اذا كنت اله وخلقت عالم ما فلماذا تقرر ان تتختفى عن عالم انت اوجدتة لغاية ما ؟
وهل لعبة الاختفاء بحد ذاتها ذات غاية ما ايضاً ام لعبة عبثية ان كان في وقت ما سيظهر الاله ذاتة لعالمة المخلوق لة ؟
هل يشترط أن يعرض مدير شركة كبرى نفسه على كل موظفيه حتى يعترفوا أنه موجود ؟
فهناك آلاف الموظفين قد يقضوا عمرهم مع الشركة وهم لم يروا أو يقابلوا مديرها قط ، ومع ذلك لم يتبادر إلى ذهنهم أي شك بوجوده ، طالما أن الشركة هي واقع أمامهم ، وهم يعلمون يقيناً أنه لا وجود لشركة لا إدارة لها ، ولله المثل الأعلى ، تعالى عن خلقه علواً كبيراً .
أعطني فائدة واحدة معتبرة من الوصول إلى إجابة لسؤالك حتى نبحث لك عن إجابة.
اهلا اولا لا داعي لتقييم مثل هذه الاسئلة العقلانية المشروعة تقييما سلبيا . لانه طرحها بادب ولكن لم يعرف السؤال كيف يكون .
فقولك ان كنت اله . باطل لانه هناك واحد فقط هو الاله ولا احد يعرف ما بنفسه وكيف يكون المرء الها الا هو .فغابت عنا هويته ..فلا نعرفه من جهته ذاته قطعا ..فاذن لا وجه للسؤال فلو سالت لم الاله يختفي من عالم خلقه .. فهنا نادي على انطماس بصيرتك الاترى وضوح وجوده حتى خفى على الاعين فشدة الوضوح كما يقال حجاب وهذا ما حجبك .
لاحظ جواب سؤالك : كل شيء ما عدا الاله مفتقر الى موجد . ولو كان كل العالم مفتقرا لما وجد اصلا لانه لا يوجد من يعطيه الوجود ويخرجه من العدم فثبت انه يجب ان يكون هناك من لا يفتقر الى وجوده الى موجد كي يوجد العالم .فالعالم هو (انا وانت وكل حجر ومدر وكل ذرة ) هي نفسها مجلى للربوبية العظمى وانوارها فكيف لم تره ؟
وسؤالك منطقي ومشروع .. وقد سُئل مثله سيدنا علي كرم الله وجهه : أرأيت ربك يا إمام ؟ أجاب وكيف أعبد ما لا أرى ، قالوا فكيف رأيته؟ قال: إن كانت العيون لا تراه بمشاهدة العيان فالقلوب تراه .
فان قلت لماذا ليس بالبصر العادي ؟ لان البصر العادي مادي وكل مادة متحيزة وكل متحيز قدرته محدودة فلو فرضنا تعالى الله انه تمت رؤيته بالعين العادية لبطلت الالوهية اصلا لانها تحيزت في مكان و لما تبطل لان التحيز في المكان عجز وضعف .وافتقار وقد نفينا عنها الافتقار اول الامر .
لكن يمكن رؤيته بالقلوب لانه نورها .. الله نور السموات والارض لان السماوات والارض محلها القلب فلولا عقولنا وقلوبنا ماكان للعالم وجود البتة فلولا انسان يشاهدها لما كانت هناك ولما وُجدت لهذا قال الحق انه خلق العالم لاجلنا .وجعلنا مستخلفين فيه . وجعل ادم خليفة اذ لو كان حاضرا بالمادة لما وضع خليفة فالخليفة اتى ليخلف وانما غاب عن المحجوبين الذين هم معظم هذا العالم فالجماد والحيوانات عارفة بالحق تعبده بديهةً.
والله اعلم والحديث ذو شجون .
باب في قوله عليه السلام إن الله لا ينام وفي قوله حجابه النور لو كشفه لأحرق سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه
179 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات - ص 162 - فقال إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور وفي رواية أبي بكر النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه وفي رواية أبي بكر عن الأعمش ولم يقل حدثنا حدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن الأعمش بهذا الإسناد قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات ثم ذكر بمثل حديث أبي معاوية ولم يذكر من خلقه وقال حجابه النور
من صحيح مسلم
التعليقات