حديثي في هذا المقال حول أسخف لفظة ربما يقولها إنسان وهي «حضرتك»، وفي الحقيقة فإن الموضوع هذا أتفه من أن أتحدث عنه أو ألقي له بالًا، لكن بسبب ما زاد من الناس من تقديس لهذه اللفظة الساذجة، وجب أن نبين حماقة تلك الفئة وتلك الكلمة. أحبتي، هذه اللفظة لها من القصص والمواقف معي ما الله به عليم، وجميع من تعرضت معهم من مواقف حول هذه اللفظة يفترض أنهم ذوو علم، ولكن من المؤسف أن علم الإنسان وثقافته إن لم يساندهما العلم الشرعي الرباني، فسيدخل الإنسان في جملة عظيمة من المغالطات وضلال القول، كما ذكرنا ذلك في الموضوع الذي كان بعنوان «كيف تصبح عالمًا وأنت من أجهل الناس». ارجعوا واقرأوه، ففيه الكثير من الفائدة حول الكبر وتأثيره على علم الإنسان وفكره، فالعلم الشرعي، أحبتي، هو ركن العلوم وضابط لأي علم وفكر، فبدونه يهوي الإنسان في ضلال فكري في ظلمات بعضها فوق بعض، وربما دون وعي منه، كما سأذكر لكم قصة حصلت معي شخصيًا مع دكتور في الجامعة التي كنت أدرس فيها. كان أول لقاء لي به في هذه السنة الأولى، وحينما رأيته وتحدث معنا، علمت طينته وتوسمت فيه الكثير من الخلل من تعجرف وكبر وعدم قبول أي نقد، ولا يحب أن يظهر أنه مخطئ حتى لو كان كذلك، وأنه ممن يستعمل سلطته ومكانته في الخوض وراء شهواته الصبيانية، وقد كان، وصدق توسمي فيه، فقد بدأت تظهر به مع مرور الوقت كل ما توسمته فيه. ولكن أكثر ما كان يزعجني في هذا الإنسان هو تخبطه في الدين، من ترحم على الكفار وتحليل الأغاني وعدم رؤيته لفرضية النقاب وغيرها الكثير. لماذا ذكرت ذلك الجانب به؟ لأننا ما نحن بصدد التحدث عنه حول لفظة «حضرتك» قد تخبط بها حتى سبَّ الله تعالى دون وعي منه، وهذا ما يقع من أي إنسان دون استثناء أحد ممن يقدس تلك اللفظة السخيفة. ربما الكثير منكم قد تعجب كيف سبَّ الله من خلال تلك اللفظة. أحبتي وقرائي الكرام أينما كنتم، ربما الكثير منكم رأى تلك الفئة من الأشخاص الذين يقدسون تلك اللفظة بشكل مبالغ فيه، حتى رُسخت في أذهانهم أنها معيار للاحترام، فهذه لفظة خبيثة، وسيتضح ذلك خلال طيات موضوعي هذا، وأكثر من يقدس تلك اللفظة هم أصحاب المناصب والمكانات التي يهيئ لهم أنهم أفضل من كثير من الناس وأنهم متميزون عنهم، ولا شك أن هذا من عمل الشيطان، لأنه لا فرق بين شخص وآخر إلا بالتقوى، فهي المعيار الوحيد الفيصل بين الناس وليس المناصب أو المكانات. وهذا الدكتور الذي حدثتكم عنه أحد أولئك الذين يقدسون تلك اللفظة، حيث كان يقيم الدنيا ولا يقعدها بكل ما تحمله الكلمة من معنى إذا أخطأ شخص وقال له «أنت» بدلاً من «حضرتك»، لتجده وقد تحول قائلًا: «أنت؟! اسمها أنت! اسمها حضرتك»، ويبدأ بالسخرية من الشخص هذا واحتقاره، بسبب ماذا؟ بسبب أنه قال له «أنت». ووالله لو رأيتموه لظننتم أن أحدًا سبَّه، وهذا ما حدث معي على مدار سنين الجامعة، فعندما تحدث معي ذات مرة ومرت أن قلت له «أنت» بدلاً من «حضرتك»، حتى بدأ في إعطائي محاضرة حول الخطأ العظيم الذي ارتكبته عندما قلت له «أنت»، ومن وقتها وأنا لم أتحدث معه قط، وكنت أبغضه جدًا، لأنني كنت أرفض قول هذه اللفظة الخبيثة، ولم أكن أرضى بقولها لعدة أسباب، ربما لو ذكرتها له، بدون مبالغة مني، ربما جعلني أرسب في سنين الدراسة، ولا أستبعد أنه يقرأ الآن كلماتي وقد ملأ قلبه الغيظ لكلامي هذا، ولا يعلم هذا الإنسان، أصلح الله قلبي وقلبه، أن هذه اللفظة غير سوية أصلًا. وقبل أن أوضح لماذا، دعوني أتحدث عن شيء. عندنا في مصر، يمر الإنسان بمراحل تعليم وهي ابتدائية، ثم إعدادية، ثم ثانوية، ثم