في رأيي الشخصي انها مقامرة بين الطموح والاغتراب. انها ليست مجرد فرصة دراسية، بل تجربة تُعيد تشكيل الفرد على مستويات متعددة. فهو رحلة تحمل في طياتها الطموح والتحديات، وتضعك أمام مسؤولية مضاعفة: أن تكون سفيرًا للعلم والمعرفة، وأن تبني جسورًا بين الثقافات، مستفيدًا من الحكمة التي لا تمنحها الكتب وحدها.
لكن مع هذا الطموح، تأتي الغربة كاختبار حقيقي للذات، مرآة تعكس حقيقتك، فتكتشف جوانب لم تكن تدركها من قبل. قد تعود من التجربة أكثر نضجًا وقوة، أو مثقلًا بأسئلة جديدة عن الهوية والانتماء. فالبعثة مقامرة بين المجد والتحدي، حيث لا ينجح فيها إلا من يفهم أن العلم ليس مجرد شهادة، بل مسؤولية تجاه العقل والروح والمجتمع.
ستدرك هناك أن المعرفة ليست فقط فيما تتعلمه، بل فيما تعيشه؛ في لحظات الشك التي تجبرك على إعادة تعريف ذاتك، وفي المحاولات الفاشلة التي تصقل صبرك، وفي كل لقاء مع فكر مختلف يوسع أفقك. الابتعاث امتياز، لكنه أيضًا اختبار لقدرتك على التأقلم، والتعلم، وتحويل التجربة إلى بصيرة تقودك إلى أفق جديد. فإما أن تعود قائدًا بفكر متجدد، أو غريبًا حتى عن وطنك، لأنك لم تعد الشخص ذاته الذي رحل.
التعليقات