عندما تجمع المعلومات جهة ما فهي تخلق سوقاً لهذه المعلومات، الحكومات والمؤسسات تريد هذه المعلومات لأغراض مختلفة ولا يمكن الوثوق بأي مؤسسة، بل لا يمكن الوثوق بأن هذه المعلومات لن تقع في أيدي من يريدون الشر بك، هناك أمثلة مختلفة في أوروبا عن النازية وكيف استفادوا من جمع مؤسسات للمعلومات، مؤسسة في هولندا مثلاً كانت تجمع بيانات السكان لأغراض مدنية، وقعت هذه البيانات في أيدي النازيين واستطاعوا معرفة اليهود من بين السكان وترحيل من استطاعوا الوصول إليه.

من يضمن أن معلوماتك لن تصل إلى جهة تريد الشر بك؟ ما يحدث الآن في الشبكة يبدو بريئاً ولأغراض تجارية بحتة لكن سنودن فضح المؤسسات الأمريكية وتبين أن هناك حكومات تتجسس على شعوبها وشعوب أخرى، ثم تسريب أعلن أنه قبل أيام يفضح تعاون فريق برمجي مع مؤسسات أمنية مختلفة ومن بينها دول عربية، ما الذي يضمن أن هذه المؤسسات الأمنية لا تريد الشر بالناس؟ ما الذي يضمن أنها لن تستغل سلطاتها لظلم الناس؟

الاختلاف الفكري لوحده كان مبرراً لمؤسسات أمنية لكي تمارس القمع ضد أناس وجماعات، وقول أنك لا تملك شيئاً لتخفيه لن يجعلك بريئاً في نظرهم، مجرد علاقتك بشخص قد تؤدي بك إلى ملفاتهم لأنك شخص مشكوك فيه الآن، مجرد إعجابك بمؤلف أو كتاب قد يضعك في تصنيف لا يعجبهم ويجعلك محل شك.

كل هذا وأنت "شخص عادي" فما بالك من يمارس النشاط الفكري أو السياسي؟

مثال أخير، شخص ما سرب كلمات البحث على محرك AOL ومن خلال هذه البيانات المجهول أصحابها تمكن أناس من تكوين أنماط جعلتهم يعرفون من كان يبحث عن ماذا، فتصور أنك كنت تبحث عن كلمة إنجليزية لا تعرف معناها وهي في الحقيقة كلمة لفكرة أو شيء قبيح، قد تعود لك هذه الكلمة في المستقبل كدليل إدانة وهذه ليست مبالغة، هناك أناس فقدوا وظائفهم لمجرد اختلاف الآراء في فايسبوك.

يوجد لي مثال

انا من فلسطين و دائما يوجد مشاكل بيننا و بينهم و قبل عدة شهور تم ادانة و حبس عدة شباب من اجل تنزيل و كتابة على "الفيس بوك " لا تليق بالحكومة الاسرائيلية و .... الخ

وايضا صديق لي كاد ان يحاكم من اجل تنزيل صورة للنازية على "الفيس بوك " وهو يتعلم بجامعة اسرائيلية

هذا مثال بسيط عما يدور من التواصل الاجتماعي و كلنا مراقبون من المخابرات الاسرائيلية و الامريكية وخصوصا من " الواتس اب " لما لا يعلم

ماذا تقولون .....!؟

أنت مخطأ تماما في هذا فبسبب البيانات الكبيرة و لد علم التنقيب عن البيانات و تم تطوير خوارزميات للبحث و التحليل و إيجاد الأنماط في البيانات الضخمة فلهذا مهما كان حجم بياناتك صغيرا في هذا البحر الكبير من البيانات فإنه سهل جدا جمع معلوماتك و تحليلها و معرفة أنماطك و تحليل شخصيتك.

اكثر ما اتعجب منه هو اين تحفظ هذه البيانات الضخمه واللتي تنمو كل عام بشكل كبير

نعم يمكن استخدام هذه البيانات لقياس الرأى العام و توجهاته فى منطقة معينة عبر تحليل هذه البيانات, و استخدامها كمعلومات مخابراتية.

صدقني لا نتعامل مع القش في هذا العصر، البشر يستخدمون الحاسوب في تسهيل الامور الصعبة أو التي تكاد تكون مستحيلة. ببعض الخوارزميات سأتي بك من كومة القش وبكل شيء يتعلق بك. ميزة الكثرة لا تُغني عنك شيء هنا.

على كل حال اعتقد ان كثرة الحديث والاهتمام بموضوع الخصوصية شي ايجابي جدا ويعلمنا ان نحرص على عدم مشاركات معلومات قد تضرنا

نعم إذا كنت تود أن تسبب كارثة للغرب و عملائه ، فعليك بالحذر على بياناتك

ألا تخاف أن تضع صور زفافك بموقع رفع ويتم ابتزازك بها؟ ابتزاز لإتمام عملية غش أو باستغلال منصبك؟

ألا تخاف أن يتم سرقة معلوماتك البنكية وتنشر على المواقع؟ أقصد كمواقع التسوق ويتم حفظ بياناتك ويتم اختراق الموقع؟

مابك يارجل هذه أسرار و معلومات شخصية لن ترغب أن تنشر للعامة

طبعا يجب القلق على الخصوصية، لأنك لا تدري متى و من قد يستعمل تلك المعلومات الشخصية ضدك

تجربة هل تم حظري