من الإدمان!!
بل أكثر من ذلك فإنه تحول إلى اسلوب حياة، تعتقد أنك بتفقدك للإيميل كل ثانية بأنك لن تضيع فرصة إيجاد عمل، تعتقد انك بالرد على كل منشور وإنتظار إعجابات الزوار بأنك بذلك مهم، تعتقد بأن فتحك لعدة ألسنة لعدة مقالات علمية والتبديل بينهم كل ثانية أنك ستُحصل علماً ينفعك، الحقيقة أنك تضيع وقتك، الحقيقة أنك مهما فعلت فلن تحصل على كل شيء لأنك حتى أثناء تصفحك يستحيل أن تقرأ كل شيء، مهما قرأت فلن تتذكر شيء بعد مرور يوم واحد على قراءته، مهما فعلت من متابعة الإشعارات ونشر أشياء مفيدة وإنتظار الإعجابات والتعليقات فلن تشعر بالأهمية لأن الاهمية تكمن فى الإنجاز والشعور بالرضا.
سؤال بسيط؟ كم مرة قمت بتفقد الفيسبوك أو تويتر أثناء قراءتك لهذه التدوينة؟! كم مرة قمت بفعل شيء آخر غير القراءة؟
ما لم تجد التركيز والسكينة فى وجودك وحيداً فلن تنجز شيء..
“بدون العزلة الجيدة، فلا مكان للأعمال العظيمة”
Pablo Picasso
فما الحل إذن وماذا تفعل؟؟
القليــــل المبـــــارك
الحل كل الحل فى فلسفة “القليل المبارك”، الكل يعتقد أنه بالحصول على الكثير سيصبح أفضل، لكنه العكس سأخبرك بنصيحة سأقوم بتنفيذها لأنى مثلك تماماً ضقت ذرعا بالشتات وبالعبث، أياً كان ما تفعله أسأل هل هو ضرورى أم لا؟ هذه واحدة، إذا كان ضرورياً فأفعله كأنه لا يوجد بحياتك شيئاً غيره، وإن لم يكن ضرورياً فيمكنك التخلص منه نهائياً أو تأجيله على الأقل.
إن كنت تقرأ كتاباً فغص فى أعماقه، تعلم كل تفصيل فيه، إن كنت تصلى فاستشعر كل تسبيحة وكل تكبيرة تتلفظها، كل سجدة ودعاء تقوله، إن كنت تأكل استشعر بكل قضمة، اشعر أنك حى، تنفس اشعر بالحياة، ابحث عن مكان تجد نفسك فيه، كن واعياً بكل نشاط تقوم به، هذا هو التركيز هذه هى الحياة.
الحل فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم: ” أحب الأعمال إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ” صحيح، لأنك حينها ستركز عليه لمدة طويلة، هذا الحديث النبوى يختصر فلسفة zen عن التغيير، يختصر الكثير والكثير من المفاهيم المتعلقة بالتركيز والتغير، فليس المهم أن تتغير فى يوم وليلة، بل قم بالتغيير التدريجى وأبدأ بالقليل على مدد طويلة.
“معظم ما نفعله أو نقوله ليس ضرورياً، إذا كنا نستطيع التخلص منه، وسنجد حينها وقتاً أكثر،
أسأل نفسك فى كل لحظة عما تفعله، هل هذا ضرورى؟”
Marcus Aurelius
هذا عن المفهوم عامة، والكلام هنا عن ثلاث أفكار رئيسية ( الأولوية، القليل المبارك، الإلتزام)، حدد ما هو ضرورى فى يومك، أختر من 3-5 نشاطات باليوم هم أهم نشاطات بيومك تعتقد أنك بإنجازهم ستتغير حياتك للأفضل، يمكنك جدولة هذه النشاطات إن كانت مشاريع دراسية أو عملية، وتخلص من الملهيات.
نصائــح مهمـــة
يمكنك التخلص من الملهيات وإيجاد تركيز أفضل بأكثر من طريقة، عند شروعك على العمل أو على مشروع ما أو دراسة كتاب أو تعلم كورس معين فيمكنك اتباع الآتى:
قم بفصل الإنترنت أو غلق المتصفح أو غلق جميع الشبكات الإجتماعية، المناسب لك فقد يكون عملك على الإنترنت أو تقوم بتحميل شيء مهم، كذلك قم بغلق جميع البرامج عدا ما تعمل عليه، وحول ما تعمل عليه أو تقرأه لشاشة كاملة.
