بسم الله الرحمن الرحيم

مشروع الدعم المؤقت

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

إن فكرة مشروع الدعم المؤقت هي عبارة عن إقامة معسكرات تدريب عسكري لإنشاء دعم مؤقت، تقوم بها دولة مسلمة أو عدة دول مسلمة، على أن تقوم معسكرات الدعم المؤقت، بتدريب من يرغب من المسلمين في الحصول على تدريبات عسكرية وتدريبات لحالات الطوارئ، ويمكن أن تكون دورات التدريبات مقسّمة لمستويات، حيث يبدأ المتدرب بالأساسيات والمستوى الأول، فإن نجح في المستوى الأساسي أو الأول حصل على شهادة رسمية من المعسكر تدل على تجاوزه للمستوى الأول أو الأساسي. فإن أراد المتدرب إكمال تدريباته والانضمام إلى دورة المستوى الثاني فيمكنه ذلك. وسيكون على الراغب في الانضمام إلى معسكرات التدريب للدعم المؤقت، أن يدفع بالمال مقابل حصوله على التدريب، وسيكون لكل دورة ثمنها ولكل مستوى أو مرحلة ثمن أغلى من المستويات السابقة، حيث كلما تقدّم المتدرب في تدريباته وأرتقى في المستويات كلما زاد الثمن الذي عليه دفعه للاشتراك في الدورات الأعلى والأكثر تقدماً.

ويمكن أن يكون ضمن التدريبات في معسكرات الدعم المؤقت، تدريبات عسكرية كتدريبات الجيش النظامي وأيضاً تدريبات القوّات الخاصّة وتدريبات على وظائف الشرطة ومهام الإطفاء ووظائف ومهام الإنقاذ بشكل عام، سواءً في حالات الطوارئ المختلفة أو الكوارث الطبيعية وما شابهها، وقد يكون هناك دورات علمية وتدريبات خاصّة بالتمريض. كما يمكن أن يكون هناك تدريبات للتعامل مع مختلف المواقف كإنقاذ الرهائن والمُختطَفين أو حماية المنشئات أو حماية الشخصيات الهامّة، وأيضاً قد يكون بالإمكان تدريب أفراد الدعم المؤقت على أكثر الحِيَل والمهارات اللازمة في حالات الابتزاز، فيحفظوا أموال الضحية ويُتلفوا ما لدى الجاني مما يبتزّ به الضحية وأيضاً القبض على الجاني وتسليمه للسلطات، دون أن يلحق بالضحية أي نوع من الأذى.

كما سيكون هناك دورات علمية، ومنها دورات في الشريعة الإسلامية لتعليم المتدربين كيفية استخدام واستغلال التدريبات والمهارات والعلوم التي حصلوا عليها من معسكرات الدعم المؤقت فيما يوافق الشريعة الإسلامية. كما سيكون هناك دورات علمية وتعليمية، في مختلف الحِرَف والمجالات، كدورات في الميكانيك والكهرباء واللحام وما أشبه ذلك. كما ستكون هناك دورات لتعليم المتدربين كيفية صناعة الأدوات الحربية إن أمكن ذلك، والتي قد تساعدهم في الحروب، كصناعة القذائف والقنابل وحتى المسيّرات وكذلك تصليح المركبات العسكرية في أشدّ المواقف وأصعبها خاصّة أثناء الحروب، بما هو متوفّر لديهم من موارد، وبالتالي سيتعلمون المتدربين كيفية صناعة الأدوات الحربية والقتالية بطرق مختلفة وبموارد مختلفة حتى يتمكنوا من مواصلة القتال أثناء الحروب لأطول فترة ممكنة بما لديهم من موارد قليلة.

كما سيتعلمون المتدربين كيفية التصرّف في حالات الإنقاذ المختلفة بشتّى الطرق، وذلك حتى لا يعجزوا أمام أي مهمة إنقاذ وليتعلّموا مختلف الحِيَل في مثل تلك المواقف والظروف.

