مرحبا هذه محاولات روايتي الاولى وهي تتحدث عن شاب صومالي اصيب بمرض الايدز............

APRIL’15’2015

هآ أنا الآن محاطُ بهذه الجدران،منبوذْ، مكرُوه، لا لا أعتقد أني اوقظ بهم شُعور الكُره، بل القرف والتقزز،أنا متيقن ان احساسهم تجاهي هو اقصى درجة للقرف،وأعتى مرحلهللنفور،لم أقابل بمثل هذا المقت يوما،يود الواحد منهم ان يحدق في عيني ويقول لي ببطئ شديد كي أتجرع مرارة هاته الكلمات حرفا حرفا.

_ليش ماتموت وتريحنا وترتاح.

ولكن لن يتجرأ احدهم وتسول له نفسه بالنظر في عيني، ناهيك عن تقريعي ولومي على ماخترفت!!

فأنا بالنسبة لهم مجرد لحم وعظام، سيتم دفنه ونسيانه عما قريب،فلم المجازفه وتبادل النظرات معي،فرب لمحهلوجهي تصبح كابوسا يؤرق نوم احدهم بعد مماتي.

أنا في نظرهم أقل منزله من الخنزير، مسخ ذو اربعة اطراف نجس الروح مبعثر الضمير،لعنه حلت بهم وامتحان لهم،فهم يؤمنون أني اختبار من الرب عز وجل، سلطني عليهم كي يمتحن صبرهم على الكربات،فاذا احب الله عبدا ابتلاه بالمصائب.. يرددون هذا الحديث في مجالسهم والمعنى أنا.

MAY’26’2015

تأتي الممرضه فتجيئني بالفطور،والغداء،والعشاء، ولا يدخل جوفي من هذه الوجبات الا الماء.

JUNE’1’2015

إني ممدود بهذا السرير للأسبوع الثالث،كجثه هامده أو كنبته وحيده تسقيها هذه الممرضه،لاحظت أنه هزلتْ جميع حواسي،فلا أسمع إلا آذان المسجد المقابل للمشفى،ولا انظر الا الى الماء الذي أشربه ثلاث مرات في اليوم.

JUNE’15’2015

كما يقولون إنها سخرية القدر،فهذه الممرضه من أجمل ما رأيت،بل هي أروع وأفتن امرأه رأيتها في حياتي؛التي هي عباره عن نوم وأكل وشرب ونساء. ولكن استحاله ان أقربها،او اغمز لها او تسول لي نفسي ان اخاطبها،اذا لغدوت أنجس من مشى على الأرض.

بعد شهر وأسبوعان، بدأت الممرضه في مكالمتي،تدعى آلاء، هي سورية من حوران، حوالي الست وعشرين من العمر يحيط بها هاله من الاعتزاز والثقه بالنفس شقراء متوسطة الطول لونها برونزي "لوني المفضل" صراحه أشعر بالخبث بعد هذه الكلمه ولكنها الحقيقه،لديها أعذب ابتسامة،بؤبؤ عينيها أخضر قاتم،أسنانها بيضاء كاللؤلؤ تحت عينها اليمنى ثؤلول صغير جدا؛ ولا يكاد يبين يتناسق مع غمازها عندما تبتسم ويالها من ابتسامه إنها سحر.

JUNE’18’2015

لا أدري،ولا اريد ان اتخيل كيف استقبلت امي نبأ ارتكاب ابنها الزنى،اي فاجعه هذه التي انزلتها على امي واي طعنه غمدته في قلبها البرئ،، كم انا نادم،ماهذا المصير! ليتنيضمن ركاب الطائره الماليزيه المختفيه او ضحية تفجير لتنظيم داعش،أقلها سأموت وسري معي.كيف سترد امي على شمت الشامتين،وكيف تحمي نفسها من رماحهم وسهامهم المسمومه،ماحيلتها حيال تفننهم في السخريه وفرحهم المكبوت الواضح للعيان. لو كان الخبر يختصر على امي وابي واخواني اذا لهانت الفضيحه؛ولكنه وصل الى مقديشو، بل عرضوه على قناة يونيفرسال تي في؛ القناه الوحيدة التي يتابعها كل الصوماليونفي جميع انحاء العالم،وبما ان المصائب لاتاتي فرادا؛قام احد الملاعين بارسال روابط حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصه بي الى مسئولي القناه!! ومن ضمنها حساب الانستغرام الذي لم انشئه الا لاحفظ فيه اسوء الصُور الماخوذه لي،كي ادرس عيوبها ولا يكرر من يقوم بتصويري نفس الاغلاط،سواء كانت العله في الزاويه الماخوذه للصوره او الاضائه او الكاميرا نفسها!! حفظت تلك الصور عند بدايات موقع انستغرام ، صادف ذلك اني كنت في معهد بروفلاش لتعليم التصوير الفوتوغرافي بجده؛فكنت متحمسا لاخذ الصور اينما كنت، وكنت حينها اخطط للاشتراك بمسابقة مصور العام؛ التي يقيمها المعهد كل سنه،احتليت المركز الثالث وربحت كاميرة كانون من نوع 18-55.هاهي نتيجة فعلتي الغبيه،من يحفظ اسوء صوره في موقع كالانستغرام،ومع اني لم اخبر لا انسا ولا جانا عن اسم الحساب المشئوم؛ الا انه الان بات معروفا في كل العالم،من اخبرهم؟؟ فعلا لا اهتم! اشعل ذلكغضبي وجعلني اتخبط في السرير كسمكة تم اخراجها من الماء،سمكه لاحول لها ولا قوه الا ان تستجيب لتفاعل جسمها بشكل لاإرادي،وبعد ذلك تتقبل مصيرها رغما عن انفها ، الا وهو الموت.