اغلق هاتفك أو ضعه على وضع صامت، وابحث عن مكان هادئ للعمل والإبداع.
توقف عن البحث عن الكمال والتحكم بكل شيئ، ربما ستفعل كل شيء لإيجاد التركيز لكن تبقى الحقيقة أنه يستحيل إيجاد البيئة المثالية للتركيز، لذا أحياناً عليك فقط التوقف عن محاولة التحكم فى كل شيء، فربما يكون منزلك بجوار محطة قطار أو طريق سريع، وبالرغم أن هذه الخطوة تحتاج بعض التمرين ولكن صدقنى فإنها تستحق فحينها لن يفرق شيء لإيجاد التركيز والعمل او الدراسة، فقط دعها تمر تجاهل المشتتات كن كسوبر مان يركز فقط على ما يريد.
“إذا قمت بمطاردة أرنبين، فلن تحصل على أى منهما”
غيرمعروف
حدد وقت محدد لإنجاز جزء من المهمة وخذ بعده راحة قصيرة ثم ابدأ بالعمل مرة أخرى وهكذا، برنامج FocusBooster سيساعدك على هذه المهمة.
قم بتطوير عادات ذهنية للوصول لأقصى درجات تركيزك، البعض عادته التمشية، البعض شرب الشاى، هى العادة التى تجد فيها راحتك وتشعر انك لا تريد القيام بشيء آخر فى هذا الوقت غيرها، مؤخراً أصبحت عادتى الذهنية الكتابة :).
يمكنك التبديل بين التركيز والراحة أو التبديل بين تركيزين مختلفين فمثلاً إن كنت تعمل على مشروعين مختلفين فيمكنك إراحة عقلك من الأول والبدء بالآخر ولكن احذر السرعة فى التبديل بينهما، ويفضل أخذ راحة قصيرة بينهما لشحذ الهمة والاستعداد للمشروع الثانى.
استغل فترة ما بعد الفجر فى قراءة القرآن ثم البدء بأهم نشاط باليوم كله، فإن كنت تعمل على مقالة أو برنامج أوتصميم أو تريد دراسة شيء فهذا الوقت هو أفضل الأوقات لقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : “اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا “صحيح.
كذلك يوجد نوعين من النشاطات، النوع الأول هو التواصل والإستهلاك، والنوع الثانى هو الإنتاج والإبداع، فمثلاً ان تعمل على تصميم معين وفى نفس الوقت تتواصل عبر الشات مع صديق، النوعين منفصلين تماماً وعند التبديل بينهم فإنك تقوم بإيذاء عقلك والنشاطين معاً، فحاول أن تفصل بينهما قدر الإمكان.
“لا يكفى أن تشغل نفسك، السؤال هو ما الذى يشغلك؟”
Henry David Thoreau
إذا كنت تقوم ببحث على جوجل عن موضوع بحثى، قم بعمل بحث سريع عن أهم المقالات فى البحث ثم أفتح كل واحدة فى لسان جديد، افحص كل مقال على حدا لا تقرأه أبحث فقط عن الروابط المهمة وأفتحها، بعد الإنتهاء قم بفصل الإنترنت وقراءة كل مقال فى شاشة كاملة، فى فاير فوكس يمكنك سحبه ليصبح نافذة منفصلة تملأ الشاشة.
عند تعلمك لدورة من التعليمية، يفضل بعد صلاة الفجر كما سبق أن قلنا، يفضل أن تقوم بسماع الفيديو كله مرة دون تخطى ثانية واحدة ثم كتابة ما استفدته، إذا شعرت أنك لم تفهم شيئاً ما قم بتدوينه جانباً، بعد الإنتهاء من كتابة ما حصلته من سماع الفيديو وما فقدته كرر سماع الفيديو مرة أخرى ثم قم بالتمرين والممارسة على ما تعلمته، الممارسة أفضل طريقة للإستفادة وفهم ما تعلمته.
“قم بعمل ما تريد ولكن بتركيز شديد”
Robert Henri
هذه بعض النصائح وفى إنتظار نصائحكم ومقترحاتكم لإيجاد تركيز أفضل للعمل
المصدر :
التعليقات