ما أن تلج دارا للعجزة حتى تطالعك نظرات انكسار، وعيون تملأها غصة جحود أقرب القربين، وسؤال حارق ما ذنبهم؟

كيف تواتي الجرأة (أو لنقول الوقاحة) بعض الأفراد، ويدَعون أباءهم دور العجزة بعيدا عن حضن الأسرة والعواطف الدافئة، ويتركونهم بين جدران باردة في غربة مع من تخلوا عنهم فلذات أكبادهم،؟ كيف تتناسى هذه الفئة من الأبناء، ما أنفقوه هؤلاء الأباء في سبيل أن ينعموا ( الأبناء) بالراحة والسعادة، وما عملوا جاهدين ليوفروا لهم ظروف عيش ملائمة، لينموا أسوياء، بادلين الغالي والنفيس لينالوا الأولاد مراتب مهنية جيدة ومستقبلا زاهرا، لا يعرفون حدودا للتضحية من أجل الأنجال، دون تأفف أو تدمر بل بالعكس بكل الحب واالسخاء. ولكن للاسف، ما أن تنقلب المواقع ويصبحون الابناء في وضعية قوة والأباء في وضعية هشاشة، محتاجين للرعاية والحب والمصاحبة، يتخلون الأولاد عن واجباتهم اتجاه الوالدين بحجة انشغالاتهم، وعدم وجود وقت للاعتناء بمن أعطوهم بدون حساب.

أمام هذه الوضعية المخجلة، يتساءل الأباء عن مكمن الخلل؟ وأي تقصير من طرفهم أدى إلى تنكر الأبناء لهم، والتحلل من كل مسؤولية نحوهم؟ جاحدين بكل الأعراف التقاليد العربية والتعاليم الإسلامية والقيم الانسانية.

السؤال الذي يطرح نفسه هو هل ترون أن دور المسنين تقدم حلا في حياتنا المعاصرة وكثرة الانشغالات أم على العكس من ذلك؟ وما هي اقترحاتكم للتكفل بمسنينا ليعيشوا حياة كريمة بعدما أعطوا الكثير على مستوى الأسرة (الأبناء) والمجتمع (المهن والوظائف) وساهموا في تنمية دولهم.

لو كنت المسن(المسنة) هل تقبل أن تلجأ إلى هاته الدور بمحض إرادتك بالرغم من معارضة أبنائك؟