في كتاب المثقفين تقول سيمون دي بوفوار "سواء كذبنا أو لا فالحقيقة لا تقال أبدا" وعند تأملي في هذه المقولة وجدت أنه في كثير من المواقف لا نقول الحقيقة -بشكل كامل- ونحاول تجميل الكلام بقدر المستطاع فلا أحد يقول لمديره رأيه فيه بشكل حقيقي كامل لو سألنا عن رأينا في طريقة إدارته مثلا. ولا نخبر صديقنا برأينا بكل صراحة لو عرض علينا آخر أعماله الفنية أو طلب رأينا بمشروع تخرجه، فلا أحد يخبر الحقيقة كاملة بل يتم تجمليها بشكل ما على أساس أن هذا من باب الدعم، بالإضافة إلى تبرير غريب يتم تداوله وهو الكذبة البيضاء! بشكل عام عن نفسي أتفق مع المقولة وربما هذا هو الحقيقة، ولكني لا أنفي أنه في بعض المواقف لا يمكن قول الحقيقة كاملة فما الذي يجعلنا لا نقول الحقيقة -بشكل كامل- برأيك؟
"سواء كذبنا أو لا فالحقيقة لا تقال أبدا" ما الذي يجعلنا لا نقول الحقيقة -بشكل كامل- في العديد من المواقف؟
ربما الحقيقة كاملة هل التي لا تقال أبدًا، لكننا إن صدقنا فبالفعل نعرض جزءً من الحقيقة، لأن في رأيي الحقيقة الكاملة تُطلب، لا تُقال، مراعاة لمشاعر الآخرين.
ففي مثال الصديق عن رأينا في عمله الفني، فنحن نخبره بالإيجابيات، وهذا جزء من الحقيقة، ولا يمكن أن نقول السلبيات إلا حينما يصر، فهو في طلبه الرأي كان يراه عملًا يستحق العرض على الآخرين، فهو يود إذًا معرفة هل رأينا إيجابياته أم لا. لكنه إن أراد نقدًا فسيطلب منا أن ندع الإيجابيات ونتحدث عن السلبيات.
التعليقات