الفرد الذي يستفاد من موارد بلده كثيراً، ألا يجب أن يُجبر على التطوّع فيها أو تقديم قيمة لها؟ ولماذا؟

هو يرى بأن فكرة العطاء يجب أن تكون تطوعية وفكرة الدعم هي الالزامية؟! 

و لماذا لا يكون العكس؟ أعتقد أن هذا الأمر تطور فقط في البلدان العربية لأنهم وجدوا العديد من الخدمات المجانية و إعتادوا عليها لدرجة أنهم أصبحوا يرونها أنها إلزامية، و لكن في الأخير تبقى مساعدة من الدولة فقط، و لو نرى أغلب البلدان المتقدمة فهم لا يتخذون هذا المنهج بل كل خدمة بحقها من المال.

ولكن رغدة، المواطنة الصحيحة المطلوبة، هي تعاقد اجتماعي، وشراكة نفعية متبادلة بين الدولة والمواطنين، هي عليها التسيير والتنظيم وتوزيع الخيرات بالعدل، وحفظ النظام والسهر على تطبيق القانون، بحيث يكون فوق الجميع. وعلى المواطنين الإسهام في إنجاح المشروع العام بكل السبل المتاحة لهم.

تخيلي أنه لم يعمل مثلًا، كان سيبيت في الشارع، ولم يكن لينال قوت يومه. 

هذا يحصل في الدول القائمة على الاستبداد، لا تعترف بحقوق المواطنين، وما وجودهم إلا لخدمة الدولة، في حين أن العكس هو الصحيح في إطار تشاركي نفعي متبادل، وهذا نموذج يفتقر للمواطنة العادلة الصحيحة والصحية.

لا يوجد أي سياسة برأيي هدفها إفقار الفقير، بل على العكس تماماً ما نراه في البلدان النامية

ليس الهدف المراد تحقيقه هو إفقار الفقير ولكن نهج سياسة غير اجتماعية مثلا :

- نزع الدعم المالي عن المواد المعيشية الأساسية أوعدم تغطيتها من الأصل.

- زيادة الأسعار في المواد الرئيسية للمعيشة.

- تفويت قطاع التربية والتعليم للخواص.

- تفويت القطاع الصحي كذلك للخواص.

وغير ذلك من السياسات اللاشعبية.

نراها تسحب من المواطن الغني لتزيد المواطن الفقير (وهذا بالمناسبة حل مغلوط)

أكيد مخلوط، ما عليها سوى أن تقوم بإصلاح التعليم وجعله منفتحا على سوق الشغل، وتوفير وظائف مناسبة للخريجين، والاهتمام بالمرافق العمومية وجعلها في خدمة الشعب.

التربية بالقدوة هذه لا تنفع مع بعض الناس فأنا سمعت بأذني مرة يقول شاب لامه بعد أن قالت: أخوك اشتغل وأنت متى تدرس أو تشتغل؟ - قال: ألا يكفي هو؟!.

هذا في رأيي مردُّه إلى نقص في التربية على المسؤولية والتعاون والتضامن.

وهذه النماذج موجودة بكثرة في المجتمع، حيث يُغلب الآباء على أمرهم، وينفلت زمام تربية الأبناء من أيديهم، لأسباب كثيرة.

لا أعلم من أين تأتي بمعلوماتك عن كونها رمزية أو غير رمزية بالنسبة لمن؟ لك! أم لعامة الشعب الذي أغلبها يدفع ضرائب على طبق فول! وعن تأكيدك "بلا" عن شاب لا يدفع الضرائب وكأنك لديك معلومات لا يمتلكها عن نفسه، ثانيا أرجو أن تقوم ببحث بسيط عن الضرائب الغير مباشرة التي نقوم بدفعها على منتجات أو ضريبة القيمة المضافة أو ضرائب الدمغات أو ضرائب المرتبات والدعم الاجتماعي، ثالثا كون تجربتك الشخصية وخبراتك لم تتيح لك رؤية كافة جوانب الضرائب فلا أرى من المنطقي أن تعممها على دولة كاملة ما بالك بمنطقة عربية ككل.

وفي النهاية لا أعلم لماذا ترى الدولة كأم أو أب تعطي بلا مقابل، وتطالب في النهاية أن يكون الشاب وماله وعلمه للدولة وكأنها تمن عليه بحقوقه، أعتقد عليك إعادة النظر في الأمر والنظر للواقع الحقيقي لكل ما يقدمه الشباب وما يتم تقديمه لهم وعن فرصه للحياة في دولتهم ثم طالبهم كيفما تشاء.