ترتقي الشعوب يومًا بعد يوم بتطور ملحوظ

في جميع أمور الحياة  المعروفة ومن

جميع المجالات وهذا أمر محمود عليه ويُسعدني جِدًّا.

_أما بعد موضوعنا اليوم،

الذي سأتحدث عنه وأسلط الضوء نحوه

في الحقيقة هو شيء  جعلني أقف حائرًا مما حدث دعونا نبدأ القصة ثُمَّ بعد ذلك نكمل السرد.

في يوم أمس كنتُ في سُبات نوم عميق فجأة سمعتُ سيارة أثناء ملاحقتها تصطدم بعمود الإشارة حتىٰ ضج الحي بكامله بصوت أبواقها المرتفعة من أثر الحادث...

هرعت مسرعًا دون أي تفكير لأرى ما يحدث من إطلالة نافذة غرفتي التي تطل إطلالتها على الشارع الرئيسي فإذا بشخصان يقومان بإخراج الرجل من سيارتهِ،

وإبراحة ضربًا وإصابتهِ بجروح بليغة في جسده بآلة حادة (سكين) أصابني السكون مما رأيت ولم أستطع الحراك من مكاني فإذا بهما يتركان الرجل طريحًا مرمي في الأرض ويذهبان،

في لحظة ويبدو أن أحد الماكثين في الحي أبلغ الشرطة عن الحادث...

جاءت الشرطة

فذهبتُ وبعض الجيران لمساعدة الرجل ولحسن حظنا كانت هنالك مستشفى قريبة جِدًّا بجانبنا وفي حين أننا نتقدم لمساعدتهِ منعتنا الشرطة بأمر قطعي أن لا نَلْمِسهُ.!

تساءلنا حيال ذلك قائلين لهم بأن الرجل يكاد يموت وأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة

فلماذا لا نساعدهُ ونأخذه للمستشفى الذي يقع في الواجهة المقابلة لنا

أخبرني بأن ذلك ممنوع وأن هذا ما ينص عليه القانون في هذه الدولة!

بأنه يمنع تدخل المواطنين في هذه الحوادث وأن يتم إبلاغ الشرطة والجهات المختصة بالمرور وهم بدورهم سيهتمون بالأمر!

يا للغرابة أن ننتظر قدوم الشرطة والمرور الذي قد يستغرق وصولهم لساعات بينما يفصلنا عن المستشفى بضع خطوات...

لفظ الرجل أنفاسه الأخيرة بعد صراع مرير مع الموت أمام عيني وأنا أرى المكان امتلأ بالدم ورعشة رجليه وجسمهِ

حارب الموت بينما كانت الشرطة تنظر له وتلتقط بضع الصور!

ونحنُ مبتوري الْأَيْدِي بدورنا لا نستطيع مساعدته

ففارق الحياة وشعرنا بخيبة الأمل وغصة تخنقنا إلى هذه اللحظة وأنا أكتب إليكم هذه الأحرف أسأل الله أن يَتَغَمَّدهُ بواسع رحمته.

آمين.

ما اِسْتَنْتَجَتْهُ بأن الشعوب بارتقائها وتطورها المدني وتطورها التكنولوجي تبقى تفتقر إلى الجانب الإنساني والأخلاقي...

مهما تطورنا لا زالت هنالك جوانب سلبية كثيرة لا يمكن غض النظر عنها!

أي قانون ذلك الذي ينص بأن تجعل الإنسان يموت ونحن لا نستطيع المساعدة والإنقاذ!

أي قانون يسري ليأمن النظام ويقتل الإنسان ببرودة أعصاب!

أود معرفة شعور كاتب ذلك النص القانوني وهو في مواجهة هذا المنظر.

ولا سيما أن بعض القوانين قد تكون لها أهداف أخرى "وربما  قد تشكِّكُ في سلامة الشخص والتي يستخدمها  قلة قليلة بشكل سلبي 

ولكن فلا داعي للانجراف وراء وهم تلك التخيلات السلبية وترك مُفارق الحياة أن يفارقها، كما هو حال  الشخص المذكور في القصة الذي كان يصارع الموت وهو ينتظر الإسعاف والمرور  حتىٰ فارق الحياة وهو ينتظر!

فما المنطق في ذلك؟

أي قانون إنساني يجعلني أرى شخصًا ينازع الموت وأنا مكبل اليدين...؟

وهل أرواح الناس معلقة في نص يقال أترك الإنسان ينازع الموت حتىٰ تأتي الجهات المختصة في ذلك!

.

تطور الدول تكون في أخلاقها والإنسانية أما عن التطورات الأخرى فإنها لا تجيد نفعًا في الحقيقة.

_ فكري محمد الخالد