قد تستغرب أحيانا، حينما تجد نفسك تتصرف بتلقائية حينما تكون بمفردك، لكنك تصبح شخصا مختلفا في وجود الناس.

يمكننا أن نرى كيف يمكن الشعور بالتأثير بشكل مكثف للغاية؛ و سنستعين في ذلك بقضية "المتلصص" الشهيرة؛ تخيل أنك تنظر من خلال ثقب المفتاح إلى شخص آخر . في هذا السيناريو، لا يعرف الشخص الآخر أنك تراقبه، لذا فهو كائن تمامًا بالنسبة لك، بواسطتك، وأنت منغمس تمامًا في القيام بذلك، وبالتالي لا تكون واعيًا جدًا أو عاكسًا لذاتك الذاتية.

بعد ذلك، تخيل أنه سمع فجأة خطواتك، والآن أصبح واعيًا تمامًا بذاتك، وفي الواقع، بدأ يشعر بأنه مشيئ من قبل الشخص الآخر الذي يرى ما يفعله ويحكم عليه، مما يخلق شعورًا بالخجل لأنه جعل شخصًا آخر يجسده - الآن سوف تعرف كيف سيشعر الشخص الآخر على الجانب الآخر من الباب إذا علم أنه مراقب.

هذه الظاهرة قوية جدًا بحيث يمكن أن تهتز في هذا الموقف حتى لو كنت تعتقد أن شخصًا ما يقترب عندما تنظر من خلال ثقب المفتاح. في هذه الحالة، فإن إحساسك بذاتك قد تأثر بشدة: كما يقول سارتر، الآخر "يحمل مفتاح وجودك" لأن هذا الشخص الثالث الذي وصل أصبح الآن يتمتع بقوة الذات لأنه جعلك موضوعيًا (أو هكذا يبدو).

هل تتفقون مع مقولة الفيلسوف سارتر حين قال :

" الجحيم هو الآخر "

أليست الوحدة جحيما أيضا ، أليس الإنسان كائنا يحتاج لأن يعيش ضمن دوائر إنسانية و تشاركية ، أليس هناك من يجب أن يطلق عليه " الحياة هي الآخر " ؟