أثناء تصفحي لإحدى منصات التواصل الاجتماعي، وقع أمامي مقطع فيديو لشخص (من أصحاب الشركات) يطل من شرفة عالية ممسكًا برزمة نقود ويقوم برمي الأوراق النقدية تباعًا على الناس، والناس في الشارع بالأسفل في مشهد متزاحم يتهافتون على التقاطها والإمساك بها في مشهد غريب. اختلفت الآراء بالتعليقات بين مؤيد ومعارض للتصرف.
هل شاهدتم الفيديو؟ هل أثار إعجابكم أم استيائكم؟ هل تروّن أن هذه طريقة لا بأس بها في توزيع عيديات العيد من باب الفرحة وما شابه، أم أنه تصرف غير مقبول؟
نعم شاهدته.. وشاهدت أيضاً سعادة الناس بهذا الفعل، وثناؤهم عليه، وعلمت فيما بعد أنها عادة لديه وأنه من أهل الخير وتقديم المعونات للناس طوال العام وليس في وقت العيد فقط، ولم أجد أية غضاضة فيما فعل، ولم أجد أيضاً من انتقده أو هاجمه من أهل منطقته، فيبدو لي أنهم راضون ومحبون له، وبالتأكيد هم أدرى بظروفهم وبأسرار منطقتهم التي لا يعلمها من يقطن خارجها ممن شاهدوا الفيديو ولا يعلمون كواليسه.
الأمر ليس أشبه بممثل مشهور يمسك برزمة الدولارات ويقذفها في الهواء حول المسبح، فهذا الفعل استهجنه الكثيرون لأنه لا يعكس سوى تعالٍ واضح وغطرسة وكِبر.
الأسرار الاجتماعية وسوابق الأعمال توضح الكثير حول صدق الأفعال ونوايا الأشخاص.
بالطبع نحن دائمًا نمتلك جانبًا واحدًا من القصة، وهو لا يكفي لتوجيه الأحكام. كما أننا دائمًا ليس لنا الحق في انتقاد الأشخاص وإنما نتنقد الفعل فقط.
ولم أجد أيضاً من انتقده أو هاجمه من أهل منطقته، فيبدو لي أنهم راضون ومحبون له
هذا على الأرجح يجعلني أستهجن التصرف أكثر من ذي قبل. إذا كان معروفًا بين أهل المنطقة كما تقول فعلى الأغلب أنه يعرف المحتاج من غير المحتاج في هذه الحالة. ألن يكون من الأفضل أن تصل النقود إلى من يستحقها؟
نعم بالطبع هو يعرف المحتاج من غير المحتاج، ولكن ما كان في هذا الفيديو هي "عيدية" ونحن بحكم العادة نعطي العيدية لمن لا يحتاج! وهو في هذا الفيديو يعطيها لمن يحتاج ولمن لا يحتاج، فبرأيي هو يتصرف في العيدية أفضل منا :D
ولماذا يتركها لمن يتمكن من اللحاق بها؟ تخيلت نفسي في المشهد كواحدة من أبناء المنطقة، أنا لا أحب التزاحم، وغيري كثيرين، ومهما كنت أكن لشخصه من المعزّة فلن أتزاحم للحصول على المال ولو كان تحت بند المعايدة.
أليس من الأولى أن يضع كل ورقة نقدية في مظروف بسيط وينزل ليسلم على الناس ويعطي كل فرد ما يريد؟
أو يرسلها مع ابنه أو حفيده إن كان غير قادر على النزول.
صراحة لم أشاهده. ولكنني أرى من وجهة نظري أرى أنه تصرف غير لائق. فلو كان الهدف إدخال السعادة لقلوب الناس فما المانع من الوقوف على الشارع وتوزيع المال عليهم وجها لوجه؟ ما الهدف من استخدام الشرفة لرمي المال؟ أرى صراحة أنه أسلوب مسيء ولا يحقق أهدافا تربوية او أخلاقية أو إنسانية أبدا. لربما القصد شريف ولكن الكيفية غير شريفة.
أولًا.. أحييكِ على مناقشة التصرف وليس الشخص، فنحن نتنقد التصرف أو الفكرة أو المبدأ أما انتقاد الأشخاص فكلنا خطّاءون وجميعنا لدينا جانبا الخير والشر.
