مثل
"ذاك يتفلسف"
او "مـــن تـمنطــق فقد تزنــــدق"
و المنطق امتداد للفلسفة
اذ لماذا هذه النظرة السلبية ؟
أخوك في الله مؤيد أستاذ رياضيات (حتى لا تأخذك الظنون).
قبل الإسلام اختلطت العلوم بالسحر والشعوذة والتزلف للطغاة ارتباط جذري جوهري. فكانت الطب والسحر شيء واحد والفلك والتنجيم شيء واحد والكيمياء والخيمياء (تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب) شيء واحد والرياضيات والفلسفة شيء واحد. فجاء الإسلام وعلماء المسلمين وفصلوا العلم الصحيح من خلال منهج علمي دقيق لا يزال المنهج نفسه كما هو حتى يومنا هذا.
المنهج العلمي الدقيق قائم على عدة أمور تدرس في أي مساق جامعي في كلية العلوم (أحياء، فيزياء، كيمياء ....) في أول فصل وهو قائم على
المشاهدة والفرضية والتوقع والثبات والتجربة ...
تقوم الفلسفة على الأوهام والهذيان وعلى استخراج الجلي (الواضح) من الخفي (وهو شيء لا فائدة منه فالمطلوب العكس مثلا لا حاجة لنا لإثبات وجود الشمس الواضحة) وعلى بناء قياسات مبنية على اللغة (المنطق أو الكلام) وما فيها من أشياء ظنية غير قطعية الدلالة مثل ما يسمونه الاستقراء الناقص قارنه مثلا بالاستقراء الرياضي اليقيني والقطعي الدلالة حتى تعرف الفرق
وهناك العديد من المسائل الرياضية صممت خصيصا حتى تلبس المتمنطقين في الحيط مثل المعدود (وإن كان غير نهائيا) مثل
أو البيانية مثل Banach - Tarski حيث هناك كرة تقطع إلى عدد معين من القطع (خمس قطع أو أكثر) ثم يعاد تجميعها إلى كرتين بنفس حجم الأولى وهو ينفيه المنطق والكلام والفلسفة لكنه رياضيا متحقق من خلال مجموعات غير معدودة تصف كل قطعة من الخمس قطع
أو قارورة Klein التي ليس لها داخل وخارج
تقوم الرياضيات على منهج مستقل عن اللغة بل إن مساق مثل الرياضيات المجردة يمكن أن يعيد تعريف المفاهيم بلغات مختلفة بأنظمة أرقام مختلفة وعمليات معرفة كيفما شيئت وتظل النتيجية هي هي في كل عالم.
أعتقد انك لا تفهم ماهي الفلسفة أو أنك تتكلم عن نطاق آخر من الفلسفة
أحب أن الرياضيات تحاول تفسير طبيعة شعور الانسان، أو الكيمياء تحاول تحاول المشاعر والشعور بالذنب
كل هذه أمور لادخل لها في العلم، كما لا دخل للفلسفة في كون نواة ما مشعة أو لان أو إذا كانت المعادلة لا تقبل حلا للأعداد الصحيحة
أنت أدخلت الفلسفة في الرياضبات والعلم المجرد ثم حكمت على كامل الفلسفة وهذا غير منطقي
لكل ذي شيء مكانه ومحله ورأيه، ولايصح الخلط بينهما ثم الحكم على واحد بينهما إنطلاقا من الأخر
الفلسفة كلمة يونانية الأصل و تعني الحكمة , و كانوا الفلاسفة في السابق ( أول عهدهم ) يدعون الناس إلى التفكر في سبب الوجود , و أن هناك بالتأكيد من خلق و أوجد هذا الكون .
و مع مرور الزمن , بدأت تتداخل الكثير من الأمور مع الفلسفة , فإبتعدت عن مسارها حتى تحولت إلى التفكير في عكس ما بدأت به , لذلك إن رأيت متعلما و يكره الفلسفة , فذلك بسبب أنها حاليا مرتبطة بالإلحاد .
أما عن نفسي فأني أنظر إلى الفلسفة على أنها الحكمة , و الحكمة فقط .
في الثانوية كان بعض طلاب الفصل ينادونني بالفيلسوف , و طبعا كانوا يقصدون نفس ما ذكره صاحب الموضوع , أي أنهم يريدون بها النقص لا المدح , سبب ذلك أني كنت أسأل معلمي المواد العلمية عن بعض الأسئلة داخل المنهج و التي كان بعض الطلاب لا يهمه أمرها و ربما لا يفهمها .!
و لكني كنت أسمعهم و كأنهم يقولون لي " أيها الحكيم " . :)
الغالب من يكره الفلسفة هم أصحاب المنهج العملي الذين يرون أن المنطق الفلسفي المبني على الإستنباط والتأمل لايرقى لمستوى العلم التطبيقي المبني على التجارب والنتائج مع أنني مع الرأي أن الإثنان مكملان للبعض خصوصاً لو تحدثنا عن أمور مثل الخلق وغيرها وهي أمور يعجز العلم عن تقديم إجابات لها.
كالذي يبدأ بالحديث معك حول خطأ ارتكبته فيبدأ بسرد الحكم والتجارب السابقة ﻷشخاص وتجده لا يطبق ذلك
أعلم أن ذلك قد يكون بعيدا عن مواضيع الفلسفة، كنشأة الكون، حول العقل مثلا ، لكن بما أن سألت عن النظرة السلبية للناس فلنكن واقعيين أغلب الناس يفهمون الفلسفة بمعنى أنها الحديث الكثير الذي لا فائدة له بقولهم "أنت تتفلسف علينا" عندما يجدوا شخص يتكلم بما لا يفعل
الخلاصة التكلم في أمور لا فائدة منها في الحياة العملية
مثلا ما الفائدة من نقاش حول نشأة الكون أو حول أصل الإنسان
أعتقد أن الأمر منطقي بعض الشيء، وذاك لأسباب ثلاث ( في نظري على الأقل):
1- الفلسفة ليست بعلم، وبالتأكيد ليست جدة العلوم ولا أمها!
2- الفلسفة تقتصر على طرح التساؤلات والإشكالات، وليس همّها ولا من اختصاصها البحث عن الإجابات ( العلم هو الذي يجيب عن هذه التساؤلات بالمنهج التجريبي).
3- الفلسفة تبحث في القضايا الكلية كالوجود والعدل في إطارها العام، أما ما يغرينا نحن البشر هي التفاصيل العملية والأمور المحسوسة أو القريبة من ممارساتنا الإجرائية.
التعليقات