ماذا تعرف عن بلدي؟

أنا ابنة ذاك البلد الذي عُرِف بالسّعيدِ ولمْ يَعرِفَ السّعادةِ يومًا..

أنا ابنة بلدِ السّيّدة الحرّة "أروى بنت أحمد" أول ملكة في الإسلام وبلدِ بلقيس، ملكة سبأ..

أنا ابنة ذاك البلد الذي عُرِف بعبق التّاريخ ومهد الحضارة.. بلد العمْران الذي لا يشبهه ولا يضاهيه أيّ عِمْران في هذا العالم..

ابنة ذاك البلد الذي يتميّز بتنّوعٍ ثقافيّ لم أشهد له مثيل في كل بقاع الأرض..

أنا ابنة ذاك البلد الذي أَغْدَق الله تعالى عليه بمختلف أنواع الثّروات والخيرات.. ووصفه أكرم الخَلْق عليه الصلاة والسّلام بأجلّ الأوصاف قائلًا "الإيمان يمان والحكمة يمانيّة"

أنا أبنة ذاك البلد الذي لن تَجِدَ أطْيَب من شعبه "وإنْ كانت شهادتي فيه مجروحه"

أنا ابنة ذاك البلد الذي بُنيت أول ناطحات سحابٍ على أرضه.. وأرسى اللّه تعالى جزيرة الكنْز عليه وأَوجَدَ فيه أحدَ أهمّ موانيء العالم "ميناء عدن"

أنا ابنة البلد الذي أضْحى يتيمًا، بلا أبٍ يهتمّ به ولا أمٍ تحنو عليه..

أنا ابنة ذاك البلد المكلوم، المقهور، المسلوب، المظلوم الموجوع كثيرًا.. يتألم بصمت، يعاني بصمت، يأنّ دون أنْ يُسمع له أنين.. ويموت موتًا بطيئًا..

أنا ابنة ذاك البلد الذي ضاق بأهله ذرعًا ..كيف لا والأمراض هتَكتْ أرواحهم.. والحروب أرهقت صغيرهم قبل كبيرهم وخلّفت وراءها شتّى أنواع الدّمار ..

أَنْظر إليه اليوم من بعيد.. تمامًا كأمٍ تقفُ مكتوفة الأيدِ تحدّق بابنها الذي يحتظِر.. تراه يتألم ويختفي بهاؤه يومًا إثْر آخر

أنا باختصار ابنة جوهرةٍ بيدِ فحّام أو بالأحرى فاقَ عددُ فحّامينها كلّ الأعداد..