كاستاذه جامعية اجد نفسي بداية كل عام دراسي في مأزق حقيقي، وهو مأزق الاسماء والألقاب، كيفية نطقها ومعناها، وأغلبية الوقت أجد نفسي أمام حرج فضيع أنا والطالب الذي اناديه لأول مرة، وخوف شديد من قراءة اسمه أو لقبه بشكل أكثر سوء مما هو عليه، وكنت اتسائل دوما عن سبب وجود أسماء أعلام قبيحة ومسيئة جدا، إلى أن قرأت عن L’onomastique او الدراسات الاسمية الذي ينقسم الى قسمين هما: l’anthroponymie اي دراسة اسماء البشر، وLa toponymie وهي دراسة اسماء الأمكان، لأجد بعدها أن أسماء الاعلام لها تاريخ وأصل واستعمال وظيفي، وأنها بالأساس أبنية لغوية ذات جذور اجتماعية، تهدف الى تحقيق تفاعل لغوي ما مع الحياة اليومية للفرد، وتعمل على تعزيز قيم الانتماء الشعوري للفرد تجاه نفسه ومجتمعه وحضارته.

المشكلة أن اسماء الاعلام في اوطاننا العربية مربطة معظم الوقت بفترة الاستعمار، سواء الاستعمار المتأخر بالتحديد الفرنسي والانجليزي ؛أو بالاستعمار القديم مثل العصر العثماني او الفينيقي..الخ ، وفي بلاد مثل الجزائز بعتباري منها، الاسماء ظاهرة مشينة في محتواها الدلالي بشكل مدمر لحياة صاحبها تنحصر معظمها في :

اسماء أمراض: دايخ، رمَّاش، العايب.

اسماء حيوانات وحشرات ونباتات : بودجاجة، جريو، جربوعة، الذيب، بخوش، برغوث، نملة، نخلة.

اسماء أعضاء الجسم الدليلة: بوراس، بوخشم ، بوذراع، بوصبع، بوسنة..الخ

اسماء وظائف دنيا: قهواجي، بن طبال، طيان، ملاّح..

اسماء اطعمة: شخشوخ، بوشخشوخة، بودشيشية ...

اسماء عيوب خَلقية وخُلقية: فرطاس، لعور، خن، لطرس، لعقون...// نعاس، مهيبل، خامجة، ساكته..الخ

وأنواع اخرى من اسماء الألبسة و اسماء الفاظ جنسية، وأسماء لا معنى لها أصلا.

كل هذه الاسماء يتم توارثها وتبقى تحمل ثقلها الرمزي على صاحبها دون أي ذنب منه والاسوء من هذا أنها تأثر على لاوعيه وثقته في نفسه وطريقة معاملة الناس له.

فهل فحكرت يوما في معنى اسمك أو لقبك وأصله؟ وكيف يؤثر سلبا أو أيجابا على حياتك اليومية، وكيفية تعامل الناس معك وماهي المشاكل التي جلبها لك هذا اللقب؟ وهل فكرت يوما في تغييره في المحكمة ؟