الديموقراطية تعنى حكم الشعب, ببساطة.
طبعا, لأن عمليا الشعب لا يمكن ان يحكم, فانه يختار من يمارس الحكم لفترة معينة عبر الانتخابات.
عكسها المباشر الديكتاتورية, حكم الفرد, لكن هناك ايدولوجيات معاكسة أخرى, مثل الثيوقراطية (حكم الاله مثل ايران و السعودية و بشكل جزئى معظم دول الشرق الأوسط), حيث لا يحكم الشعب في هذه الدول و انما بشكل ما فان الله يحكم سواء عبر شخص ملهم (فرعون مصر القديمة) أو عبر الكتب الدينية.
تختلف الديموقراطية من بلد لأخر, فالأمر ليس بهذه البساطة, مثلا الديموقراطية الأمريكية تؤمن بحرية الفرد في حمل السلاح و ان الشعب الغير مسلح هو شعب غير حر, و تؤمن بأن من حق الشعب تأديب الحكومة بل و مقاومتها بالقوة المسلحة ان لزم الأمر!
بهذا المنظور, فان شعوب أوروبا غير المسلحة في معظمها هي شعوب غير حرة و تمارس ديموقراطية منقوصة.
في النهاية, الديموقراطية هي جزء من نظام سياسى حديث هو الFreedom او الحرية بدأ منذ قرنين من الزمان, و يسمى بالعالم الحر, و ببساطة هو يعتمد على الفرد و ليس على الجماعة مثل المجتمعات القديمة, حيث لكل شخص الحق في تقرير مصيره و شكل حياته الشخصية و العامة و لا يحق للجماعة فرض أي تقاليد او قوالب على حياته و تفكيره, طبعا بشرط الا يضر او يعتدى على حرية الأشخاص الأخرين.
النظام الحر ثبت كفائته في حث الأفراد على الابداع و الابتكار و العمل بشكل أفضل, بالإضافة الى السعادة الناتجة عن قدرة كل فرد عن التعبير عن نفسه.
في العموم فان النظام الحر أفضل إنتاجية في فترات الرخاء و خاصة في مجال العلوم و التكنولوجيا و الثقافة, و لكن مع اندلاع الحرب العالمية الثانية, ساد الجدل حول قدرة العالم الحر على خوض حرب أمام شعوب مجيشة و مأدلجة و ملتزمة مثل ألمانيا و اليابان.
ما حدث كان مدهشا, فالشباب الانجليزى الذى وصفته الصحافة بذات الشعر المصفف و شككت في قدرته على خوض الحرب و تحملها و ترك مغازلة النساء, قاموا بالاصطفاف و التسابق في التطوع للجيش, حتى ممن كانوا تحت السن, و كان عدم التطوع بمثابة فضيحة لأى شاب, و حاربوا ببسالة و شجاعة رغم نقص المعدات و تفوق العتاد الألماني و تجهيزاتهم.
في فرنسا أيضا الشعب العاشق للموضة و الغناء و العطور قام جنوده بالاصطفاف بدون معدات و لا غطاء جوى بعد الهزيمة و تعطيل الجيش الألماني في عملية شبه انتحارية في "دانكيرك" فقط حتى يستطيع الانجليز تهريب جنودهم عبر البحر لينقذوا الأمل الوحيد للحلفاء في استكمال الحرب.
في النصف الاخر من الكرة الأرضية أيضا اصطف الأمريكيين للانضمام للجيش بعد هجوم بيرل هاربور, بعدما كان اليابانيين يعتقدون انه شعب عاشق للرقص و المرح و لن يتحمل الحرب.
التعليقات