أين اللَّهُ مِنك ؟!
حصار لا حدود له، وأسئلةٌ لا مُتناهية الحدود مع النفسِ، وكلماتٌ نقولها ولكن لا نَستّشعر معناها؛ اليوم قررت عمل خطة للخروجِ بأكبر قدر مِنْ الإستفادة بوقت فراغي..وأمس نظمت جدولاً مُحكمًا لردع نفسي ولومها عندما تُخطئ، ومنذ عدة أيام وضعت قائمةً لتنظيم عاداتي وعباداتي ولا سيما جدول حفظ جزئين مِنْ القرآن هكذا تسري أيام أجازتي!
تمهل !
ليس هذا ما أُريد سماعه، ولكني أُريد معرفة وجود اللَّهُ بَين ثنايا روحك، أُريد التأكيد على صحةِ التسليم وعلو مقام اللَّهِ داخل قلبك! هل تعي ما أقوله؟ حسنًا إليك سؤال آخر؛ لنفترض أنك تقوم بعمل ترتيب لأولوياتك وهذا العمل شامل لجميع ما تَكِنهُ نفسك.. قُل لِيِّ أين اللَّه مِنْ هذا ؟!
كفى؛ أسمعك تقول الآن يا هذا أنَّ سؤالك إجابته بالتأكيد ستكون أنَّ اللَّه دائمًا في مقدمة حساباتي وإني مِنْ دونه عدم !!
لا تخف، ولكني أقول لك أنك كاذبٌ وأنَّ ما تقوله ما هو إلا عبارات ترددها بلا معنىٰ وأنكَ تعي الآن ما أقوله لكنك تنكر وتكابر وتظن أن ترديد الشعائر سيشفعُ لكَ.. يا مسكين قف الآن وراجع وجود اللَّهِ بقلبك وليس بقوائمك، راجع وجود اللَّهِ في خلواتك..راجع وجود اللَّهِ في باطنك وسرك وليس فيما ظهر مِنك.!
عزيزي؛ نحن في غفلةٍ وهذه المرة غفلةٍ متنكرة تظن بجهلك أنك صالح وأنت مستورٌ يا مسكين، وإذا كُشف عنك الستر لوليتُ هاربًا مِنْ عظيم ذنوبك.
والآن لستُ بحاجةٍ إلى ورق كي تعيد بناء جدولك، كما أنك لستُ بحاجةٍ إلى كومة مِنْ الإنجازات كي تصير تقيًا، لكنك بحاجةٍ إلى قلبك.نعم عزيزي أنت بحاجةٍ إلى قلبك فقط.
إذا كانت تلك المُضغة الصغيرة الكامنة خلف أضلعك تمتلئُ بالله ورضاه وحبهُ والخوف مِنه..فهنيئًا لك لقد فزتُ ورب العباد.
عندها فقط ستصبح في غنى عن هذه الدنيا وستنعم بنعيم الرضا، وقتها سيحاوط قلبك السلام ويغلفُ عملك التوفيق، ستجد نفسك تجتهد مِنْ أجل الفوز بالآخرة وستزهد بكل ما يربطك بتلك الدنيا الفانية.
اللهم لا تحرمنا مِنْ حبك وتوفيقك ونعمة سترك ورضاك ونعمة اللجوء إليك
#فاطمة_شجيع
التعليقات