أعرِّف الانتصارات القبيحة على أنّها تلك التي نخجل أن نُريها الناس على الأنستغرام. ليست إنجازًا يُفتخرُ به أمام الملأ. لكنّها انتصارات على أيَّةِ حال.

وضعتَ نصف ملعقة من السكر بدلًا من ملعقة في الشاي؟ ليس شيئًا يستحقُّ أن تقصّه على أصدقائك. لكنّه انتصار.

خرجتُ من وسادتي المريحة في أيّام العطلة، لأجل تدريب صيفي في ردهات الجراحة، ولم أتعلَّم شيئًا في أول يوم؟ انتصار قبيح، لكنّه انتصار.

الانتصارات القبيحة تسهِّل الحصول على انتصارات أجمل منها، أمّا محاولة أن تنتصر من البداية بكمال، فهو أمر يعسُر حصوله. قد يحصل؟ نعم. لكن الجلوس وانتظاره هو من ضرب من الأماني.

هناك دائمًا شيء قبيح يُفعل، لكنّه ذو فائدة عملية على حياتنا، وقد نهمله في كثير من الأوقات فقط لأنّ الانتهاء منه لن يكون مفخرة ومبهاة.

أكبر الحواجز التي أراها في نفسي والتي تمنعني عن عمل ما، هو الخيال الذي أراه بعد انتهاء العمل. حين أهمُّ مثلًا بنشر منشور، سأتخيَّل أنِّي غيّرتُ من طريقة تفكير شخص ما، وهذا يدفعني لنشره.

لكن إذا تخيّلتُ أنِّي قللتُ نصف ملعقة من السكر، أو أكملتُ باقي الطريق لمنزلنا مشيًا بدلًا من ركوب الحافلة، لن يكون خيال "ما بعد الإنجاز" شيئًا يحمّسني.

وهنا يأتي دور التعوّد على الانتصارات القبيحة.

ملاحقة الانتصارات القبيحة، بل والهوس بها، هو الذي سيوفِّر لك "خيال ما بعد الإنجاز" الذي يحمّسك.

الخيال لن يكون مربوطًا بالمهمّة الواحدة فقط، لن يكون بأثر "تقليل نصف ملعقة من السكّر" بل سيكون خيال أقوى. خيال "أنا عندي عقلية ملاحقة الانتصارات القبيحة مهما كانت درجة فائدتها" وهذه العقلية أكثر جاذبية من نصف ملعقة من المحلّيات!