AUGUST’1’2015

يتوجب علي شرح كيف حدثت كل هذه الفوضى بالتفصيل، ولكن علي التكلم اولا عن ذلك اليوم المشئوم، فقبل اربعة ايام دخلت آلاء كالعاده لتقوم بروتينها اليومي، كانت الساعه الثامنه والربع،في ذلك اليوم انتابني شعور غريب مثل شعور تبدد الانفلونزا واحسست بقشعريره تسري في جلدي،السماء كانت ضبابيه،ومع ذلك كانت الشمس ترسل خيوطهامن خلال السحب.

_صباح الخير

_صباح النور

_كيفك،هلأ

_الحمدلله أحسن .

_معناتا مستعد تاكل افطار،يالله جبتلك بيض عيون وعصير برتأآن يالله اقعود وكل.

_طيب وين المويه عشان ارطب حلقي.

_المويه بعد الفطور مابجبلك مويه ازا مامسحت صحناتك.

_لكن...بس..بس...

_لاتقعد تبسبسلي افطور وعندي ليك خبر بعد شوي.

استغربت خبر؟ ومن اين اتى هذا الخبر؟.

_طيب.

حملقت فيها متأملا كالعاده.

احمرت وجنتيها وقالت محاولةً استعادة صرامتها؛

_ولك خلصني عندك دإيئتين وخرجت مسرعه.

أيقظ هذا الخبر الغامض شهيتي.... فأتيت على العصير بثانيه، والبيض .؟ التفت يمينا و شمالا وقمت بنفض الشراشف،وايضا قمت بالبحث تحت السرير ولم اجد بياض البيض ولا صفاره اين ذهب.؟ لا ادري!

بعد برهه احسست بكتله خفيفه في معدتي، عندها عرفت اني التهمت البيض بشكل اوتوماتيكي فشهران بدون طعام كافيه لعودة الشهيه كما كانت والتهام حوت باكمله.

عادت آلاء بعد ربع ساعه

_ماشاء الله،حأأت انجاز برافو.

_هههههه تسلمي

_هاي المي اتفضل

هممت بشرب الماء على عجل

_على مهلك شوي شوي

_الحمدلله

انتظرت ثانيه،اثنان،ثلاثه..

شعرت بالقلق ولم استحمل فقمت بالنحنحه

_دإيأه بشيل الاطباق.

قامت بحمل الاطباق وغادرت.

ويا ليل ماأطولك ،لم تعد آلاء،حسبت ان هذه خدعه دبرتها كي أأكلإفطاري.لالا آلاء ليست من تلك النوع من الممرضات،أو ان هذا الخبر مُصاب جلل لاتعرف كيف تعبر عنه.؟

أتت آلاء بعد ربع ساعه اخرى،دخلت الغرفه وقامت بقفل الباب بهدوء،اقتربت مني برويه،ونظرت مباشره في عيني، ثم ابتعدت وجلبت كرسي كان بجانب الباب،استغللت الفرصه واستنشقت عطرها الآسر،ولكن!

_يارامي في عندك ضيف بدو يكلمك.

_ومين هو؟

_مراسل لقناه

_اي قناه؟

_قناه صوماليه معروفه

اكتشفت فورا ان نظراتها عند وُلوجها الغرفه لم تكن نظرات هيام كما توهمت،بل كانت بادرة شفقه

هممت بالقيام ولكنها اصرت علي بالجلوس.

_وش يبون ذولي

_بدهن يكلموك مشان يكتبو تقرير عن تجربتك.

_قولي لهم اني مابغا ضيوف

_حاضر

عادت بعد عشر دقائق ولكن بطبيعتهاومن دون ان تتظاهر بالحنيه،،فهي لاتتقنها ،ولايعجبني تمثيلها ،خوفي من المستقبلهو ان يتكرر الموقف الذي حصل قبل دقائق ،ففي حين انها ارادت كسو نفسها بمعطف الحزنلتزف إليالخبر المشئوم، لبست ثياب الغرام من غير ارادتها،لدرجة اني اقتنعت انها الصياد وانا الفريسه.

8:40

_يارامي المراسل مصر انو يأآبلك،يؤول انوركب تلات رحلات بس مشان يشوفك!

_اقدر لو مجهودو لكن مالي نفس اكلم احد

قالت وهي تتنهد بارتياح وتبتسم ابتسامه خبيثه وقد لمعت عيناها.

_بس هلأ عم تكلمني

راوغتني ولم استطع الرد فورا،ارتبكت وقلت.

_اقصد اني عايدي بكلم الناس بس......

قاطعتني

_وهالمراسل من الناس!

جاوبت بسرعة البرق

_هو من الناس لكنو مراسل!!

رددت الصاع صاعين ، ثأرت لنفسي، لقد أعييتها جوابا.

انتظرت لبرهه وقالت بحزم

_بكيفك هاد قرارك ونت حر فيه.

نبرة صوتها لم يكن مطمئنا، فقدرت انها ترمي الى شئ آخر!، لم اجب عليها. قامت برزانهواقفلت الباب بهدوء.

عادت بعد