بسم الله الرحمن الرحيم
الكتب المستعملة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
كم سيكون من المفيد أن يتم إنشاء مشروع بيع الكتب المستعملة أو استبدالها بأخرى مستعملة أو جديدة، على أن يدفع صاحب الكتاب الأرخص ثمناً، أو المستعمَل فارق الثمن بالمال أو بإضافة كتاب آخر تبلغ قيمته قيمة فارق الثمن. فإذا كان هناك مكتبة ما تقوم بهذه المهمة وذلك بالإضافة إلى بيعها الكتب الورقية والإلكترونية الجديدة، لكانت قد نفعت الكثيرين إن شاء الله، خاصّة إذا قامت بوضع اقسام لعدة لغات في موقعها الإلكتروني وكان كل قسم يحوي كتب بلغة معيّنة، لكانت حينها استطاعت أن تبيع كتبها في عدّة دول وبعدّة لغات عن طريق موقعها الإلكتروني. ولكانت تمكنت المكتبة من فتح فروع لها في عدّة دول، فتعرض في كل فرع لها في كل دولة كتب بلغة أهل البلد بالإضافة إلى الكتب الإنجليزية، حيث قد يجدون الأجانب في كل دولة صعوبة في إيجاد كتب ورقية بلغتهم، فلن يكون أمامهم في أغلب الأحيان سوى شراء الكتب المكتوبة باللغة الإنجليزية.
ولكن قد تواجه مكتبة الكتب المستعملة مشكلة أو عائقاً مهماً وهو ثمن الشحن الذي قد يفوق أحياناً سعر الكتاب المُشترى، مما قد يضطر المكتبة لأن تتعامل مع إحدى شركات الشحن التي لديها عروض خاصّة بشأن الشحن، أو أن تقوم باستبدال كتاب ورقي بآخر الكتروني أو العكس أو استبدال الكتب الالكترونية بأخرى مثلها، لإثراء رفوفها ومخازنها بمختلف الكتب.
وقد يكون أحد حلول ارتفاع قيمة الشحن بأن تفتح مكتبة الكتب المستعملة عدة فروع في عدّة دول ويقوم كل فرع من الفروع بتلبية طلبات العملاء الذين في مدينته وفي المدن القريبة منه أو حتى في كامل الدولة التي فيها الفرع إن أمكنه ذلك. كما إن من الأفضل أن يستطيع كل فرد شراء أو استبدال كتبه بأي كتب أخرى لدى المكتبة بكل فروعها وليس فقط في الفرع القريب منه، مما سيتوجّب على المكتبة أن تجد حلّاً ما بشأن ارتفاع تكلفة شحن وتوصيل الكتب وإيصالها إلى المنازل, كأن تعرض على العميل شراء كتب ورقية أخرى لتصل إلى الوزن المسموح له أو الذي سيدفع ثمنه العميل، ليستفيد بذلك العميل من قيمة الشحن والتوصيل الذي سيدفع ثمنه لأقصى حدٍّ ممكن. وإن كان الفرع في المدينة ذاتها التي فيها المُشتري أو في نفس بلده، فقد يكون سعر التوصيل واحد، مهما كان عدد الكتب التي اشتراها العميل، فيستغل بذلك العميل سعر التوصيل الذي سيدفعه بشراء كل الكتب التي يريدها من الفرع دفعةً واحدة سواءً كانت كتب مستعملة أو جديدة، كما قد يمكنه استبدال بعض مما لديه من كتب بكتب أخرى من المكتبة بدل أن يدفع ثمنها بالمال.
فكم سيكون من المفيد أن يستطيع كل فرد أن يستبدل مكتبته في المنزل بأكملها أو ببعض كتبها بأخرى لم يقرأها، وحينها قد يجد المرء أن الـ 100 ريال أو نحوها التي اشترى بها كتاب ما، ظلّت وكأنها تعود إلى جيبه مراراً وتكراراً باستبداله الكتاب الذي اشتراه بآخر ثم استبدال الكتاب الثاني بكتاب ثالث، وكأن هذه الـ 100 ريال لا تنفد وتستمر بجلب كتاب إثر كتاب. ولعل مكتبة الكتب المستعملة أن تربح من جرّاء استبدالها للكتب التي لديها مراراً، بحصولها على ربح ما مع كل عملية شراء لتتمكن من الاستمرار والتوسّع أكثر فأكثر.
وفي الختام قد تكون مكتبة الكتب المستعملة ذات فائدة عظيمة في نشر وترسيخ عادة القراءة في الشعوب، بالتيسير على الجميع اقتناء الكتب وإغناء مكتباتهم المنزلية بمختلف الكتب... هذا والله أعلم.
التعليقات