هناك جدل كبير عن عدم اهمية الشهادة الجامعية سواء لدينا او حتى في الدول المتطور, المهارات اهم والجامعة مضيعة للوقت
حتى قبل ثلاث قرون تقريبا كانت جميع المهن يتم تعليمها بالممارسة فعندما يبلغ الصبي يذهب ليعمل في مهنة او صنعة ما حتى يتقنها مع تقدم بالعمر, والمهن او الكثير منها كان يتم توارثها داخل العائلة
اما اماكن التعليم(الشبيهة بالجامعات) فكان يقصدها قلة بسيطة من الناس لدراسة الفلسفة او الدين/اللاهوت لذلك اقدم الجامعات باوروبا تم تاسيسها على يد الكنيسة, فالجامعات كانت مكان نخبوي لانتاج الفلاسفة او رجال الدين والعلماء وليس لاعداد الناس لممارسة المهن, هذا الامر لم يتغير الا منتصف او اواخر القرن التاسع العشر فنتيجة للتقدم العلمي الكبير بعض المهن كالطب والهندسة لم يعد بالامكان ممارستها الا بامتلاك معرفة نظرية كبيرة والامر ازداد اكثر مع نهاية الحرب العالمية الكل اصبح لديهم الرغبة بدخولها.
الجامعة بالاساس اماكن لتعلم العلوم النظرية هي مصممة لانتاج العلماء(او المهتمين بالعلوم) لكنها ايضا مفيدة لممارسة المهن فهي تعطي صاحبها اساس نظري قوي بامكانه استغلال ما تعلمه في ممارسة مهنته
المشكلة هي بان المهن التي تحتاج الى اساس نظري قوي(ما تفعله الجامعات) هي مهن قليلة نسبيا(مقارنة مع ما تنتجه الجامعات), معظم المهن في المعامل او الزراعة او في التجارة لا تتطلب معرفة نظرية قوية بل تتطلب مهارات, مثلا موظف يعمل ككاشير يكفي انه يعرف القراءة والحساب, كذلك عامل في مصنع يكفي ان يتعلم مهارات فنية معينة
دور الجامعات في المجال الوظيفي هي تهيئة الشخص للدخول والتدرب في ممارسة المهنة بشكل عملي, لا توجد اي جامعة تقوم باعداد شخص محترف في مهنته, حتى في كليات كالطب, الطبيب المتخرج لا يصلح لممارسة عمله فورا بل يتطلب بضع سنين من التدريب في المستشفيات واخذ شهادات مهنية في احد التخصصات كي يكون طبيب محترف
ليست مشكلة الجامعات الوظيفية عدم تمكن طلبتها من الحصول على وظيفة نتيجة كثرة الطلب على الوظائف وقلة العرض, من يرى ان الجامعة مضيعة للوقت لا تعطي المهارات العملية عليه التوجه للتعليم المهني(معاهد فنية) او الدخول في دورات فنية
الجامعات ستبقى له دور وظيفي مهم في المجتمعات لانتاج العلماء والباحثين وانتاج اشخاص لديهم المعرفة النظرية العميقة في وظائف لا تتطلب فقط مهارات فنية.
التعليقات