جامعية، ونبدأ بعدة أشياء هي عند البعض صحيحة وعند البعض خاطئة، لكن مع مرور تلك المراحل تتغير، منها مثلًا أننا نسمي عندنا المعلمة في المرحلة الابتدائية «أبلة»، ثم نكبر لننتقل للمرحلة الإعدادية، ليقال لنا إن لفظة «أبلة» خاطئة وتعني أحمق، بغض النظر عن معنى الكلمة صحيح أو لا، لكنهم يبرمجوننا في الإعدادية أنه لا يجوز لنا قولها، وإنما نقول للمعلمة «ميس» وللمعلم «مستر»، ونفس تلك اللفظة تستمر في المرحلة الثانوية، وهذا بغض النظر عن أصل تلك الألفاظ ومعناها. ثم تأتي المرحلة الجامعية والتي تم استبدال لفظة «ميس» و«مستر» إلى «دكتور»، وأيضًا بغض النظر عن معنى كلمة دكتور وأصلها، ولكن ما أريد أن ألفت نظركم حوله، أحبتي، هو بقاء اللفظة ثابتة في كل مرحلة، رغم أن كل المدرسين الذين في مرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية قد مروا بمرحلة الجامعة، فتلك من المفارقات الغريبة. ونقطة أخرى، وهي طرق برمجة عقولنا على أشياء دون أن نقف لحظة عندها، ففي كل المراحل دون المرحلة الجامعية، كنا نقول للمدرس أو المدرسة «أنت، أنتِ» بدلاً من «حضرتك»، وما كنا نسمع بتلك اللفظة إلا قليلًا حتى دخلنا الجامعة، ووجدنا أن قولها مثل الفرض عين على كل شخص. وهنا نلاحظ أن هذا الدكتور الذي حدثتكم عنه قد مر بمراحل التعليم تلك وكان يقول «أنت» بدلاً من «حضرتك» حتى دخل الجامعة وتم برمجة عقله أيضًا، وربما ولا شك في ذلك أن دكتورًا فعل به ما فعله هو معي، كونه حريص جدًا على هذه اللفظة دون أن يعرف معناها أو أصلها. ووالله لو سألته ما معنى تلك اللفظة وما أصلها، لن يعرف. ربما يتعجب البعض مني كيف أقسم على شيء يظل محل ظن لا أكثر، والإجابة، أحبتي، ببساطة أنه لو علم معنى وأصل لفظة «حضرتك» ما قالها ولا قَبِلَ بها أو قدسها هكذا. وحتى لا تتوهوا من بحور كلماتي، دعوني أشرح لكم هذه اللفظة وأصلها. والحقيقة فإن هذه اللفظة، أحبتي، ليس لها معنى على هيئتها تلك، فلو تأملناها لوجدنا أنها مشتقة من فعل «حضر»، والحضور معروف وهو نقيض المغيب، ثم قام المحدثون بإضافة ضمير الكاف لهذا الفعل مع تخصيصها لك بتاء المذكر، وقالوا «حضرتك»، أي أنت حضرت. وأرى أنه من الغباء المركب استخدامها في حواراتنا، كقولنا على سبيل المثال لا الحصر: «حضرتك قلت كذا..، حضرتك متى سيكون كذا.. إلخ». ومن عنده قليل من العلم والفكر السليم، لوجد أن المعنى غير سوي تمامًا في كل الجمل التي تدخل فيها تلك اللفظة، بل إن من المضحك أننا لو قلنا مثلًا «حضرة الرجل»، فمعنى ذلك، كما قال الجوهري: «قربه وفناؤه». ربما الآن قد اتضحت الصورة وأصبحت سهلة على الجميع تداركها وفهم الخلل في تلك اللفظة بسهولة. والآن دعوني أخبركم بأصل تلك اللفظة ولماذا قلت إنها خبيثة. كلنا نعلم، أحبتي، أن هذه اللفظة هي لفظة محدثة، فلو نظرنا للأزمنة الأولى، لن نجد لها أي أثر، فمنذ أن خلق الله آدم وحتى مبعث النبي صلوات ربي وسلامه عليه، بل وتاريخ التابعين وتابعي التابعين وتاريخ الأمم السابقة، لم يرد أي أثر لاستعمال تلك اللفظة. والسؤال هنا، أحبتي، ما أصل تلك الكلمة إذن؟ لو تتبعنا التاريخ، لوجدنا أن أول من استعمل هذه اللفظة هم الصوفية، تلك الفرقة الضالة، وقد نبعت تلك اللفظة من غلاة المتصوفة، فتلك الفرقة تدَّعي، وهذا كلام باطل، أن هناك أربعة أقطاب يديرون الكون، نعوذ بالله من هذا الفكر المنحرف، ويقولون إن تلك الأقطاب الأربعة تدير الكون بكل ما تحمله الكلمة، فيرزقون ويمنعون ويهبون، وهؤلاء الأقطاب الأربعة هم بشر مثلنا وهم: الجيلاني، الرفاعي، الدسوقي، البدوي. ولكن ما دخل ذلك بمقالي هذا؟ أحبتي، تلك الأقطاب الأربعة يجتمعون في مجلس لهم ويدَّعون كذبًا أن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر هذا المجلس، فيقولون: «حضرة النبي معنا» في هذا المجلس، وتجدهم في حديثهم دائمًا يقولون «حضرة النبي» وليس «سيدنا محمد/ النبي». ومن هنا بدأت تلك اللفظة تشق طريقها بين عوام الناس حتى عمت بينهم على أنها كلمة تشريف، لأنهم نسبوها للنبي صلى الله عليه وسلم بقولهم «حضرة النبي»، فأصبح استخدامها يدل على احترام من أمامك واحترام مكانته قياسًا على مكانة النبي صلى الله عليه وسلم. وكما أوضحت سابقًا أن معناها غير سوي، نستطيع الآن أن نضيف ونقول إنها تدخل في باب البدع المحدثة، ومن هنا يتضح لكم خبث تلك اللفظة من أصلها ومنبعها. هل وصلت؟ أتمنى ذلك. وبعد أن أوضحت لكم معناها الغير سوي وأصلها الخبيث، نعود لسؤال طرحناه سابقًا، وهو: كيف سبَّ الدكتور الذي يقدس تلك اللفظة، ومن على شاكلته، الله عز وجل من خلال تقديسه لتلك اللفظة ودون أن يعلم؟ وحتى لا أطيل في هذه النقطة، فهذا الدكتور سبَّ الله عز وجل باحتقاره وكرهه وتقليله من شأن الضمير «أنت». كيف ذلك؟ هذا الضمير، أحبتي، هو ضمير عظيم الشأن، عزيز، لأن الله عز وجل نسبه وارتضاه لنفسه في كثير من المواضع في القرآن، فنحن نقول لله عز وجل «أنت»، وجميع الأنبياء نقول لهم «أنت»، وكذلك هم يقولون لله «أنت»، فما نُسب لله والأنبياء يصبح بذلك مصدر تشريف عظيم للإنسان. وإليكم حزمة مكثفة من الآيات التي نسب الله لنفسه فيها الضمير «أنت» ونسبه لبعض أنبيائه:وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ «أَنْتَ» السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ «أَنْتَ» التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (البقرة: ١٢٧-١٢٨).قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ «أَنْتَ» الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (البقرة: ٣٢).رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ «أَنْتَ» الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (البقرة: ١٢٩).رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ «أَنْتَ» الْوَهَّابُ (آل عمران: ٨).وعلى لسان مريم عليها السلام: رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ «أَنْتَ» السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (آل عمران: ٣٥).أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ «أَنْتَ» عَلَّامُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ «أَنْتَ» الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (المائدة: ١١٦-١١٧).إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ «أَنْتَ» الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (المائدة: ١١٨).قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ «أَنْتَ» الْأَعْلَى (طه: ٦٨).الخ من الآيات الكثيرة التي لم نذكرها، هذا كله غير السنة. فهل هناك أكثر تشريفًا من ذلك بعدما اختاره الله على نفسه والأنبياء بينهم؟ أظن الآن قد اتضحت الصورة بشكل كامل بلا غبار. فخذوها قاعدة: أي شيء ارتضاه الله على نفسه وبين أنبيائه، ثم يأتي إنسان لا يفقه ما يقول ويتنقص من هذا الشيء، مثل تنقصه من الضمير «أنت»، فهذا قد سبَّ الله، والسب في اللغة، أحبتي، هو التنقص. فليحذر الجميع من التطاول على الله، نعوذ بالله من أن نشرك به بما نعلم، ونستغفره لما لا نعلم، وفقني الله وإياكم لكل ما يحب ويرضى.
