الإنسان ابتداءً من كونه طفلًا يولد جاهلًا بينما لديه اعتقاد بالمعرفة، وهذا الاعتقاد ضروري حتى يبدأ رحلته في اكتسابها، فهو بدونها سيشك بنفسه أولًا قبل المعرفة نفسها حتى!

كل شخص بإمكانه التعرض لدراسة دانينغ – كروجر فهي دراسة تبين الانحياز الإدراكي لدى الكثير من الأفراد غير المؤهلين الذين يبالغون في تقدير معرفتهم وسموه (بالتحيز الوهمي). الذي يجعل من تقييم الأشخاص لأنفسهم أنهم جيدون في كل شيء دون الاعتقاد بجهلهم بشيء آخر.

بطريقة معاكسة يجعل هذا الارتباط الأشخاص الذين لديهم معرفة حقيقة يشعرون بأنهم غير أكفاء وأن هناك من المعرفة ما تنقصهم.

في هذا المنحى يوضح العالمان المراحل التي نمر بها خلال فترة تعلمنا فهي تبدأ بالجهل الذي يولد الثقة الوهمية التي انبنت عليها ملاحظات الدراسة، في فترة متقدمة سنلاحظ مع التفاعل والسعي أن معلوماتنا قليلة جدًا يصاحبها شعور بعدم الثقة بالقدرة التي نمتلكها. في مرحلة متقدمة أكثر تسمى مرحلة التنوير سندأب إلى التصالح مع فكرة عدم كوننا خبراء في مجالنا لكن ينقصنا الكثير.

في مرحلة متأخرة ستكون طويلة زمنيًا ومع ازدياد معرفتنا ستثبت ثقتنا بأنفسنا لأننا سنفهم أنها لا تقارن بثقتنا عن جهل! في هذه المرحلة الأخيرة سنكون على دراية كاملة بالحالة المعرفية التي تنتابنا، فنحن هنا مستقرين على الشعور بالرغبة الدائمة للتطور مع فهمنا أننا لسنا كاملين المعرفة.

ويمكن تطبيق هذا المنحنى في حياتنا الشخصية والعملية وحتى التعليمية، وكوني مصمم فقد ساعدني فهم هذا المنحى على التغلب على التقلب الشعوري ما بين الثقة والمعرفة والجهل طوال فترة تعلمي وهي فترة طويلة بالمناسبة لا تتوقف على بداياتي في مجال التصميم، فكما هو معلوم التصميم كغيره من التخصصات يتطور من حولنا وحتى لا نقع بفخ الشركات والأفراد على حد سواء الذين خرجوا من المجال بسبب عدم قدرتهم على مجاراة التطور الحاصل! كان لابد أن نحاول فهم هذه التقلبات التي يقع بها الإنسان.

فعندما ندرك هذه المراحل الأربعة نستطيع تقييم أنفسنا بأي مرحلة وصلنا، أو حتى لو كنا في المرحلة الأولى فهي إشارة لأن نعيد الاعتبار بما لدينا من قلة معرفة! وبالتالي سنسعى لتطوير أنفسنا ونتخلص من المراحل الثلاثة الأولى.

كيف يمكننا تجنب الوقوع في هذا التحيز وتقييم أنفسنا بموضوعية؟ وما هي طرقك للوصول لنهاية المنحنى؟