‏الحجة البينة في ديننا لا يمكن أن نحرفها قولًا أو فعلًا وإن حرفوها سيكون قولًا لا فعلًا فالجميع واقع بها حتّى الذي حرفها بنفسه واقع بها في الأصل!

ألا وهي الوقوع في الخطأ، وارتكاب الأخطاء الفادحة، منهم من يقتل، يزني، يسرق، يظلم، يخون، يشتم، يلعب بأعراض الناس، يدخل في علاقات محرمة وغيره من صغائر وكبائر الذنوب...

فالحجة البينة هي بأننا بشر خطاؤون لا عصم لنا من الخطأ، فنحن مزيج من مكونين، براءة ملائكة وضغينة شياطين، ولم نكن يومًا مكتملين بأحدهم.

إذًا ولأن الله أعلم وأدرك بعبده وخفاياه وذنوبه، فقد جعل له باب التّوبة، بأن يأتيه نادمًا منكسرة ودائمًا ما يبتلي أحب عبدًا له.

فتوقف عن ارتكاب الخطأ مرتان، وأجعل الندم يحاصرك وأقلع عن الذنب. وإن لم تستطع سيأتي يومًا من هول عظمة ذنوبك ستجد أنه انكشفت أوراقك، وأمام ناس حاربت ألا يعرفوا أمرك، كذلك ستشهد أبشع أيام حياتك؛ صورتك الجميلة ستنكسر، أخلاقك ستندثر، حريتك ستنعدم، ثقتهم فيك ستضمحل، علاقاتك ستنتهي، وكل هذا لأنك عاندت عن الإقلاع والتوبة بل وتستمر في الارتكاب مرة ومرتان وثلاث. فالمرء إذا لم يتعلم من خطأه في المرة الأولى يحتاج لصفعة أقوى حتى يدرك.

لذلك إن كنت مذنبًا مع الله كان أتبعت غريزتك أو مقصرًا في صلاتك وما شابه، عُد إليه تائبًا، وأجعل قلبك نادمًا واقتلع عن الذّنب، وتوب بينك وبين خالقك فقط، فوحده من يسمعك ووحده من يشعر بك ووحده من أخطأت بحقه.

وإن كنت مذنبًا بحق شخص توقف عن أذيته، وأخشى الخالق من أن يصيبك أضعاف أذيتك له، ولا تتراجع عن الاعتراف بالذنب، صرّح بأنك أخطأت بحق فلأن وأطلب السّموحة ، إلى أن تنال سموحته بقلب يخلو من الحقد والكراهية وتزيل عنه وجع آثار أذيتك له.

فمن أبواب سعادة المرء وطمأنينة روحه، ألا يكون في قلب أحد غل له من فرط أذيته.

فالاعتراف بالذنب وكشف الستار عن الحقيقة كان مع خالقك وحده أو أمام شخص أخطأت بحقه؛

يجعل منك شخصية قوية، يُعكس أخلاقك يوضح بأن كل ما حدث هلوسة شيطان، وأن جوهرك أنقى من هكذا بكثير.

أمّا الاستمرار في الارتكاب، والتّكبر عن الاعتراف، هذا عواقبه الوخيمة المرء المرتكب للذنب، نفسه من يشعر بفداحتها وأثرها السلبي في حياته، وكيف تجعله يعيش بين خوف وضيق وأرق وقتل تفكير!

فالاعتراف بالذّنب فضيلة لنفسك ومع خالقك ولمن أخطأت بحقه، فلا تحرم كلاهم من فضائله.

_ فكري محمد الخالد

‎@Fikri_Al_Khaled