واجهتني مشكلة في بداية شهر رمضان المبارك و عرفت بالصدفة أنها واجهت الكثير من الأشخاص لكنهم ببساطة لم يجرؤوا على التعبير عنها..

مفطر وصائم..منذ سنوات لم نكن نواجه هذا الأمر فالجميع ببساطة صائم في شهر رمضان المبارك عدا المسيحيين طبعاً و لذلك تقوم المطاعم بالإغلاق خلال النهار ويبدو من الغريب أن ترى أحداً يأكل في الطريق أو في مكان العمل ،على الأقل هذا ما كنت أراه في بيئتي المحيطة..

هذا العام والعام الفائت اكتشفت أن هناك الكثيرين ممن يسجلون أنهم مسلمون ولا يصومون لأنهم أصلاً لا يقومون بأداء أي شعيرة دينية أخرى ولا يلتزمون بأي أمر ديني آخر و يعيشون حياتهم معترفين أنهم مسلمين وفقط..يؤمنون أن هناك فروضاً لكن لا يؤدونها..

و غيرهم وصل لمرحلة أنكر فيها هذه الفروض أصلاً و أفطر عن سابق إصرار كما يقال و ربما يعترف بكل جرأة أنه لا يؤمن بهذه الفروض أو أنه ملحد ..

إلى هنا ...تظهر بكل وضوح قيمة الحرية ،فهم أحرار في أفعالهم ومعتقداتهم و إيمانهم وحتى ديانتهم التي يدينون بها و لا أملك أن أحاسب أحداً على أفعاله..

و فوراً تظهر أمامي قيمة الاحترام التي لم يتمتعوا بها ويحترموا صيام الأغلبية و يمتنعوا عن الأكل أمام الصائمين أو شرب المياه والقهوة والشاي بكل أريحية و كأن شيئاً لم يتغير و أن غيرهم صائم !!..

توقفت عدة أيام أفكر في كيفية التعامل مع هؤلاء..ثم قررت ألا أفعل شيئاً سوى البقاء مع الصائمين والانسحاب فور حضور الطعام و أنا أبتلغ غيظي منهم..

فماالأولى في مجتمعاتنا ؟..الحرية...أم الاحترام؟!!