السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

موضوع شغل تفكيري في الفترة الأخيرة و أود أن أناقشكم فيه، حتى أنني لم أدري في أي مجتمع أكتب هذا الموضوع لكني فكرت أن مجتمع الثقافة العامة هو الأنسب.

كنا نسمع عن ظاهرة عزوف الرجال عن الزواج لأسباب كثيرة أغلبنا يعرفها جيدًا. ولكن اليوم انقلبت الآية، أصبحت النساء هي من تعزف عن الزواج تحت مسميات الحرية و الإستقلالية و تكوين الذات و بدعوى عدم الإنقياد و التبيعة لأي شخص كان حتى ولو كان والدها. إن كانت الفتاة ترفض الزواج بينها و بين نفسها لأسباب معينة فهذه ليست هي المعضلة. المعضلة تكمن في الجهر علنًا بهذه الفكرة و ليس هذا فقط بل و محاولة نشر مثل هذه الأفكار بين أوساط الفتيات و الشابات. امتلأت مواقع التواصل الإجتماعي مؤخرًا بمثل هذه التراهات بشكل كبير جدًا بعناوين جاذبة للإنتباه مثل "ثُوري" و "ثورة نسائية" و "خلقت الثورة أنثى" وما إلى ذلك و مسميات كثيرة لا أذكرها حقيقة. جميعها تندد بحرية المرأة بالعمل و اللباس و السفر بحيث تنشر هذه الصفحات عبارات صريحة وواضحة لتغيير مفاهيم الفتيات الفطرية مثل (أنتِ لستِ تابع)، (كيف ترضين على نفسكِ خدمة ذكر حتى ولو كان والدكِ، أنتِ لم تخلقي لهذا)، (أنتِ كائن مستقل)، (أنتِ لستِ عورة)، (تحرري من هذا المجتمع الذكوري) ليس هذا وحسب بل و عبارات أخرى مُخلة جدًا والله إن حيائي يمنعني من كتابتها و نقلها لكم. طبعًا كل هذه العبارات مزودة بصور لنساء عاملات، أنيقات المظهر؛ فمن ينشر هذه الصور يعلم جيدًا أنها ستطبع في الذاكرة فترتبط الفكرة مع الصورة و هو شئ جاذب حقيقة.

الأمر هذا لا يضرني ولله الحمد على نعمة الإسلام الذي سترنا بالحياء. ولكن الأمر الذي أثار غضبي وصول هذه الأفكار ليد الفتيات الناشئات ليس الشابات العشرينيات فقط بل فتيات في المرحلة المتوسطة! والاتي بدأن بتبني هذا النوع من الأفكار! رحم الله عندما كٌنا في عمرهن لا نعرف من الإنترنت سوى "ألعاب الفلاش" أصبحن الآن بهذا العمر ينددن بالحرية و يتكلمن بأمور الزواج بألفاظ تخجل المتزوجة أن تتلفظ بها بلا خجل أو حياء.

جلّ اهتمام هذه الصفحات متركز بــ(انظري عزيزتي للمرأه الغربية التي تعيش بحرية).

عن أي حرية تتحدثون؟ أم أنكم ترون أشياء غير التي نراها؟ المجتمع الغربي تخلى عن الضوابط الإنسانية و الفطرة السليمة لدرجة جعلت الأب يعلم أن ابنته على علاقة غير شرعية و يشجعها على ذلك! لدرجة أن العلاقات المحرمة تُمارس من قِبل الفتيات القاصرات في قلب المدارس ينتج عنها حمل غير شرعي! هل تدري أن بسبب انتشار هذه الظاهرة انشأت الحكومات حضانات بجانب المدارس لاحتضان هؤلاء الأطفال بينما تكمل -الأم القاصرة- تعليمها المدرسي؟ أتريدون أن نصل لهذه الحالة؟ تريدون هدم القيم الأخلاقية و العمل على خراب لبنة المجتمع الأساسية -العائلة- أكثر من الخراب التي هي عليه؟ ضاربين بالتعاليم الإسلامية عرض الحائط!! تبًا للحرية و للتطور الذي أنساكم دينكم.