لماذا نتعامل مع الفنانين كأنهم ملكية عامة؟

بالنسبة لي لا اتعامل معهم كذلك بصراحة، بحكم عملي وخصوصاً أثناء فترة مقابلات التبرعات أنا اقابل الكثير منهم ومن لاعبي الكرة والمغنيين وكان آخرهم أحمد كامل، ولا أذكر أنني في مرة طلبت من أحدهم صورة أو رقم أو توقيع، ولا أعرف لماذا قد أطلب ذلك أساساً.

بالنسبة لموقف أحمد عبد العزيز أنا لا الومه، هو له حريته وله وقته، وهو لم يبادر بالإساءة بل كان تصرفه رد فعل فقط لذلك لا أرى أنه أخطأ

بالعكس يا جورج، الفنان عليه جزء من المسؤولية تجاه جمهوره، خصوصًا في مواقف بسيطة زي السلام أو الابتسامة، هيخسر إيه! ماطلبش يحضنه أو يشيله! المعجب اللي مد إيده شايف اللحظة دي حلم أو فرصة حياته.

تصرف صغير زي المصافحة أو كلمة ودودة مش هيكلفه حاجة، لكنه ممكن يغيّر يوم أو حتى حياة شخص.

المشكلة تكمن في المهنة نفسها، حيث يبحث الجميع عن سبب لإثارة ضجة إعلامية. لا يمكنك توقع بدقة ما قد يفعله معجب مهووس. ومسألة الإعجاب بحد ذاتها موضوع للدراسة، وكما أشير دومًا، أن طبيعة العلاقة تقوم على التوقع؛ نضع تصورًا للطرف الآخر ونتفاجأ عندما نقابل رد فعل مختلف. وقد تجد ما يسمونهم فنانين قد فقدوا شريحة كبيرة من متابعيهم بسبب فعل عفوي قاموا به أو دعموا قضية ما، والعكس صحيح، وقد تصل الأمور أحيانًا إلى محاولة اغتيال.

مخنا ينتج العديد من الهرمونات، وأشخاص مثل هؤلاء يعانون من تقلبات مزاجية يحاولون دومًا التعامل معها بذكاء. قد تكون المصافحة غير مبرمجة، والوقت ثمين، وربما قام بحسبة سريعة في تلك الثواني المعدودة عن ما قد ينجر من تلك المصافحة وقرر تجاهلها.

هناك ضريبة يجب دفعها؛ فمثلًا، مايكل جاكسون لم يكن يستطيع الذهاب إلى السوبر ماركت دون إحداث ضجة. عند التعامل مع جمهور يجب أن تكون حذرًا. خصوصا مع إعلام متحيز ويمكن شراؤه.

أفهم مبدأ احترام المساحة الشخصية وهو أمر لا خلاف عليه، لكن المشكلة هنا أن الفنان الذي تتحدث عنه لم تعد مبرراته مقنعة لدى كثير من جمهوره، لا بسبب هذا الموقف وحده، بل بسبب تكرار تصرفات مشابهة أساءت لصورته، فسبق أن انتشر له مقطع وهو يرفض مصافحة أحد الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل فظ وصادم، كما أن الفيديو الأخير واضح جدًا في تجاهله المتعمد للشاب، كان يراه بوضوح ورفض أن يمد يده دون أي تفسير.

والأمر الذي يثير الاستغراب أكثر هو أنه في مقاطع أخرى يظهر وهو يصافح نساء دون أي تردد، ما يعني أن المسألة ليست مسألة مبدأ ثابت، بل انتقائية تفتقر للوضوح أو الذوق العام، وأيضاً برأيي الفنان ليس شخصًا عاديًا من حيث التأثير فصورته وسلوكه يراها جمهور واسع وقد يعتبره الصغار قدوة أحياناً، والكلمة الطيبة والتصرف اللطيف لا تكلف شيئًا لكنها تترك أثرًا طيبًا يدوم.