​الشخصية، هل هي مرتبطة بالأفراد أم مستقلة عنهم ؟

"هل الشخصية تعني الفردية المستقلة عن الناس؟"

الشخصية تعني الفردية بكل تأكيد، فحتى لو قلنا أن الإنسان يتأثر بالمجتمع ويتسبب ذلك في إحداث تغييرات وتعديلات مستمرة في السلوك (ويشير المختصين أن الإنسان سيتغير سلوكه تدريجياً إن انتقل لمجتمع آخر)، إلا أن نتاج تفاعل الناس مع المجتمع مختلف، فأنا اتفاعل مع المجتمع وأنت تتفاعل مع المجتمع ولكن نتيجة تفاعلي غير نتيجة تفاعلك، وهذا لأن شخصيتي غير شخصيتك ولكل شخص الشخصية الفريدة التي يملكها. فالمجتمع مؤثر من ضمن عدة مؤثرات في شخصية الفرد.

فالشخصية كما يشير علماء النفس تتأثر بالجينات، وبترتيب ولادتك أي (هل أنت الأخ الأكبر أم الأصغر)، وكذلك تتأثر بالمجتمع، وتتأثر أيضاً بتقلبات الشخصية مثل أي مرض نفسي يصيب الإنسان في مرحلة من مراحل عمره.

فى البداية نشوة أختلف معك فى أننا كمجتمعات نمتلك نفس السمات المشتركة ونفس البنية الجسدية فنحن كمجتمعات وشعوب مختلفون تماماً حتى البلد الواحدة يكون بها أعراق مختلفة مختلفون فى البنية الجسدية واختلاف المجتمعات يجعل متطلبات طبيعتنا البشرية مختلفة تماماً فالمتطلبات البشرية للشعب اليابانى مختلفة عن تماماً عن المتطلبات البشرية للشعب المصرى وغيره من الشعوب .

وأدعم الرأى الثانى بشدة هو ان شخصية الإنسان تخضع دوماً للتغيير بمرور الوقت مع أن ذلك يخالف بشدة فكرى فى بداية حياتى بأن الجينات والعوامل الوراثية للشعوب لها عامل كبير فى التحكم فى سلوكنا .

لكن أستدل على ذلك بالمجتمع المصرى فمثلا المجتمع المصرى له نفس العوامل الوراثية تقريباً ونفس الفكر لكن مع تغيير الظروف فتلمس تغييراً جذرياً فى الشخصيات المصرية فمثلا الشخصية المصرية فى الخمسينات والستينات كانت شخصية بسيطة متسامحة فى مجملها تفعل الخير ولا تسأل عن العواقب وكان ذلك حتى ملموساً بشدة فى الأفلام المصرية .

وجاءت حقبة الثمانينات والتسعينات وتغيرت الشخصية المصرية لتشهد تعقيداً أكثر وميلاً لتعقيد الأمور وعدم تسهيلها والخوف من فعل الخير لأن ذلك سيجعلك شخصاً غريباً وكانت فى هذه الحقبة نماذج تقاوم ذلك التغيير وتريد العودة للماضى وتسامحه .

ثم جاءت الحقبة التى نعيشها لتسحب الكل فى قطار واحد فصارت الشخصية المصرية كالخورزميات شديدة التعقيدة وكل من قاوموا التغيير فى الحقبة الماضية تغييروا تماماً وغيروا فكر نسلهم لكى يواكب القطار وأصبح الكل يغلق بابه على نفسه ويخاف من فعل الخير وما زال الخير موجودا لكن على استحياء .

الشاهد فى الأمر أن الشخصية ليست مسألة فردية مستقلة أبداً فنحن نتغير بتغير مجتماعتنا إن لم يكن على الأمد القصير فعلى الأمد الطويل بطريق مباشر أو غير مباشر .