"الهجرة: هروبٌ من الجحيم.. أم سقوط في الفردوس المزيف؟"

أحيانًا لا تكمن المشكلة في الهجرة ذاتها، بل في الصورة التي نرسمها عن الخارج قبل أن نهاجر. نتصور أننا نهرب من الجحيم، فنقع في فخ المقارنات المستمرة، ونعيش على أمل العودة أو النجاح السريع. والنتيجة؟ لا انتماء هنا ولا هناك. أعتقد أن أخطر ما في الهجرة أنها تجعل الهوية نفسها موضع تفاوض، لا مجرد مشكلات إدارية أو نفسية.

على حسب الحالة، ليست قاعدة بكل الأحوال، فإن كان الشخص سيخرج لحياة أفضل وعمل أفضل بكثير من المكان الذي سيعيش فيه، فلماذا يبقى، هناك كثر أعرفهم بدأوا حياة مختلفة تماما ووصلوا لنجاحات وإنجازات لو كانوا بقوا مكانهم ما كانوا لينجزوا نصفها، أما الخروج غير الشرعي والأمور التي تزيد من الخطر على الإنسان فأغلبها مخاطرة والبقاء في موطنه أفضل بكثير حتى يجد الفرصة المناسبة

اعتقد أن أهم شيء قبل الهجرة هو حساب كل الأمور التي تترتب على الهجرة والوجهة التي سيذهب إليها الإنسان، فبطيعة الحال غرض الإنسان من الهجرة هو إيجاد سبيل لحياة أفضل، ولكن حتى وإن وجد ذلك من الناحية المادية فإن الإنسان قد تتدمر حياته بالكامل بسبب الهجرة.

أن شخصياً عايشت هذه الأمور من أناس حولي، سافر البعض وحصل على فرصة جيدة ولكنه في النهاية أصبح بينه وبين زوجته وأسرته مشاكل بسبب البعد عنهم، وآخر كبر أولاده وهو بعيد عنهم فأصبح الترابط بينهم ضعيف وكبروا والأب غير موجود حولهم يقيم لهم الحياة ويعدّل تقصيرهم.

فكرة أيضاً الإنتقال بالأسرة كاملة للعيش في بلد آخر هو أمر في غاية الأهمية، فلو كانت البلد من إحدى البلاد الأجنبية وغير العربية مثلاً لكانوا عرضة بشكل كبير إلى التشويه ثقافياً واجتماعياً وحتماً سيتطبعون بطباع أهل البلد وقد يؤدي ذلك إلى خسارة دينهم ودنياهم.

طبعاً هذه أمثلة وليست قاعدة، الهجرة والسفر حل مقترح لكثير من الناس ولكن لابد من النظر فى مخاطره.

أعتقد أن قرار الهجرة قد يكون صعبًا لكنه قد يكون ضروريًا بالنسبة لبعض الأشخاص الذين تضيق عليهم الدنيا بما رحبت، خاصةً في وجود اضطهاد ديني أو سياسي أو عرقي أو.......، ففي هذه الحالات وأمثالها تكون الهجرة فرارًا من الموت أو السجن أو العذاب إلى الحياة والحرية.

الهجرة يمكن أن تسبب ضغطًا نفسيًا كبيرًا، خاصة إذا كان المهاجر يواجه صعوبات في التكيف مع البيئة الجديدة. بعض التحديات النفسية التي قد يواجهها المهاجرون تشمل:

الضغط النفسي:

الهجرة يمكن أن تسبب ضغطًا نفسيًا كبيرًا.

القلق والاكتئاب:

المهاجرون قد يعانون من القلق والاكتئاب بسبب التحديات التي يواجهونها في البلد المستضيف.

فقدان الهوية:

الهجرة يمكن أن تؤدي إلى فقدان الهوية والشعور بالانتماء إلى بلد معين.

أعتقد أن كثيرًا من المهاجرين لا يدركون في البداية حجم العبء النفسي الذي تفرضه تجربة الهجرة فالانتقال إلى بلد جديد لا يعني فقط تغيير المكان بل هو في كثير من الأحيان إعادة تشكيل للهوية وخلخلة للشعور بالانتماء خصوصًا عندما يُواجه الشخص بنظرات غريبة أو لغة لا يُتقنها أو ثقافة يشعر بالغربة فيها أظن أن التحدي الأكبر ليس في توفير فرصة عمل أو سكن وإنما في بناء شعور بالاستقرار الداخلي وسط كل هذا التغيير المتسارع لذلك أرى أن الدعم النفسي للمهاجرين ينبغي أن يكون جزءًا أساسيًا من سياسات الاستقبال والاندماج وليس مجرد أمر ثانوي