الجامعات المصرية تصدر تعليمات وضوابط جديدة "مرحب بها" مع بدء العام الدراسي الجديد لضبط النظام في الجامعات

هذه ليست قواعد جديدة في الجامعات المصرية وأعتقد أنها متواجدة بالفعل في أغلب الجامعات. ليس لأي سبب أخلاقي ولكن لأن مكان مثل المدرسة أو الجامعة من الطبيعي أن يحتوي على قواعد ملبس معينة عملية ومناسبة له ومنضبطة.

ولكل مكان بالفعل مجموعة من الأزياء والقواعد المناسبة له والتي قد لا تتناسب مع مكان أخر. لكن الأهم أن لا يكون هناك مغالاة في تطبيق تلك القواعد.

فمثلًا في مدرستي كانت هناك قواعد شديدة من ناحية لون الحجاب لأنهم كانوا يرغبون في ارتداء درجة معينة من اللون البيج وتم رفض جميع الدرجات الأخرى رغم أنها من نفس اللون! وأرى في هذا مغالاة تجعل الإنسان يكره هذه القواعد التي تهدف لمساعدته في المقام الأول

ليست قواعد جديدة، قد يكون إعادة تمثيل وتنفيذ لهذه الممارسات من جديد بعد استهانة الطلاب بالتشريعات القديمة، المُهم هذا عرف عالمي إنساني في التعامل مع المعرفة، حيث أنّ حتى أفلاطون منذ زمن بعيد كان يفرض في أكاديميته وطلابه قواعد صارمة لطرق نهل المعلومات وأدابها، واستمرّ هذا الأمر بالتوارث إلى حيننا.

على أنّ هُناك طبقة cool تتشكّل في مجتمعنا العربي جديدة، تُريد تسخيف الحياة الجامعية وجعلها مُلتقى للحبّيبة والمراهقة المُتأخرة، وذلك بسبب الدراما المصرية التي تجعل من هذه الممارسات أمر عادي وطبيعي، إذ أننا يبدو لم نفهم الدرس الأول والأخير وهي أنّ الإنسان يتأثّر بالقصص والدراما، مراقبة الانتاج السنوي الأخير للدراما المصرية مثلاً يجعلك تدرك سبب التذكير بهذه الضوابط مرة أخرى في المدراس والجامعات.

وذلك لتحقيق انضباط داخل القاعات ولتقديم أهدافها المتمثلة في تدريس المواد العلمية فقط.

إن لم يكن الطالب مؤمن بأهمية العلم والهدف الذي يطمح إلى تحقيقه من وراء مسيرته التعليمية، لن تُجدي معه مثل هذه الإجراءات. ما فائدة الضوابط التي تفرض على الطالب إن لم يلتزم بها خارج جامعته. هل الامر مقتصر داخل أسوار الجامعة وأروقتها فقط! لماذا بعضنا أو بعض افراد عائلاتنا يدرسون في جامعات أوروبا ولكن لا تتغير لديهم الضوابط بالرغم من أن ثمة سلوكيات وافعال- قد تبدو خارجة عن ثقافتنا كعرب- تحدث أمامهم. .المشكلة ليس في ارتداء الملابس أو سماع أغاني المهرجات وغيره؟!المشكلة في الطالب نفسه، في تربيته. كان من المفترض أن تغرس فيه الضوابط من طفولته!