ثانيًا.. هل ترين فعلًا أن الأشخاص الذين وقفوا أسفل الشرفة لالتقاط الأموال عرّضوا أنفسهم للذل؟ إذا كانت هذه وجهة نظرك فلماذا كانوا يضحكون وسط هذا التدافع؟
هل تروّن أن هذه طريقة لا بأس بها في توزيع عيديات العيد من باب الفرحة وما شابه، أم أنه تصرف غير مقبول؟
عن أيّ عيديّة نتحدّث؟ لا يوجد شيء برأيي الشخصي اسمه عيديّة لمن هم أكثر من 15 سنة كحد أقصى، معظم الآباء والأمهات والعائلة يموّلون الأطفال فقط من أجل ركوب المراجيح في الحي نفسه أو الذهاب لمدينة الملاهي وشراء الحلويات والمأكولات اللذيذة مع أصدقائهم الصغار. الذي صار علينا أن نطلق عليه مصطلحات مغايرة للأمر، قد تكون صدقة أو حسنة أو حتى وبالأغلب هذا هو الصحيح: مسألة تسلية وغرابة لا معنى لها تشي بسخف عقل المُعطي أصلاً. الذي سيهطل عليه هذه النقود بالضرورة سيقوم بالتقاطها، هذا الطبيعي ولا ضير ولا قلّة كرامة بفعل هذا الأمر حتى ولو صار زحام على الموضوع، كلّه من باب استغلال موقف مجاني يأتي الناس بالنقود. يمكننا برأيي أن نطلق محاكمة على شخصه، حكم شخصي، عن نفسي أنا أقول بأنّهُ لا يمكن أصلاً أن يصغّر الناس أو يهينهم، هو إما قام بتسليتهم أو قاموا باستغلال قلّة عقله في تبديد نقود يملكها بهذه الطريقة العشوائية، قد يكون مجنوناً أو متكبّراً أو شريراً حتى ولكن بكل الأحوال لا يمكن أن يكون أثّر على كرامات الناس الذين يضحكون من خبله أصلاً.
حضرتك محق، أتذكر أنهم كانوا يضحكون أثناء التدافع؛ فهذا الأمر لا يحدث كل يوم.
لا يوجد شيء برأيي الشخصي اسمه عيديّة لمن هم أكثر من 15 سنة كحد أقصى
ما المشكلة :) فلنفعلها من باب التهادي.. وإن لم يكن بغرض التهادي والتعبير عن الحب، فلتكن حتى نعود بها إلى جانب من طفولتنا، العيدية برأيي سواء للصغير أو الكبير هي عادة طيبة ولكنها بالتأكيد ليست كذلك إذا قُدمت بهذه الطريقة المستفزة للخروج عن المألوف.
برأيي سواء للصغير أو الكبير هي عادة طيبة
إذا أرادت العائلة تطبيق هذا الأمر فعلاً فلا ضير من ذلك نهائياً، على العكس الأمر مفرح وقد يجلب بعض الضحك في هذا اليوم من المواقف التي قد تنشأ عن هذه التصرّفات، لكن بالنسبة للشارع، فأي شخص يقول أنّهُ يوزّع عيدية فهو لا يعرف حقيقة ما الذي يقوله، هو إمّا أنّهُ يبدد ماله هباء أو يوزّعه كصدقات علنية على الناس ربما قد تكون غير مأجورة لعدم الإحسان فيها وتقديمها بشكل لائق، أما أن تكون عيدية فهذا الأمر لا يصح إلا بالنطاقات الصغيرة وبالاتفاق، عائلة صغيرة وفقط وبناءً على اتفاق.
تصرف فيه تكبر وتبطر على الناس، مثل هؤلاء تأخذهم النشوة والغرور وهم ينظرون إلى الناس يتزاحمون ويتقاتلون على حفنة النقود التي يرموها عليهم ويجدون فيها تسلية لأنفسهم والعياذ بالله 😔.
نعم أنا أنتقدالتصرف لكن ليس لهذه الدرجة.
بعض الأشخاص بالتعليقات برروا ذلك بأن الرجل كبير السن وإذا نزل إلى الناس لإعطائهم النقود فإنهم سيتزاحمون عليه وسيجد صعوبة في التوزيع وربما يتأذى بينهم.
مثل هؤلاء تأخذهم النشوة والغرور وهم ينظرون إلى الناس يتزاحمون
لا يمكن التعميم أستاذ، نحن لا نعلم عن نيته.
كان بإمكانه إيجاد طريقة أفضل أختي الفاضلة هو صاحب شركة أليس بمقدوره إحضار موظف يقوم بتوزيع النقود باليد على كل شخص وفي وجوده.
التعليقات