أغلب الموجودين هنا قضوا معظم حياتهم في نظام تعليمي في بلادهم، وانتقلوا لسوق العمل فوجدوا أن نظامهم التعليمي لا علاقة له بسوق العمل في بلادهم وتمنوا لو كانت طريقة التعليم مختلفة.

وسؤالي:

هل أنت واحد من هؤلاء؟ كيف هو حال نظام التعليمي في بلدك؟ ومالذي تظن أنه قد يساعد في تحسين النقلة من النظام التعليمي إلى سوق العمل؟

وفي حال كنت من سوريا: هل لديك وجهة نظر مختلفة عني؟ مالذي تظن أنني مخطأ به؟

سابدأ بالحديث عن نفسي:

أولاً أنا من سوريا، وتحديداً من دمشق، لازلت طالباً فليس لدي فكرة واضحة عما سيكون عليه سوق العمل في بلادي؛ أول ملاحظة لي بخصوص نظامنا التعليمي هو أن المعلمين لا يحملون أي مسؤولية بإنشاء الجيل الجديد، وغالباً ما تستند عملية التعليم على الحفظ والترديد دون أي فهم.

ثانياً المواد التي نقوم بدراستها شاملة، ومفيدة؛ إلا أننا نتابع بها حتى نصل إلى صف البكلوريا (حتى نصبح بحدود الثامنة عشر من العمر)، ولا نتعلم أي خبرة مفيدة (كالبرمجة، التصميم، التأليف ...).

ثالثاً معظم التوجه في بلادنا قائم على اتمام مراحل التعليمية جميعها، والانتقال إلى الجامعة حتى تحصل على شهادة، ثم وظيفة.

وهذه النقاط الثلاثة التي أظن أنها النقاط الأساسية لدينا.

أما بالنسبة لما أظن أنه قد يساعد في تحسين النقلة من النظام التعليمي إلى سوق العمل:

أولاً يجب أن يتم دعم المعلمين وتحسين مستوى تدريبهم، حتى يتم تحسين قدراتهم على تدريب وتعليم الطلبة والطالبات.

ثانياً أظن أنه يجب أن نبدأ باخذ معارف اختصاصية في إحدى المراحل، كأن نستطيع أن نختار حضور دروس عن التصميم أو البرمجة ...إلخ من الصف السابع؛ صحيح أننا قد نختار صف لا يناسبنا (كأن احضر صف برمجة وأنا ليس لدي موهبة بالبرمجة) إلا أن هذا الخطأ سيساعدنا في التعلم، وبالتالي عندما نصل إلى البكلوريا سنختار مستقبلنا بشكلٍ أفضل، لأننا سنكون قد جربنا مسبقاً وعرفناً مالذي نحبه ونرغب بأن نصبح عليه.

ثالثاً يجب أن يتم دعم فكرة العمر الحر، ممارسة مهنة، أو حتى إقامة مشاريع صغيرة في بلادنا، لأنه وللأسف بسبب التوجه الحالي اصبح لدينا عدد كبير من حملة الشهادات دون تواجد فرص عمل، فاصبحت الشهادة بلا قيمة؛ في حين أنه لو كان هنالك فرص من طبيعة أخرى (مثل خمسات، ومستقل واينفاتو ... إلخ) فإن معظم الناس سيستطيعون الحصول على عمل وبالتالي تطوير حياتهم، دون امتلاكهم لشهادة جامعية.