وبعد أن ينجح المتدرب في إحدى الدورات فإنه يحق له أن يسجّل اسمه في الدولة المسلمة التي فيها معسكرات الدعم المؤقت إن شاء، وذلك حتى إذا احتاجته الدولة في مهمة تخصّ الشهادة التي حصل عليها، فقد ترسل إليه عندما تحتاجه للتوقيع معه على عقد توظيف مؤقت، وذلك قد يكون بسبب حالة طارئة في الدولة أو بسبب نقص لديها في الموظفين، فيُمكن للمتدرب أن يذهب بعد حصوله على الرسالة إلى الدولة ويوقّع معها على العقد المؤقت، ويستلم وظيفته المؤقتة، فيبدأ يحصل على راتبه من الدولة ما دام على رأس عمله المؤقت.

وكلما أرتقى المتدرب في الدورات والتدريبات وكلما حصل على شهادات في المستويات الأعلى في إحدى التخصصات العسكرية أو العلمية، كلما زاد الراتب الذي يحق له الحصول عليه في الوظائف والأعمال والمهام المؤقّتة. وكلما نوّع المتدرب من الدورات التي يشارك فيها وحصل على شهادات منها كلما زادت احتمالية توظيفه في الوظائف التي لديه شهادات فيها.

كما يمكن لمعسكر الدعم المؤقت أن يُرسل بيانات والسير الذاتية للمتدربين الذين سجّلوا أسمائهم لديه كدعم مؤقت للحصول على عروض للمهام والوظائف المؤقتة، إلى الدول المسلمة الأخرى، حتى إذا أرادوا توظيف هؤلاء المتدربين لديهم كدعم مؤقت وفي وظائف مؤقتة فلهم ذلك، إذا وافقوا أفراد الدعم المؤقت.

ويمكن للدول المسلمة أن توظّف أفراد الدعم المؤقت وهم المتدربين الذي التحقوا بمعسكرات تدريب الدعم المؤقت، في وظائف ثابتة إن شاءت الدول وشاءوا أفراد الدعم المؤقت ذلك. حيث يمكن توظيف الدعم المؤقت كمدربين في الجيوش أو كموظفين في الشرطة أو الإطفاء أو في أي وظيفة يُمكن الاستفادة من مهارات أفراد الدعم المؤقت فيها.

ويمكن للدول المسلمة أن تجعل ميزانية خاصّة بتوظيف الدعم المؤقت لحالات الطوارئ والحروب، وذلك لتقوم بتوظيف الدعم المؤقت من أنحاء العالم الإسلامي، لأطول فترة ممكنة حتى تنتهي الحالة الطارئة، حيث أن الدعم المؤقت قد ينسحب أفراده بمجرد توقّف نزول رواتبهم إليهم، ولذلك فقد ينفع الدول المسلمة أن تخصص ميزانية خاصّة بالدعم المؤقت لا تقوم بسحبها أبداً، وذلك للاستعداد لحالات الطوارئ، وللدولة المسلمة في حالة الطوارئ أن تحاول أن تعرف جيداً كيف تدير ميزانية الدعم المؤقت لتوظّف كل فرد من الدعم المؤقت في المهام التي تناسبه وتحتاجه الدولة فيها، فقد يكون بعض أفراد الدعم المؤقت لديهم شهادات متقدمة جداً في بعض المجالات مما يعني أن توظيفه سيكون باهضاً ولكن الدولة قد تحتاجه في مهمة أو عدّة مهام معيّنة مهمة، مما قد يستوجب عليها التعامل معه هو دون غيره لتلك المهام، وإن كان ثمن توظيفه باهضاً، ولكنه قد يكون مناسباً لبعض المهام أكثر مما إذا وظّفت الدولة عشرة أو عشرين ممن هم دونه في المستوى.

وفي الختام قد تجد الدولة التي تُنشئ معسكرات تدريب الدعم المؤقت أرباحاً كثيرة من استقبالها للمسلمين الراغبين في الحصول على التدريبات من أنحاء العالم الإسلامي، كما قد تنتفع الدولة ذاتها من التعامل مع الدعم المؤقت وقد تنتفع منه الدول المسلمة الأخرى، عندما تحتاج إلى مهارات أفراد الدعم المؤقت وقدراتهم... هذا والله أعلم.