حضرتك: لفظة خبيثة أم معيار احترام؟
1- أشكر لك غيرتك
2- الكتابة كثيرة وفوق بعض .. فلو فصلت كل سطرين بنقطة وسطر جديد أو وضعت عناوين .. لأنني تعبت وأنا أقرأ :)
3- ملاحظتك مهمة وجديرة بوضعها حيّز التنفيذ لأن ألفاظ العقيدة لابد من الحذر في إطلاقها
4- ليس من الصواب الأخذ بلوازم قول الشخص .. لأنه في العادة لا يتلزمها .. فلا أرى مسلمًا يتقصد سبّ الله عز وجل .. وإن كان في قلبه شيء من الكبر .. فتلك من كبائر الذنوب .. لكن أكثر الناس لا يوصلهم كبرهم لسبّ الله تعالى ..
فأرى أن تخفف حدتك .. وان تنبّههم برفق .. قل كلمتك وامش .. وربنا اللي يحاسب .. وعامل الناس كأنهم مرضى
الكتابة كثيرة وفوق بعض .. فلو فصلت كل سطرين بنقطة وسطر جديد أو وضعت عناوين .. لأنني تعبت وأنا أقرأ :)
سنأخذ ذلك بعين الاعتبار في المرات القادمة إن شاء الله.
ليس من الصواب الأخذ بلوازم قول الشخص .. لأنه في العادة لا يتلزمها .. فلا أرى مسلمًا يتقصد سبّ الله عز وجل
يبدو أن عدم الفصل بين فقرات المقال جعلك لا تركز على ما طرحناه، وفقك الله. فنحن لا نتحدث عن أقوال الناس عامة، وإنما عن فئة محددة، وهم من يقدسون تلك اللفظة غير السوية المعنى ويقللون من الضمير (أنت). فتلك الفئة، بعد تنبيهنا لخفايا ذلك الأمر ومآلاته، إن أصرت على الاستمرار في ذلك، فإنها تدخل في سب الله، كما لو أنك نبهت إنسانًا وقلت له: لا تقل مثلًا "نهار أسود"، لأن الله قال: "يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر". فيُعذر الإنسان بالجهل حسب المكان والزمان في أمور معينة فقط، أعتقد أنها اتضحت الآن.
تعرف عمر، أنا من جيل حضرتك، وشكرًا جزيلًا على أقل الأفعال والمساعدات، هذه الكلمة ليس بها أي تصنع ولا تكلف، هكذا تعلمنا أن نحترم من هو أكبر منا مقاما وسنا، وغالبا نقولها بنوع من الاحترام الخاص، دون أن يطلب منا ذلك، فلقد حمّلت الكلمة أكثر من حجمها، فلا هي كلمة خبيثة ولا سيئة نحن من نسيء دوما الاستخدام، فلا تلقي مساوئنا كبشر في استغلال السلطات والمناصب، على كلمة لا حول لها ولا قوة
قرأت المقال كاملا، ووفقت عند نقطة محددة، المشكلة باختصار ليس بالكلمة المشكلة في البشر أنفسهم، لذا الأحق بالنقد السلوك نفسه وليس كلمة بعينها
لذا الأحق بالنقد السلوك نفسه وليس كلمة بعينها
وهذا ما فعلته أصلح الله قلبي وقلبك، فقد كان حديثي يتمحور حول تلك الفئة من الناس الذين يقدسون تلك اللفظة ويقللون من شأن الضمير (أنت)، ولا يقبلونه رغم أن الله ارتضاه علي نفسه، فقد كان نقدي كاملا عن فِعل تلك الفئة من الناس مع بيان سخافة فِكرهم بالإضافة لمعني اللفظة الغير سوية التي يقدسونها ومآلات أفعالهم تلك.
التعليقات