هذه المقولة لدكتور سَلمان العودة أنا متأثرة جدًا بها
مِثلك أنا.. تُؤذيني نظرةٌ دونيّة، وعطفٌ مُبتذل، وسلامٌ بِنصف يد ..
" مِثلك أنا.. أبحث عن الوِدِّ، لكن من السّماء".
أرددها في نفسي كثيرًا كلها التمستُ استعلاءً مِن حولي أو في نفسي ، يقول د.سَلمان العُودة بشأن هذه المقولة : أنّه كان في الحرمِ يومًا ما، حتى إذ تعارفوا فيما بينهم اتّضحت المراتب من الأمير حتى الخادم، واعتذر عن جهله لعدم معرفة ذوي المنازل العالية، حتى أحس أن حتى اعتذاره مشمولٌ بالعُنصرية.
واستدرك ذِكر فئات مجتمعه، فهذا خادمُه، وهذا المواطنُ الباكستاني الفقير الذي يحفر في الشارع، والذين إن انتقَصوا في المجتمع درجة، فقد تزيدهم إنسانيّتهم أضعاف درجات.
أذكُر في مرّة كان هناك مرور خاص بقسم الطواريء، وإذ بأمٍ بسيطة قادمة باستغاثة تسأل عن حالة ابنها الذي تعرض لحادث، لا أخفيكم خبرًا، معظم مَن كانوا في القسم كرسوا اكتراثهم لعميد الكلية القادم للتفتيش في صيحات من الترحاب والسرور، وطبيبةٌ واحدةٌ فقط هي من اهتمت بشأن الأم وهدأت من روعها.
وبالعودةِ للوراء، نرى غاندي الذي كانت له مسيرة لتحقيق العدالة لذوي البطون السمراء بدلًا من وحشية العنصرية، مانديلا الذي كرّس حلمًا ليجعل الأفارقة وذوي البشرة السوداء صلاحيةً أن ينشدوا نشيدهم على أراضيهم.
ومارتن لوثر ، الذي صرّح: لديّ حُلم، ألّا يُعامل أبنائي الأربعة على أساس لونهم، فنعلمُ أن ثمَّة جهاد يُبذل مذ قديم الأزل فقط ليُعامل الإنسان لكونه ( إنسانٌ ) فقط.
أليس كلّ هذا يجعلنا نؤمن أن نورنا ينبع من الداخل فقط؟
اللّه اللّه لوقع مسامعي بشأن ما يخص ربّ الأسرة البسيط " مثلك أنا، أعودُ للبيت لأكون الرجل الأوّل، بعدما كنت عندك الرجل الأخير "، ليتجلى لي أن المراتب في معنويتها أجمل وأقوَم.
والآن، وفي ظل تطورات مجتمعاتنا واطّلاعنا على القيم الإنسانية أكثر، هل تجدون لمثل هذه الأمور وجودٌ قائم بالفعل في أماكن عملكم، أوطانكم، وحتى بين دوائر أصدقائكم ومعارفكم ؟ وكيف تتصرفون حين ترون من يزدري بشرًا !
والنقطة التي دائمًا ما تلامس قلبي، كيف تجاهدون أنفسكم إن شعرتم في نفسكم استعلاءً خفيًا إثر انجازٍ أو تحقيق شيء؟