يَقُول أرسْطوطَاليس : (اَلذِي يَتَغلَّب على شَهواته أَحسَبُه أَكثَر شَجاعَة مِن ذاك اَلذِي يَقْهَر عَدُوه ، إِذ إِنَّ الانْتصار على الذَّات هُو الأصْعب).

تُوجَد فِي الدِّمَاغ دَوائِر عَصَبيَّة تُسيْطِر على العَواطِف، والانْفعَالات، والْحَوافز والدَّوافع واتِّخَاذ القرارات على مُستَوَى الإدْراك اللَّاواعي. هَذِه الدَّوائر العصبيَّة تُؤدِّي وظائفهَا بِكفاءة عَالِية، ولم يَتَغيَّر ترْكيبُهَا أبدًا مُنْذ بِداية اَلخَلقِ.

الدُّوبامين هُو النَّاقِل العصَبيُّ اَلذِي يُثير الرَّغْبة ويمْنحنَا الحافز لِنسْعى إِلى إِقامة علاقَات جِنْسيَّة. يُنَشِّط الدُّوبامين تَرَاكِيبَ عَصَبيَّة تقع فِي مُنتَصَف الدِّمَاغ وَتُعْرَفُ بِالدَّائرة العصبيَّة لِلْمكافأة، وَهِي جُزْء مِن الدِّمَاغ اَلذِي يمْنحنَا الدَّافع والرَّغْبة فِي السَّعْي نَحْو شَيْء مَا والشُّعور بِالارْتياح بِه. كمَا يُسَاهِم الدُّوبامين فِي تَطوِير الإدْمان على سُلُوك مُعيَّن. الهدف الرَّئيسيُّ مِن إِفرَاز الدُّوبامِين هُو تَحْفيزك لِلسَّعْي نَحْو أَفعَال تَخْدُم مَصْلَحة جِيناتِك وَتَضْمَن اِسْتمْراريَّة نَسْلِك. وَكُلَّمَا زَادَ إِفرَازُ الدُّوبامين، زَادَت رغْبتُك فِي البحْث عن اَلأُمور المرْغُوبة والسَّعْي لِتحْقيقهَ. ومع ذَلِك، إِذَا لَم يَتِم إِفرَازُ الدُّوبامين بِكمِّيَّات كَافِية، قد تَتَجاهَل الرَّغْبة. على سَبيل المثَال، عِنْدمَا يُعْرَضُ علَيكَ طبَق يَحتَوِي على اَلكثِير مِن السُّعْرات الحراريَّة والطَّاقة، مِثْل الحلْوى على سبيل المثَال، قد تَشعُر بِرغْبة شَدِيدَة فِي تناولهَا، بيْنمَا إِذَا عُرِض عليْكَ طبَق مِن الكرَفْس، فَإِن هذَا الطَّعَام قدْ لَا يَكُون جَذَّابا بِالضَّرورة لِأَنه لَا يَحتَوِي على السُّعْرات الحراريَّة العالية. يزيد إِفرَاز الدُّوبامين عِنْدمَا يَحدُث حدَث جدِيد مِثْل شِرَاء سَيَّارة جَدِيدَة أو اِفتِتاح فِيلْم سِينمائيٍّ أو تَجرِبة آلات جَدِيدَة فِي الأجْهزة الإلكْترونيَّة. نَحْن جميعًا نَشعُر بِتلْك الزِّيادة فِي إِفرَاز الدُّوبامين، وَلكِن مع مُرُور الوقْتِ، يُمْكِن أن يَتَلاشَى التَّشْويق بِسَبب اِنخِفاض مُستَوَى الدُّوبامين.

إِغرَاءُ الحياة الجديدة يَنشَأ مِن زِيادة نَشَاط الجهَاز العصَبيِّ لَدى الجمهور المستهدف، وَذلِك بِسَبب خاصِّيَّة التَّجْديد المسْتمرُّ.