كيف يتشكل هذا الذي نستعيذ منه بالله في كل هذه الصور الجميلة والمغرية في ظاهرها، الشديدة الشر والدموية الحارقة في باطنها. (لعنة ساتان)
أدب الرعب هل هو أدب معترف به؟ ولماذا لا نراه يستقل أحد قوائم الأدب الجادة؟ أو دخوله في سياق المسابقات الأدبية!!
لا يوجد أدب معترف به وأدب غير معترف به, هناك فقط أدب جيد وآخر سيء, وإنما المسميات أتت للتصنيف فقط.
لا تدخل هذه المؤلفات المسابقات الأدبية لضعفها وليس لتصنيفها, تفتقد الساحة الأدبية العربية لهذا النوع من التصنيف لأنه على ما يبدو يميل الكتاب العرب للواقعية أكثر, يعتبر أحمد خالد توفيق أحد كتاب أدب الرعب العرب الأوائل أو ربما الأول على الاطلاق, وبالتالي هذا النوع من الأدب حديث جدا عند العرب وغير ناضج مقارنة بالغرب, حيث أول أعمال الرعب بالغرب بدأت منذ قرون, كرواية دراكولا بالقرن التاسع عشر.
هناك العديد من الروائع العالمية والتي يمكن تصنيفها رعبا, كرواية أوسكار وايلد صورة دوريان جراي, أيضا أعمال ستيفن كينغ, وقصص الرعب القصيرة لادغار آلان بو...هذه بعض مما اطلعت عليه فقط.
أقسام الأدب يا شيري منها الشعر والنثر، والرواية والقصة القصيرة، والمسرحية، والمقال..الخ، طبعًا أدب الرعب له قرائه ولكن لو صنفناه بمفرده يجب أن نصنفه تحت نوع من الأقسام السابقة يعني ممكن يكون رواية رعب، ممكن يكون مجموعة قصص قصيرة مرعبة، ممكن يكون مقالة كتلك التي تتحدث عن القرين والمس..الخ؛ لذا نحن لا نصنف الأدب بناء على نوع المحتوى المكتوب ولكن بناء على طريقة سرد الأحداث والقالب نفسه الذي نضع فيه المحتوى.
كونه نوع شائع لا يعني أن بإمكاننا تصنيفه كأدب رعب... دعيني أوضح بمثال، لو قلت لك يا شيري أريد قراءة أدب رعب، أول كلمة ستقوليها لي: هل تريدي قراءة رواية أم قصة قصيرة أم سلسلة مقالات؟ أنا حددت لكِ نوع المحتوى، ولكنك ستسأليني عن طريقة سرد المحتوى، هل فهمتي قصدي؟
ربّما رغم عدم تحديدنا لنقطة بدايته يا شيري ، إلّا أنه يذهب الكثيرون إلى أن اختلاقه كان وليد شعور الخوف عند الإنسان في قديم الأزل، بدايةً من الأساطير التي حوت الكثير من الرعب وأثارت الخوف في قلب المتلقي أو القاريء.
وطبعّا تمحوره في هيئته الحالية لم يكن ليحدث إلا مع ظهور روايات القوطي الشهيرة للرعب والتي تحكي القصص لكن فس أجواء مرعبة قديمة مثل السحرة و أضواء الشموع والبرق وحوت القلاع .
وشاع هذا النوع في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر على يد كل من آن رادكليف التي كتبت قصة أسرار أودولفو (Mysteries of Udolpho) وهوراس والبول صاحب رواية قلعة أوترانتو (The Castle of Otranto).
فأصبحنا نرى روايات لأجاثا كريستي ، سلسلة ما وراء الطبيعة للراحل احمد خالد توفيق والكثير من الأعمال التي توطد وجود مثل هذا النوع من الآداب وسردها.
الأمر منوط على محيط تلك القصص وهل داخلها فعلا ما يدفعنا لاقتناءها؟؟ أتذكر مجموعة للدكتور أحمد توفيق وكانت في منتهى الروعة سوى الفكرة وتحليلها وسير الأحداث والعقدة ومعالجتها وكل ده في قالب "مرعب" واعتقد لم اقرأ مثل تلك المجموعة
وحاليا الساحة معتمدة على المؤثرات الحسية للقارئ
لا فكرة ولا معالجة ولا هدف منها.
لكن بيضل السؤال ليه ديما في نهاية القائمة ووجوده منفرد للي ذي يونس مثلا وأنه له اقبال سمعي أكتر
كلٌّ حَسب ميله يا شيري ..
وبطبيعتنا يثيرنا الغموض والأحداث الخفية، فنجد في مثل هذه الأحداث ما يُشبع رغبة الفضول داخلنا ويثير انتباهنا ، حتى لو كما ذكرتي أنه قد يفقد كثيرًا معايير المعالجة والأهداف الحقيقية والرسالة المتضحة.
حينما أسمع عن أدب الرعب يتبادر إلى ذهني القليل من الروايات العربية مثل أعمال د. أحمد خالد توفيق ورواية الجانب المظلم لمحمد عصمت وصندوق الدمى لشرين هنائي، في حين أجد العديد والعديد من الروايات الأجنبية التي تتناول هذا النوع من الأدب في مجريات أحداثها. تمامًا مثلما يحدث مع سينما الرعب، فرصيدنا العربي في هذا النوع من الأعمال السينمائية بسيط ومتواضع جدًا، بينما يتفوق الأجانب والأتراك في هذا الجزء. وكأن هذا يأخذنا إلى فكرة عدم وجود مفكرين مبدعين في هذا المجال إذ يحتاج أدب وسينما الرعب إلى الخروج عن المألوف والتفكير بصورة بعيدة تمامًا عن الواقع. ولذا فإن بعض إنتاجاتنا من أعمال الرعب ماهي إلا تراجم لروايات ليست عربية أو اقتباس من السينما الأجنبية.
اضفتي جزيئة السينما ودا منظور جديد وحقيقي فعلا.. السينما التركية قد تكون الأولى في تجسيدها لأعمال الرعب أو كتابتها
التعليقات